احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: صيام شهر رمضان فرصه وقائية و علاجية

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Aug 2008
    الدولة
    قوات الــدرك
    العمر
    36
    المشاركات
    5,401
    معدل تقييم المستوى
    21

    صيام شهر رمضان فرصه وقائية و علاجية

    [IMG]http://talal2010.***********/صورمتحركة/رمضان-كريم.gif[/IMG]


    لما كانت صحة الجسم مطلب أساسي حتى يستطيع الإنسان القيام بما أمر به ربه في هذه الأرض من عباده المولى عز وجل ، وعمارة الأرض ، وطلب العلم ، ورفع الظلم ، والجهاد في سبيل الله ، جعل الله عز وجل كثير من العبادات والفرائض وقاية وعلاج لكثير من الأمراض و العلل التي قد يصاب بها جسم الإنسان ، فكانت لنا تلك الفرائض عباده ووقاية .


    وشهر رمضان الكريم شهر عزيز على كل مسلم ، يلتزم المسلم بصيامه وقيامه كل سنة ، فهل هناك فوائد صحية لهذا الشهر الكريم إضافة إلى فوائدة الروحية والاجتماعية ؟ .



    إذا تأملت معي عزيزي القارئ سوف تجد أن شهر رمضان هو نظام غذائي جديد يلتزم به الإنسان المسلم كل سنه ، ويزداد تأملك إذا علمت أن الإنسان ليس وحده هو الذي يصوم بل إن الصوم موجود أيضا في الحيوانات ، فلقد لاحظ العلماء أن كثيرا من الكائنات الحية تمر بفترة صوم اختيارية بالرغم من توافر الغذاء حولها ، فمثلا من الطيور ما يكمن في عشه ويمتنع عن الطعام في مواسم معينه كل عام ، وبعض الأسماك يدفن نفسه في قاع المحيطات أو الأنهار لفترة معينه بدون طعام .


    صيام شهر رمضان فرصة وقائية :
    أثناء فتره الصيام والتي تمتد من بعد آذان الفجر وحتى آذان المغرب يعتمد الجسم في طاقته وحاجته على لسكر الجلوكوز على وجبه السحور ، إلا أن تلك الوجبة لا تستطيع توفير هذه الطاقة والسكر إلا لساعات معدودة بعدها يجد الجسم نفسه مضطرا للاعتماد على الطاقة وسكر الجلوكوز من المواد السكرية و الدهنية المخزونة في أنسجه الجسم وبهذه الطريقة يتم حرق السكر والدهون المخزونة وتخليص الجسم من السموم المتراكمة وبديهي أن يبدأ الجسم أولا باستهلاك الخلايا المريضة أو التالفة أو الهرمة ، وبعد الصيام ومع تناول الإفطار تتجدد بناء هذه الخلايا بخلايا جديدة تعطى الجسم قوة ونشاط وحيوية .


    الصيام يجدد الشباب ويزيد حيوية وعمل الخلايا : شهر رمضان فرصة حقيقة لتجديد الشباب وزيادة حيوية وعمل الخلايا وذلك لأن الصوم يؤدى إلى تأثيرين مهمين وهما :

    أثناء استهلاك الجسم للمواد المتراكمة منه أثناء فتره الصيام فان من بين هذه المواد المتراكمة الدهون المتراكمة والملتصقة بجدران الأوعية الدموية فيؤدى ذلك إلى إذابتها تماما كما يذيب الماء الثلج ، وبالتالي زيادة تدفق الدم خلال هذه الأوعية وزيادة نسبة الأكسجين والغذاء الواصل إلى الخلايا عبر هذا الدم ، وبالتالي تزداد حيوية وعمل الخلايا ، لذلك نرى أن الشخص الذي يحافظ على الصيام تقل إصابته بمرض تصلب الشرايين وتتأخر عنده علامات الشيخوخة .




