حتفل الاردنيون والمسلمون والعرب اليوم بعيد الفداء والتضحية التي يجسد ابهى وأروع مظاهر الايمان بعظمة الخالق والاستجابة بقناعة وخشوع الى اوامره وطاعته برضى تغمرها الثقة بأن عبادة الله والفلاح في الحياة الدنيا واشاعة الطمأنينة والخير واعمار الارض هي الطريق الى جنة الخلود التي وعد الله بها عباده من المؤمنين والتوابين والرُكّع السجود.
في عيد الاضحى يتطلع الاردنيون حواليهم بثقة وتفاؤل بالمستقبل الذي ينتظرهم وينتظر بلدهم في ضوء ما انجزته وما هي بصدد انجازه مسيرة الاصلاح الظافرة التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني باقتدار وارادة صلبة لا تلين عبر ما تم اقراره من قوانين اصلاحية مهدت الطريق للاستحقاق الكبير الذي ينتظرنا في الثالث والعشرين من كانون الثاني المقبل والذي رأى فيه جلالة الملك عن حق في الكلمة الشاملة والصريحة التي القاها خلال لقائه في الديوان الملكي الهاشمي يوم الثلاثاء الماضي امام ما يزيد على ثلاثة الاف من ابناء الوطن من مختلف مناطق المملكة، ان البرلمان القادم هو بوابة العبور الى الاصلاح الشامل وهو المؤسسة الوطنية والدستورية القادرة على احداث التغيير الحقيقي وتجاوز تحدياتنا الوطنية من خلال ترسيخ النهج الديمقراطي وثقافة الحوار والنقاش المنتج على احسن المستويات..
في عيد الاضحى المبارك يتوقف الاردنيون باحترام وتقدير وتثمينٍ عالٍ لما انطوت عليه اشارة جلالة الملك في شأن حقِ كل مواطن اردني الحصول على اجابات واضحة حول العديد من الاسئلة التي تدور في ذهنه من خلال برامج عملية تستند الى الواقع وبعيدة عن التنظير وبما يمكن الناخبين من اختيار من يريدون عبر صناديق الاقتراع وبحجم المشاركة سيكون حجم التغيير ما يعني بوضوح وصراحة ان الوقت قد حان لأن يأخذ كل اردني مسؤوليته بشجاعة ومسؤولية ويكون لصوته تأثيره ودوره في احداث التغيير والاصلاح الذي يريده..
في عيد الاضحى يزداد الاردنيون طمأنينة في ان مشكلة الفساد ستجد طريقها الى الحل وبالتالي تجفيف هذه الآفة وخصوصاً ان هناك جهوداً مكثفة وحقيقية وجدية تبذل لاجتثاث الفساد وردعه وخصوصاً ان هناك قضايا منظورة امام القضاء وهيئة مكافحة الفساد، ومن الطبيعي اعطاء الوقت اللازم لهذه المؤسسات كي تأخذ العدالة مجراها لأن الكلمة في النهاية ستكون للقضاء الاردني وحده..
في عيد الاضحى يدرك الاردنيون المغزى والدلالات والرسائل التي اراد جلالة الملك ان يوجهها لكل من يعنيهم الامر في هذا البلد من قوى سياسية وحزبية ومنظمات مجتمع مدني عندما قال جلالته بأننا نؤمن بحق المعارضة في ان تكون شريكا اصيلا وفاعلا في العملية السياسية بعيدا عن الانتهازية والشعارات الزائفة واستغلال الظروف الاقتصادية الصعبة وعواطف الناس، لكن لا يجوز لأي فئة ان تدعي احتكار الحقيقة او تمثيل كل الشعب..
حمى الله الاردن وكل عام والاردن وشعبه وقيادته الفذة بخير..