الاصداء الايجابية والتقدير العالي لما ورد في الكلمة الجامعة والشاملة التي القاها جلالة الملك عبدالله الثاني خلال لقائه في الديوان الملكي الهاشمي يوم أول من امس ما يزيد على ثلاثة الاف من ابناء الوطن من مختلف مناطق المملكة ما تزال تتوالى من قبل الدوائر السياسية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني الذين ثمنّوا عالياً الصراحة التي تحدث بها جلالته والاضواء الكاشفة والعميقة على القضايا والصفحات المحلية وخصوصا دعوة جلالته بوضوح للاردنيين كافة ولكل الاحزاب والقوى السياسية الى اغتنام الفرصة التي تتيحها الانتخابات القادمة لكل من يريد تغيير الاردن الى الافضل لانه ومن خلال البرلمان القادم فان من يريد اصلاحات اضافية او تطوير قانون الانتخاب فليعمل من تحت قبة البرلمان ومن خلال صناديق الاقتراع التي تجسد ارادة الشعب..
من هنا جاءت اشارات جلالة الملك الى دور الهاشميين ورؤيتهم ومفهومهم لمعنى الحكم لتضع الامور في سياقها الطبيعي بعيدا عن الغوغائية والشعاراتية والمزايدات وبخاصة ان الاردنيين اكثر من غيرهم من الشعوب العربية يدركون ان الحكم بالنسبة الى الهاشميين لم يكن في يوم من الايام مغنماً يسعون اليه وانما مسؤولية وواجب وتضحية يقدمونها لهذه الامة والدفاع عن قضاياها ومصالحها وقد تمت ترجمة ذلك عبر العديد من الشهداء الذين قدمهم الهاشميون الذين لم يكن الحكم بالنسبة اليهم قائماً على احتكار السلطة ولا على القوة وادواتها وانما على رعاية مؤسسات الدولة التي تدار من قبل ابناء هذا الشعب بكل فئاته ووفقاً لاحكام الدستور وهو ما خبره الاردنيون وعايشوه لحظة بلحظة منذ عهد الجد المؤسس الى اليوم..
ولعل ما لفت اليه جلالته بانه مستمر على هذا النهج وأن المُلْكَ بالنسبة اليه ليس مغنماً وانما مسؤولية اضافة الى قول جلالته انه يتشرف بان يكون مواطناً اردنياً وان يشارك هذا الشعب الاصيل والنبيل مواقفه وتضحياته الجسيمة يزيد من القناعة والثقة باننا نسير في الاتجاه الصحيح وانه الاردن وشعبه في ايدٍ هاشمية امينة ترى في تحمل المسؤولية واجباً لها وفي رعاية مصالح الشعب مسؤولية تنهض بها وفي حماية وازدهار هذا الوطن اولوية على جدول عملها الشخصي واليومي..
ولأن جلالة الملك قد حسم مسألة المضي قدماً في مسيرة الاصلاح بغير تردد او تلكؤ فان جلالته قال في وضوح ان من حق المواطن الحصول على اجابات واضحة حول العديد من الاسئلة التي تدور في ذهنه من خلال عملية تستند الى الواقع وبعيدة عن التنظير وعندها سيتمكن الناخبون من اختيار من يريدون عبر صناديق الاقتراع وبحجم المشاركة سيكون حجم التغيير لأن البرلمان القادم هو وبالضرورة بوابة الحضور الى الاصلاح الشامل وهو المؤسسة الوطنية والدستورية القادرة على احداث التغيير الحقيقي وتجاوز تحدياتنا الوطنية من خلال ترسيخ النهج الديمقراطي وثقافة الحوار والنقاش المنتج على احسن المستويات.
يجدر بالاردنيين كافة ان يعيدوا قراءة ما ورد في الكلمة الملكية من اشارات ورسائل ودلالات ليقفوا على طبيعة المرحلة الجديدة والتي نستعد للعبور اليها بثقة وامل وتفاؤل بمستقبل واعد وحياة افضل.