    انتهاء وتحلل الخلايا التالفة واستبدالها بخلايا جديدة ونشطة يزيد من عمل وقوة وظائف الجسم المختلفة لذلك يشعر الإنسان بعد انتهاء شهر الصوم بنقاء جسمه وزيادة طاقته وصفاء نفسه .

    صيام شهر رمضان فرصة علاجية : يعتبر الصيام علاجا فعالا أو مساعدا لكثير من الأمراض ومن بين هذه الأمراض الذي يؤثر في شفائها وعلاجها الصوم الأتي :

    أمراض الحساسية : بعض أمراض الحساسية تزيد بتناول أنواع معينه من الأطعمة بعضها معروف مثل السمك ، البيض ، الشيكولاته ، الموز ، والبعض الآخر غير معروف .و أثناء الصيام يستريح الجسم من هذه الأطعمة وبالتالي يشعر مرضى الحساسية براحة كبيرة مع الصيام .


    حب الشباب والبشرة الدهنية والدمامل والبثور والتهاب الثنايا يزداد بالوجبات كثيرة الدهون ، وهذه الأمراض تتحسن كثيرا بالصيام .

    يخفف الصيام من أعراض وعلامات فشل القلب وذلك لأن الصيام يقلل من شرب السوائل ويقلل من تناول الأغذية ، إضافة إلى إذابة الدهون من الأوعية الدموية يحسن من عمل القلب وبالتالي يقلل من أعراض مرض القلب عند المصابين به .


    السمنة أو زيادة الوزن : يعتبر شهر رمضان طبيب تخسيس مجاني وفرصة عظيمة لذوى الوزن الزائد بشرط أن يتم الالتزام بشروط شهر رمضان الصحية كالاعتدال في الأكل وزيادة الحركة والإقلال من النوم والكسل .







    يعالج الصوم كثيرا من مشكلات الجهاز الهضمي مثل زيادة الحموضة والقولون العصبي وعسر الهضم وانتفاخات البطن ذلك لان امتناع الشخص الصائم عن الأكل والشرب طوال فترة الصوم يعطي فرصة لعضلات وأغشية الجهاز الهضمي بأن تتقوى وتزداد عملها وحيويتها. كما يلعب العامل النفسي دور كبيرا في شفاء بعض علل الجهاز الهضمي مثل القولون العصبي وذلك نتيجة لما يسببه شهر رمضان من السعادة والبهجة و طمأنينة النفس و هدوء البال.





    هل يجني كل صائم فوائد الصوم الصحية ؟ للأسف الشديد فكما أن بعض الصائمين يحرم من الأجر كما أخبر بذلك المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) : (( رب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش )) وهم الصائمين الذين لا يصومون عن الغيبة والنميمة وإثارة الفتن واللعن وغش الناس وغيرها من حدود الله عز وجل ، فان هناك أيضا من الصائمين من يحرم من فوائد شهر رمضان الصحية وهم الذين يسرفون في الأكل أثناء ليل رمضان أو الذين لا يتحركون أثناء نهار رمضان ويقضى كل نهاره في النوم ، وهؤلاء يحرمون من فوائد الصوم الصحية لأن جسم الإنسان أثناء النوم لا يحتاج إلى طاقة كبيرة وبالتالي ليس بحاجة أن يحرق المواد الغذائية المخزونة فيه ، وبالتالي يخسر هذا الشخص أهم فائدة يعتمد على أساسها الفوائد الأخرى وهى حرق وإذابة المواد السكرية و الدهنية و البروتينية المخزنة في الجسم .
    الصوم ربح للصحة



    أكرم الله تعالى عباده بشهر رمضان الكريم الذي يعتبر فرصة لاكتساب الأجر وتكفير الذنوب، كما أنه مناسبة لتحسين صحة الإنسان و للتخلص من بعض العادات القبيحة نظرا للتغيرات الفيزيولوجية والنفسية التي تطرأ على الجسم أثناء الصوم ، لكن العديد من المسلمين و للأسف يستغلون هذا الشهر في النوم والخمول والكسل.

