عمان - ريحان الروابدة - لم تعد الأحلام صعبة التحقيق والمنال لطالما أصر صاحبها على المحاولة وبذل كل ما لديه حتى يصل الى هدفه.
حسام أحمد داود عمره 17 عاما كان لديه حلم سعى لتحقيقه وتسابق مع جيله ليحقق حلمه بأن يكون طيارا، فوضع نصب عينه تحقيق حلمه الى أن أتى اليوم الذي صعد حلمه من الأرض وحلق في السماء وأصبح «الكابتن حسام».
حسام الطالب في الأول ثانوي حاصل على رخصة طيران من سلطة الطيران الأمريكية بعد أن اجتاز كافة الاختبارات النظرية والعملية وعجل عودته من امريكا إلى عمان ليلتحق بمدرسته، مع بداية العام الدراسي الحالي.

البداية
اهتمام حسام بالطيران في سن الثالثة عشر، عندما كان في الصف الثامن عن طريق ممارسة لعبة الطيران على الكمبيوتر وتطور الأمر إلى أن اشترى مقود الطائرة وربطه بجهاز الكمبيوتر فأصبح ذلك كأنه جهاز طيران تشبيهي، ولكن في البيت بدلا من المطار.
ولفت حسام انتباه عمه المدرب هشام عمر داود فكانت الخطوة التالية أن يتولى عمه تدريبه النظري في الطيران وساعده على دراسة قوانين وأساليب الطيران والطقس وغير ذلك وامتحانات كتابية ويطبق عمليا على جهاز الطيران التشبيهي البيتي.

أول جولة في سماء عمان
وفي أول فرصة حقيقية للطيران أُتيحت له كان عمره 13 عاما ،اذ قام حسام بجولة تدريبية في سماء عمان، برفقة مدرب، وفي سنته الثانية، من دراسة الطيران، أمضى حسام العطلة الصيفية في أمريكا بمدينة شيكاغو، حيث واصل تدريبه على الطائرات الصغير، ذات المحرك الواحد، واستطاع أن يجمع 25 ساعة طيران ثم عاد ليلتحق بمدرسته في الأردن، وهو في الصف التاسع، فكان يداوم نهارا في المدرسة ويدرس الطيران مساء بمتابعة من عمه.
العلم في الصغر
«العلم في الصغر كالنقش في الحجر» ..مقولة ومثلٌ شعبي يتداوله الناس ورغم صعوبة النقش على الحجر إلا أن النقش هذا يصمد زمنا طويلا، وهكذا هو حال المُتعلم حسام ، الطالب في الصف الأول الثانوي العلمي، ليس كغيره من أقرانه، الجالسين معه على مقاعد الدراسة، فهو يحمل لقب «كابتن طيار»، الأمر الذي يجعله أصغر طيار في الأردن، حيث حصل للتو، عندما أكمل السابعة عشرة من عمره، على رخصة «طيار خاص»، من سلطة الطيران الأمريكية FAA، بعد أن اجتاز كافة الاختبارات النظرية والعملية هناك، واستعجل العودة إلى عمان ليلتحق بمدرسته، مع بداية العام الدراسي الحالي.

كيفية حصوله على لقب «كابتن»
ومع بداية العطلة الصيفيه لهذا العام كثف حسام دراسته النظرية وعاد الى أمريكا ليتقدم للامتحان النظري الذي تتجاوز مدته 5 ساعات اجتازه حسام بسهولة واستطاع أن يجمع عدد أكبر من ساعات الطيران المطلوبة للتقدم للامتحان العملي.
واستمر حسام بالتدريب بانتظار ان يكمل السابعة عشر من عمره، كي يتقدم للامتحان العملي لان قوانين الطيران الأمريكية تتطلب ذلك، ولما استوفى هذا الشرط تقدم على الفور للامتحان العملي داخل الطيارة بمتابعة من مفتش معتمد من سلطة الطيران الامريكية «ف.أ.أ» واجتاز اختبار الطيران، وحصل على رخصة «طيار خاص» في قيادة الطائرات الصغيرة، من سلطات الطيران الأمريكيه.
وعاد حسام الى عمان يحمل لقب كابتن طيار يفتخر بانجازه وتحقيق حلمه بالسرعة الكبيرة اضافة الى لقب أصغر طيار أردني.
يقول الكابتن حسام في حديثه للرأي أن حلمه لن يتوقف فهو الآن يسعى للحصول على رخصة الطيران التجاري،التي تتطلب 250 ساعة طيران حيث تبقى عليه 190 ساعه بعد ان اجتاز 60 ساعة طيران.
ويضيف أنه بإمكانه أن يواصل تدريبه في أكاديميات الطيران في الأردن، خلال العطل الأسبوعية، لولا أن قانون سلطة الطيران المدني الأردنية لا يتيح لمن لم يكمل التوجيهي أن يكون طالبا منتظما في هذه الأكاديميات وعليه فهو مجبر أن ينتظر بفارغ الصبر حلول العطلة الصيفية القادمة كي يذهب إلى أمريكا ويواصل طيرانه هناك.

طموح الشباب
ويتابع حسام انه يأمل بأن تكون الملكية الأردنية هي الشركة التي يحقق بها حياته العمليه ويقود طائراتها التجارية الكبيرة، ويجول بها أنحاء العالم، مبينا سعادته بأن يكون أصغر طيار أردني ما يجعله فخرا لبلده التي يفخر بها ايضا.

تشجيع الشباب
فيما اشار الكابتن والمدرب هشام عمر داود، عم حسام، الذي تولى تدريسه الطيران،أنه يجب تشجيع الشباب على دراسة علوم الطيران في العالم العربي، نظرا لحاجة صناعة النقل الجوي في بلادنا لمزيد من الطيارين والمهندسين والفنيين في المستقبل، وحتى يخف الاعتماد على الكفاءات والكوادر الأجنبية في هذا المجال.
وأشار هشام «إنهم في الغرب يشجعون الشباب على الإبداع والتقدم في سن مبكر لكن في بلادنا للأسف يعيقون تقدمهم ويحبطونهم، فيقتلون فيهم روح الإبداع وحماس الشباب.
وأضاف أن حسام استطاع أن يقود الطائرة في أمريكا ويتدرب عليها في سن السادسة عشرة من العمر، برفقة مدرب، ولا توجد أية شروط قانونية تمنعه من الحصول على رخصة طيار إلا الشرط الأساسي أن يكون قد أكمل السابعة عشر، وهذا أمر مفهوم أما في الأردن فإن القانون يمنع الالتحاق بأكاديميات الطيران قبل الحصول على التوجيهي، وفي هذا السن في أمريكا يكون الطالب قد حصل على رخصة الطيران التجاري وأكثر من ذلك.
وتأمل هشام في تغيير هذا القانون وأن نحاول في الأردن أن نقتبس من الدول المتقدمة ما ينفعنا، حيث بإمكان أي شخص هناك، كبيرا كان أم صغيرا، في أي سن، أن يتدرب على الطيران، ويحصل على الرخصة، بدون شروط تُذكر.