العربية.نت

أصدرت مدينة بريستول، ثامن أكثر المدن اكتظاظاً بالسكان في بريطانيا، عملة محلية خاصة بها، "جنيه بريستول"، لتصبح إحدى أكبر المدن التي تتبنى إصدار عملة تكميلية من أصل أكثر من 2500 مدينة في جميع أنحاء العالم.

وتم إصدار 125 ألف جنيه بريستولي للتداول في هذه المدينة، ليشتريها أهاليها بنسبة 1 إلى 1 مع العملة الوطنية، الجنيه الإسترليني. ويمكن لأهالي المدينة التعامل بهذه العملة المحلية مع 300 شركة محلية مستقلة التزمت قبول العملة الجديدة.
وتم إصدار فئات عدة من «جنيه بريستول» (1، 5، 10، و20 جنيهاً)، صممها سكان المدينة البالغ عددهم حوالي 400 ألف نسمة.

وأصبحت العملات المحلية واحدة من الآليات البديلة للتبادل النقدي التي تسعى المجتمعات من خلالها لاستكمال استخدام العملات الوطنية عندما تعتقد أنها لا تلبي احتياجاتها. بحسب "صحيفة السفير" اللبنانية.

وثمة آليات شعبية أخرى، مثل نظم تداول العملات المحلية، والنظم على شبكة الإنترنت لتبادل السلع والخدمات بقيمة العملة الافتراضية، و«مصارف الوقت» التي تتم فيها التبادلات وفقاً لعدد ساعات العمل التي أنفقت على كل سلعة أو خدمة. وقد وجدت مثل نظم التبادل البديلة هذه لأكثر من قرن، ولكنها ازدهرت في العقد الماضي.

ويذكر الموقع الإلكتروني لهذه العملة المحلية الجديدة أنه «من خلال تحفيزه الإنفاق في أعمال وشركات مستقلة، سيساعد جنيه بريستول في إبقاء الثروة التي تكونت في بريستول هنا».

يذكر أن «مخترعي» هذه العملة هم مجموعة من المتطوعين، وبعض الناشطين، وغيرهم من أصحاب المشاريع، بما في ذلك ممثل «صندوق بريستول للتسليف والادخار». وسيحتفظ هؤلاء باحتياطيات الجنيه الإسترليني لدعم عمليات «جنيه بريستول»، فضلاً عن تيسير تسديد الدفعات عبر الرسائل النصـية للهاتف الخلوي.
الجنيه الإسترليني فقد هيمنته

ويقول المروّجون للعملة المحلية إنه «مع هيمنة الجنية الإسترليني، فقدت الكثير من الثروة في هذه المدينة لمصلحة الأعمال التجارية الدولية الكبرى، والهياكل الإدارية ذات الصلة، والمساهمين عن بعد والنظام المصرفي المالي».

وفي كثير من الأحيان تحقق العملات المحلية ارتفاعاً في معدلات التداول يتجاوز معدلات تداول العملة الوطنية - وخاصة عندما تصمم بحيث تنتهي مدة صلاحيتها أو تنخفض قيمتها بعد فترة من عدم استخدامها- ما يؤدي إلى زيادة الطلب.
ويقول بعض دعاة العملات المحلية إن هذا النشاط الاقتصادي المتزايد يمكن أن يؤدي إلى خفض معدلات البطالة المحلية.

وأدى تكاثر العملات المحلية، بحسب بعض المعلقين، إلى تحوّل هذه النقود إلى وسيلة لمساعدة المجتمعات في تخفيف تأثير الأوقات الاقتصادية الصعبة.
ومن بين الأمثلة المفضلة في هذا الاتجاه هو استخدام نظام تداول العملات المحلية في مدينة فولوس اليونانية (150 ألف نسمة)، حيث تشير وسائل الإعلام اليونانية إلى أن عملة فولوس ساعدت العاطلين عن العمل في الحصول على المنتجات التي لا يمكنهم تحمل نفقتها خلاف ذلك.