    تصاحب فترة الصيام مجموعة من التغيرات :يحتاج الجسم لتأدية مهامه للطاقة مثلما تحتاج السيارة للوقود، هذه الطاقة يوفرها الجسم انطلاقا من هضم و استقلاب الأغذية التي يتناولها الإنسان انطلاقا من وجبات متفرقة طوال اليوم ، إلا أن شهر رمضان يعتبر حالة خاصة لأن الصائم يمسك فيه عن الطعام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وهي مدة غالبا ما تتجاوز إثني عشر ساعة عادة ما يكون الشخص قد تناول فيها وجبتين أو ثلاث في الإفطار، هذا التغير في نظام الوجبات يرغم الجسم على التكيف ويحدث العديد من التغييرات على المستوى الفيزيولوجي والنفسي تعود كلها على الصائم بالنفع والبركة ، كيف لا ، والصوم أمر رباني وحكمة إلاهية حيث يقول تعالى : " وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون " فالصوم كله خير إن على المستوى الديني أو الصحي أو النفسي أو غير ذلك .
    و يقول الدكتور العالمي ألكسيس كاريك: "إن كثرة وجبات الطعام تعطل وظيفة أدت دورا عظيما في بقاء الأجناس البشرية، وهي وظيفة التكيف مع قلة الطعام، ولذلك كان الناس يلتزمون الصوم والحرمان من الطعام".


    وكما هو معلوم فإن نسبة السكر في الدم مضبوطة ، وأي نقص أو زيادة في هذه النسبة يترجم بمشاكل صحية ، فأثناء الصوم يستنفذ الجسم سكر الكلوكوز الموجود في الخلايا والذي يأتيها بواسطة الدم فيضطر الجسم إلى تفكيك مخزون السكر المتواجد في الكبد عبارة عن كليكوجين ، وعند نفاذ هذا المخزون أيضا يمر الجسم إلى استهلاك الدهنيات ثم إذا استمر الخصاص يلتجأ إلى البروتينات كحل أخير . ومنه فإن الصوم يقضي على الطعام الزائد في الجسم ويمكن من تجديد مخزون الكليكوجين في الكبد ومن تقليل فضلات التحولات في خلايا الجسم، فينقص تراكم الدهون حول الأوعية مما يسهل حركة الدورة الدموية ويزيد الجسم سلامة وحيوية.


    يمكن الصيام من مقاومة العديد من الأمراض :سبق أن قلنا أن الصوم ترافقه تغييرات تعود على الإنسان بالنفع ل محالة ، لأنه لا يعقل أن يشرع الله تعالى شيئا دون أن تكون فيه مصلحة للعباد، وقد أثبتت مجموعة من الدراسات منافع للصوم في الوقاية من عدة أمراض أو في تأثيره على حالة بعض المرضى ، وقد يصل ذلك إلى أمرهم بعدم الصوم من طرف الطبيب المسلم الثقة ، وأشارت صحيفة الأخبار المصرية أنه قد أثبتت دراسات أجنبية أجريت على مجموعة من الصائمين أن كفاءة الأداء العضلي لهم تحسنت بنسبة 20% وآلام الساقين بنسبة 11% وسرعة دقات القلب بنسبة 20%, وعن هذه النتائج يقول د. سعيد شلبي أستاذ الجهاز الهضمي بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة: " خلال الصيام يتوجه جزء من الدم إلى العضلات والمخ بدلاً من تركيزه على المعدة لهضم الطعام في الأيام العادية، فيؤدي ذلك إلى مزيد من النشاط والحيوية وتنظيم الدورة الدموية". وفيما يلي أمثلة لتفاعلات الصوم مع بعض الأمراض :

    الصوم ومرضى السكري : على مرضى السكري في رمضان تنظيم جرعات الأنسولين حسب الوقت والكم تحت إشراف طبيب مختص يقلل أحيانا من جرعة الدواء كي لا يدخل المريض في حالة هبوط في مستوى السكر.
    وهناك أمر يشغل معشر الأطباء وهو هبوط مستوى السكر في الدم إلى مستوى مقلق يعتبر حالة طوارئ تحتاج إلى تتبع و واحتياط، وتتميز أعراضها بالشعور بالخمول أو الدوخة أو شعور بخفقان في ضربات القلب أو تعرق في الجسم، و إذا انتاب المريض شيء من هذه العلامات فعليه أن يتناول كمية من السكّريات حتى لا يتعرض لمضاعفات خطيرة. ويجدر بهؤلاء المرضى اتباع السنة النبوية في تأخير السحور و تقليل النشاط الجسماني غير الضروري في فترة آخر النهار، مما يساعدهم على الوقاية من حالة الخمول ونقص السكر .


    الصوم ومرضى القلب وارتفاع الضغط المزمن
    : يضخ القلب عادة الدم إلى مختلف أعضاء الجسم ، ويستفيد الجهاز الهضمي من 10% من هذه الكمية ، لكن أثناء الصوم يرتاح الجهاز الهضمي ويتوقف القلب عن ضخ هذه الكمية ، مما يساعد مرضى القلب والذبحة الصدرية الذين سمح لهم الطبيب بالصوم على تحسين حالتهم . وقد أجرى استشاري أمراض القلب الدكتور حسان شمسي باشا وزملاؤه بقسم القلب بمستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة بحثًا على 86 مريضًا مصابين بأمراض القلب المختلفة خلال شهر رمضان، وبينت الدراسة أن حوالي 80% من هؤلاء المرضى استطاعوا صيام رمضان بينما اضطر 10% من هؤلاء المرضى إلى الإفطار لعدة أيام في رمضان، ومع نهاية شهر رمضان، شعر 78% من المرضى بتحسن في حالتهم الصحية بينما شعر 11% منهم بازدياد الأعراض التي كانوا يشكون منها.
    ويستطيع المصابون بارتفاع ضغط الدم الصوم مع ضرورة الاعتناء بتناول الأدوية لاسيما أن هناك أدوية تؤخذ لمرة أو مرتين في اليوم ، وينصحون بعدم الإفراط في تناول الأطعمة المملحة.



    الصوم والجهاز الهضمي : يرتاح الجهاز الهضمي نسبيا في شهر رمضان لقلة الوجبات ، مما يفيد الناس عموما ومرضى هذا الجهاز على وجه الخصوص، لكن هذه الفائدة تحصل إذا اتبع الصائم تعاليم الدين الحنيف والسنة المطهرة ، حيث يقول تعالى:" وكلوا واشربوا ولا تسرفوا " فلا يجب الإسراف في الطعام عند الإفطار ومباغتة المعدة بكمية كبيرة من الطعام بعدما كانت خاملة مرتاحة أثناء الصوم ، بل يجب الإفطار على الثمر أو الماء ثم بعد العودة من صلاة المغرب يتم الأكل المعتدل حتى يتمكن الصائم من أداء صلاة التراويح على أحسن وجه . وينصح مرضى عسر الهضم أو القرحة أو التهاب المريء وغيرها من أمراض الجهاز الهضمي ، بتجنب الإفراط في الطعام عند الإفطار أو السحور مع توزيع كمية الطعام على فترات متفاوتة وتجنب كثرة الدهون والاستلقاء بعد الإفطار .


    الصوم والأمراض النفسية : أثناء الصوم ينقص السكر في الدم مما يؤدي إلى الفتور والسكينة فيشعر الصائم بالطمأنينة والتواضع ، ويقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام : ( الصيام جُنّة ، فإذا صام أحدكم فلا يرفث ولا يجهل وان امرؤٌ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم ) رواه البخاري وغيره، ما أجمله من توجيه يهدأ النفس ويبعدها عن القلق و الشحناء فيرتاح صاحبها ويشعر بالهدوء ، لهذه الأغراض ثبت أن الصوم يفيد العديد من المرضى النفسيين وقد أثبتت دراسات عديدة انخفاض نسبة الجريمة بوضوح في البلاد الإسلامية خلال شهر رمضان، ويقول الدكتور لطفي الشربيني استشاري الطب النفسي :"وللصوم آثار إيجابية في تقوية الإرادة التي تعتبر نقطة ضعف في كل مرضي النفس، كما إن الصوم هو تقرب إلى الله يمنح أملاً في الثواب ويساعد علي التخلص من المشاعر السلبية المصاحبة للمرض النفسي ، كما أن الصبر الذي يتطلبه الامتناع عن تناول الطعام والشراب والممارسات الأخرى خلال النهار يسهم في مضاعفة قدرة المريض على الاحتمال "


    الصوم و مرضى الحصيات الكلوية : ينصح هؤلاء بتناول كميات كافية وافرة من السوائل في المساء وعند السحور ، مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني أثناء النهار.



    الصوم و مرضى العيون
    : يشير الدكتور إبراهيم محمد عامر محاضر وأخصائي طب وجراحة العيون إلى أن هناك بعض أمراض العين تتحسن تحسنا ملموسا بالصوم كالجلوكوما المزمنة البسيطة إذ يؤدي الصوم إلى مقاومة هذا المرض بانخفاض في معدل إفراز السائل المائي الذي يؤدي إلى انخفاض ضغط العين الداخلي، وهذا هو نفس المفعول الذي يحدث نتيجة استعمال العقاقير المخفضة لضغط العين التي تعمل على تثبيط نشاط زوائد الجسم الهدبي .



    الصوم والتغذية : وعن أنس رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر قبل أن يصلي على رطيبات ، فإن لم تكن رطيبات فتمرات ، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من الماء " فالتمر والماء يدفعان الجوع والعطش و أثناء أداء لصلاة المغرب يتم امتصاصهما فيذهب النهم والجوع الشديد عن الصائم ويتناول وجبة الإفطار باعتدال ويتفادى انتفاخ المعدة وعسر هضم . وتمكن صلاة التراويح من تسريع الهضم بحركات الركوع والسجود كما أنها تجلب الراحة النفسية . ويقول غازي أحمد درادكة أخصائي تغذية علاجية :"على الصائمين تناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا، ويجب المحافظة على هذه العادة لأنها تساعد على حسن الهضم بسهولة وتشعر الشخص بالشبع الصحي؛ وينصح بأن يكون الطعام دافئاً ولا يكون حارًا بدرجة شديدة، ولا مثلجًا لأن ذلك يسبب احتقانًا وتهيجًا في جدار القناة الهضمية مما يؤدي إلى عسر الهضم والشعور بآلام المعدة... أحرص أخي الصائم أن تتناول فطورك على فترات متواترة ؛ أي زيادة عدد الوجبات وتقليل كمية الطعام في كل وجبة، وذلك لكي يسهل الهضم ويستفيد الجسم من الغذاء بشكل صحي متكامل دون تولد ظواهر مرضية ناتجة عن تجمع وتراكم الغذاء المتناول ."

    إن فوائد الصوم الصحية والنفسية لا يتسع هذا المقال لحصرها ، وقد حاولنا الإتيان ببعضها على سبيل المثال لا الحصر ، وهي تزيد المؤمن إيمانا بحكمة هذا الخالق العظيم ، والأبحاث العلمية حول الصوم قليلة جدا ويحتاج هذا الميدان لعناية أكثر. وفي الختام نتمنى أن يتقبل الله صيامنا وقيامنا ويجعلنا ممن يستفيدون من هذا الشهر روحيا وجسديا

    الطب والصيام
    ألقد شاءت قدرة الله أن يستخلف الإنسان في هذه الأرض , ويحمله أمانة إعمارها وإقامة حكم الله فيها ...
    ونظرا لخطورة هذه الأمانة وأهمية ذلك الاستخلاف , بحيث أشفقت منها السموات والأرض واعتذرت عن حملها راسيات الجبال ، فقد شاءت إرادة الله أيضا , أن يكون بناء الإنسان الروحي والمادي على مستوى هذه المسؤولية العظيمة .. ولذلك فقد عني المنهج الإلهي بالإنسان عناية فائقة , وأعطى الأهمية البالغة لبنائه الروحي والفكري والعقائدي , وأكد على سلامته النفسية والجسمية , وحرص على وقايته من كل ما من شأنه أن يسبب له الانحراف والمرض , وشرع له كل ما هو ضروري لسلامة حياته وديمومتها ...
    ولا نتعد الحقيقة إذا قلنا : أن ما ورد في القران الكريم - الذي هو آخر كتاب أنزله الله - من تشريعات , وما ذخرت به سيرة المصطفى (ص) -خاتم أنبياء الله - من ممارسات وتطبيقات إنما هي قوانين للحياة , والتزامها يعني سعادة البشرية ووقاية المجتمع الإنساني كله من المرض والخطيئة والشقوة ( مأخوذة من الشقاء) . وصدق الله العظيم إذ يقول : (( يا أيها الذين امنوا استجيبو لله وللرسول اذا دعاكم ما يحيييكم )) الأنفال : (23)


    ومن هذه التشريعات العظيمة تشريع (( الصوم )) وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة , وردت فرضيته في الكتاب والسنة والإجماع .. والصوم عبادة خالصة لله تعالى , والهدف الرئيسي منها تقوى الله وتزكية النفس المؤمنة , قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم (( يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )) البقرة (183)


    وللصوم الأثر الكبير في إراحة الجهاز الهضمي المتعب طيلة أيام السنة , حيث أن صيام شهر بالسنة يعني إراحة الجهاز الهضمي بمعدل يوم واحد كل اثني عشر يوما , كما أن فيه حث على الاستفادة من مخزون الشحوم والمواد الأخرى الزائدة في الجسم , حيث يفقد الكبد والطحال والعضلات ، مثلا ، ما يتراوح بين 30-60% من المواد المخزونة الفائضة .


    ونقف بإجلال وإعجاب أمام القول المعجز للنبي الأمي محمد (ص) (( الصيام جُنَّة )) والجنة : هي الوقاية من الأمراض وغيرها ...


    وما أكثر الحالات المرضية التي نعالجها بالصوم , سواء كان صوما جزئيا - عن نوع من الأطعمة أو أكثر - أو صوما كليا ليوم أو بعض يوم , كما نفعل في حالات الإسهال : حيث نمنع المريض من تناول الأطعمة الصلبة والدسمة ونبقيه على السوائل والماء لساعات عدة ، وذلك لإراحة الجهاز الهضمي حتى يستعيد صحته ويعود إلى طبيعته ... أو كما نفعل مع مرضى ارتفاع الضغط الدموي فنمنع عنهم الأملاح الزائدة والدهنيات. أو مع مرضى السكري : فنمنع عنهم الحلويات الزائدة ... الخ


    ومن الحقائق الثابتة لدينا والتي يعرفها كل طبيب يعمل في البلاد الإسلامية التي يصوم غالبية أهلها , أن عدد مراجعي المستشفيات والعيادات يقل بصورة ملحوظة في شهر رمضان المبارك من كل عام .. اللهم إلا حالات محدودة من المفرطين في الطعام , المكثرين منه عند الإفطار , ممن لم يستوعبوا حكمة التشريع أصلا ...! ونقف مرة أخرى بإجلال وإعجاب أمام إعجاز النبي الأمي محمد (ص) الذي يقول : (( صوموا تصحّوا )) رواه الطبراني في الأوسط وأبو النعيم في الطب النووي .


    الإفطار على التمر :من العادات الطبية التي علمنا إياها رسول الله ( ص) هي أن نفطر على التمر في رمضان ..
    قال (ص) (( اذا افطر احدكم فليفطر على تمر , فان لم يجد فليفطر على ماء فانه طهور )) . رواة احمد وابو داوود وابن ماجة . ولإفطار الصائم على التمر فائدتان طبيتان عظيمتان على الأقل :

    أولهما : أنه يحتوي على مواد سكرية بسيطة , قابلة للامتصاص من جميع أجزاء الجهاز الهضمي بسرعة , وامتصاصها بهذه السرعة ووصولها إلى الدم ومنه إلى أجزاء الجسم الحيوية - كالقلب والدماغ - يعطي للإنسان حيوية ونشاطا يسري في جسمه كتيار الكهرباء ويشعر معه الصائم بانتعاش في روحه , وقوة في جسمه , وتحسن واضح في تركيزه الذهني والبصري ..

    والثانية : يقلل من نهم الصائم للغذاء عن طريق دغدغة مركز الشبع في الدماغ فتقل شهية الصائم للأكل وتخفف من اندفاعه للطعام فيأكل ما يكفيه فقط دون إفراط أو تخمة ..

    وتتأكد هذه الفوائد الطبية أكثر إذا اتبع الصائم إفطاره على التمر بصلاة المغرب معطيا فرصة كافية لامتصاص تلك السكريات ووصولها إلى القلب والدماغ .. وإن لم يجد الصائم التمر فليفطر على الماء أو الماء المخلوط بشيء من اللبن فهو يحقق فوائد قريبة من ذلك .. وننصح كبار السن خاصة بشرب الماء قبل الإفطار لما له من مفعول منبه لحركة الأمعاء مما يقلل من حالة الإمساك التي غالبا ما يشكو منها أولئك الكبار .


    رخصة الإفطار في رمضان :لقد شرع الله الصوم للمسلم القادر البالغ المعافى في جسمه ، كما رخص بالإفطار في حالات معينة رحمة بالعباد , ورفعا للمشقة والعنت عنهم . قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم (( فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر )) وقال (( وعلى الذين يطيقونة فدية طعام مسكين )) البقرة : 184. وأهل الرخص هم :

    المرضى : فمن كان مريضا اليوم ويرجو الشفاء غدا فله أن يفطر على أن يعوض في أيام أخر ..

    المسافرون : فمن سافر سفرا مشروعا وتجاوزت مسافته مسافة قصر الصلاة فله أن يفطر حتى ولو لم تتحقق المشقة ... رخصة من الله ( إن الله يحب ان تؤتى رخصه كما يحب ان تؤتى عزائمه ) ...

    كبار السن : الذين ذوت منهم الأجساد وضعفت قابليتهم على الهضم والتمثيل ويحتاجون إلى وجبات صغيرة ومتقاربة لا تسبب لهم عسر الهضم ولا انحطاط القدرة كما لو كان الوقت طويلا في الصوم فهؤلاء يدخلون في قوله تعالى ( يطيقونة ) أي : لا يطيقون الصوم أو يطيقونه بصعوبة بالغة .. فلهم أن يفطروا على أن يدفعوا الفدية وهي إطعام مسكين عن كل يوم إفطار ..

    المصابون بأمراض مزمنة : يتأخر شفاؤها وتطول فترة علاجها كـ: قرحة المعدة والاثني عشري , والتهابات المعدة المزمنة , وتقرحات القولون , او مرضى القلب , وارتفاع الضغط الدموي ، أو مرضى السكر ، ومرضى الكلى , الذين يضطرون لتناول حبوب العلاج في أوقاتها المحددة وبشكل متكرر .. فهؤلاء جميعا يدخلون أيضا في قوله تعالى (( يطيقونه )) أي : لا يطيقون الصوم .. إما لحاجتهم لوجبات خفيفة من الطعام غير المرهقة للمعدة والقولون كمرضى المعدة والقولون .. أو حاجتهم لشرب السوائل بصورة متكررة كمرضى الكلى والسكري , أو حاجتهم لتناول العلاج بصورة منضبطة كمرضى القلب وارتفاع الضغط الدموي ومرضى الصرع .. ولهؤلاء جميعا فقد رخص الله بالإفطار وإطعام مسكين عن كل يوم لكون أمراضهم مزمنة ولا يرجى برؤها في المدى المنظور .

    المرأة الحامل والمرضع : يصعب على المرأة الحامل أو المرضع الصوم لحاجة الجنين والرضيع إلى مواد غذائية من مصدره الوحيد وهي الأم ، فصيام الأم مع حملها أو إرضاعها لوليدها يرهقها ويضعف من صحتها , ويصيبها بنقص كبير في بعض المواد الضرورية لها ولطفلها مثل ( الحديد والكالسيوم وبعض الفيتامينات الضرورية ) ،كما يقل الحليب للطفل قطعاً ، ولذلك فقد رخّص لها الشرع بالإفطار ...

    ويبقى السؤال المهم الذي تنتظره ملايين الأمهات هو : هل يجب على المرأة قضاء ما أفطرته بعد رمضان ، أم تكفيها الفدية ...!!!؟


    وللإجابة على هذا التساؤل المهم أرى أن تتضافر آراء الأطباء المسلمين والفقهاء ، وأنا أرى من الوجهة الطبية أن الأم التي تحمل بصورة متكررة – كما هي حال الكثير من نسائنا الشرقيات – فهي إما حامل أو مرضع ، وقد تستمر على ذلك لسنين طويلة ، فهذه لها أن تفطر وتطعم عن كل يوم مسكيناً ، لأنها والحالة هذه مظنّة أن لا تستطيع الصوم بسبب حملها وإرضاعها ، وقد لا يمهلها القدر لتعوّض كل هذه الأشهر التي تتراكم عليها ، وبذلك يكون حكمها كحكم أصحاب الأعذار المزمنة التي لا يرجى برؤها .

    المجاهدون في سبيل الله : من الأصناف التي رخّص الله لها بالإفطار في رمضان هم المجاهدون في سبيل الله ، الذين يدافعون عن حمى الأوطان وحرمات المسلمين ، لأن صيامهم يعتبر مِرقّة لأجسامهم ، وإضعافاً لهم عن أداء واجباتهم المقدّسة في قتال العدو والسهر على حماية الأوطان ، ويجب أن لا يشعر المجاهد بأي حرج من الإفطار ، لأن ما هم فيه من جهاد أفضل بآلاف المرّات من الصوم وغيره ، فلقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود ) . كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أفطر في غزواته في رمضان ، وأمر أصحابه بالإفطار ... حتى أنه كثيراً ما كان يقول ( ذهب المفطرون بالأجر ) أو ( ذهب المفطرون باليوم الآخر ) وذلك لما كانوا يبذلونه من جهد ، ويتحملون من الأعباء عنهم وعن إخوانهم الذين كانوا يصرّون على الصوم والجهاد .

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed May 2008
    الدولة
    jordan
    المشاركات
    1,712
    معدل تقييم المستوى
    17
    [IMG]http://foryou1345.***********/fb2نسخ.jpg[/IMG]

    تحياتي

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Jan 2008
    المشاركات
    5,971
    معدل تقييم المستوى
    22

    يسلموا اخي

    ويعطيك العافية

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-05-2017, 12:06 AM
  2. خطط علاجية للاجتماعيات,خطة علاجية مادة الاجتماعيات 2017
    بواسطة A D M I N في المنتدى خطط دراسية 2022, خطط فصلية 2023 المنهاج الاردني
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 30-01-2016, 04:46 PM
  3. رمضان فرصه لا تعوض
    بواسطة عمر محمود في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 13-08-2011, 11:27 PM
  4. رمضان فرصه للشباب
    بواسطة zakaria في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 06-12-2008, 10:13 PM
  5. شهر رمضان فرصه للاقلاع عن التدخين
    بواسطة رفيق الاحزان في المنتدى منتدى الطب والصحة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 17-09-2007, 07:18 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك