مخيم الزعتري - توفيق ابوسماقة وبترا - قال رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسورإن الحكومة عازمة على استحداث مخيم ثان للاجئين السوريين بمواصفات عالمية لتمكين الأشقاء اللاجئين السوريين من عيش كريم لهم ولعائلاتهم واطفالهم، مشيرا الى انه سيبدأ العمل فورا باقامة المخيم في منطقة مريجب الفهود بمحافظة الزرقاء وسينتهي العمل به خلال ستين يوما وستقوم بتنفيذه القوات المسلحة الاردنية المشهود لها بالكفاءة وسرعة الانجاز.

واضاف النسور خلال زيارة قام بها الى مخيم الزعتري للاجئين السوريين (15كم شرقي المفرق)، للإطلاع على واقع المخيم والتجهيزات التي يتم العمل بها تحضيرا لفصل الشتاء, انه لا يوجد هدف سياسي لهذه الزيارة «وهدفي هنا انساني بحت»، مشيرا الى ان المملكة الاردنية الهاشمية لها تاريخ طويل في استقبال الهجرات من العديد من الدول، متمنيا الامن والسلام للشعب السوري وللجمهورية العربية السورية الشقيقة.

واشار الدكتور النسور الى ان انشاء المخيم الجديد يأتي لمواجهة أي حاجة في المستقبل، مضيفا ان اقامة هذا المخيم الجديد ليس له دلالة سياسية اذ لا يعني ان الحكومة تتوقع المزيد من الهجرة او لا تتوقعها»، ولكن واجبنا الاخلاقي والانساني ان نتوقع الاسوا».

ولفت الى ان كلفة انشاء المخيم الجديد ستكون على اقل التقديرات حوالي20 مليون دولار فيما يتعلق بالبنية التحتية من خيم وطرق ومياه وصرف صحي، مبينا ان كلفة ادامة المخيم تحتاج الى ما لا يقل عن100 مليون دولار لتوفير الاحتياجات من الكهرباء والطاقة والتدفئة والمياه والغذاء والكساء.

وأعلن رئيس الوزراء ان العمل بتعبيد جميع الطرق في المخيم سيبدأ يوم الاحد المقبل للقضاء على الغبار الذي يشهده المخيم نتيجة للطبيعة الجغرافية للمنطقة، كما سيتم عمل قنوات لتصريف مياه الامطار داخل وحول المخيم تحسبا من الفيضانات التي قد تحدث خلال فصل الشتاء، لافتا الى ان الكلفة ستتحملها خزينة المملكة بانتظار المساعدات من الدول الصديقة.

وقال رئيس الوزراء في تصريحات للصحفيين داخل المخيم انه موجود في مخيم الزعتري بالرغم من قصر مدة وجوده في حكومة المملكة الاردنية الهاشمية «ولكن امرني جلالة الملك عبدالله الثاني بزيارة المخيم منذ صباح اليوم الاول لتسلم مهام عملي لان قلب جلالته على هؤلاء الاشقاء السوريين الذين هم اخواننا»، حرص الاردن على تقديم كافة اشكال الدعم للاجئين السوريين رغم شح الموارد وضعف الامكانيات.

واعرب رئيس الوزراء عن الشكر للمنظمات الدولية والدول الشقيقة والصديقة التي قدمت يد المساعدة ازاء هذا الوضع الانساني، متوجها الى جميع الاطراف الخيرة في العالم قبل فصل الشتاء الذي اصبح على الابواب لمساعدة الاردن حتى نحفظ حياة هؤلاء الناس وضمان سلامتهم وصحتهم، خاصة وان المنطقة تشهد امطارا وحتى الثلوج وبردا قارصا في ظل عدم كفاية الامكانات المادية لتزويدهم بما يكفي من الطاقة والغذاء والكساء.

وقال «اعيد النداء الى كل الخيرين في هذا العالم ان يهبوا الى مساعدة الاردن ليظل كما كان دوما عند محط الامل فيه في اداء واجبه الانساني».

واكد ان الاردن سيبقى كما يتوقع منه كل العالم «فهذا بلد الهاشميين والاخلاق والانسانية الرفيعة ونحن لا نمن على اخواننا السوريين كما لم نمن على الاشقاء الاخرين فنحن نؤدي واجبنا الاخلاقي والانساني تجاه الاشقاء».

واكد الدكتور النسور ضرورة انصاف الاردن وتقدير الدور الذي قام به باستقبال موجات اللجوء عبر90 عاما، لافتا الى ان الاردن لم يصدر أي هجرة باتجاه أي قطر اخر وهذا ينطلق من الارادة والخلق الاردني ومن النظام الهاشمي الذي ديدنه على الدوام نصرة واغاثة المستجيرين به.

وتفقد رئيس الوزراء بعض المرافق داخل المخيم مثل مطابخ الطعام المعدة للاجئين حيث شدد على اهمية مراعاة اعلى الشروط والمواصفات الصحية المطبقة.

كما تفقد الدكتور النسور المدارس الموجودة في المخيم التي يدرس فيها نحو2400 طالب وطالبة من اللاجئين وتبادل الحديث مع الطلبة بشان العملية التدريسية.

وتفقد رئيس الوزراء ايضا سير العمل بالمستشفيات الميدانية العاملة هناك وهي المستشفى الميداني الاردني الايطالي والمستشفى الميداني الطبي الجراحي المغربي والمستشفى الفرنسي والتقى بالكوادر الطبية والتمريضية العاملة في هذه المستشفيات، معربا عن شكره للدول الصديقة والشقيقة على جهودها الانسانية المميزة المقدمة للاجئين.

واستمع رئيس الوزراء خلال الزيارة الى ايجاز قدمه نائب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الاردن باولو ارتيني الذي اكد ان زيارة رئيس الوزراء الى المخيم تدل على اهتمام الحكومة الاردنية باوضاع اللاجئين، معربا عن الشكر للحكومة والشعب الاردني على استضافة اللاجئين والابقاء على سياسة الحدود المفتوحة.

واشار ارتيني الى ان مخيم الزعتري الذي يقطنه نحو37 الف لاجىء يشكل الان الصورة الانسانية للاردن، لافتا الى ان المخيم يحتوي على العدد القليل من السوريين الذين لجأوا الى الاردن منذ بداية الازمة السورية في حين يعيش الغالبية منهم داخل التجمعات السكنية.

من جهته، اشار امين عام الهيئة الخيرية الاردنية الهاشمية ايمن المفلح الى انه يجري حاليا انشاء نحو200 (كارفان ) من متبرعين اردنيين وقطريين وسوريين وستحاول الهيئة تجهيز نحو100 منها قبل حلول العيد.

ولفت الى ان المخيم يحتوي على مجمع مجهز لخدمة العملية التدريسية اضافة الى مستشفيات ميدانية لكل من المغرب وفرنسا والاردن وايطاليا وعيادات سعودية واخرى امارتية لخدمة السوريين الموجودين داخل المفرق.

ورافق الرئيس في الزيارة اعضاء اللجنة التوجيهية العليا لشؤون اللاجئين السوريين المكونة من وزراء الداخلية، الاوقاف، المالية، التخطيط، المياه والري، الاعلام، اضافة الى رئيس هيئة الاركان المشتركة ومديرا جهازي الامن العام و الدفاع المدني الى جانب امين عام الهيئة الخيرية الهاشمية.

وأطلع امين عام الهيئة الخيرية الهاشمية الزائرين على مجمل التطورات التجهيزية التي تعمل الهيئة مع شركائها المحليين والدوليين عليها من اجل الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للاجئين السوريين خصوصا ان فصل الشتاء مقبل,مما يتطلب مضاعفة الجهود ورفع مستويات الجاهزية.

وتجول النسور برفقة أعضاء اللجنة التوجيهية في المخيم وجال على اقسامه المتعددة التي يقدم كل منها خدمة متخصصة للاجئين السوريين للاطلاع عن قرب والاطمئنان على مجمل الخدمات الصحية والتعليمية والأمنية.

وقال الناطق الاعلامي باسم مخيمات اللاجئين السوريين انمار الحمود,قال:»إن العدد الإجمالي للاجئين السوريين في مخيم الزعتري ارتفع الى حوالي 38 ألف لاجئ، مع دخول 570 لاجئا سوريا المخيم، فيما أعيد 158 آخرون طواعية الى بلادهم ليرتفع العدد الإجمالي للعائدين الى أكثر من أربعة آلاف».

وأوضح الحمود أن الإحصائيات تشير الى ارتفاع أعداد السوريين داخل المملكة الى حوالي 215 ألف لاجئ موزعين على مختلف محافظات المملكة، في وقت خفضت الطاقة الاستيعابية للمخيم الى 60 ألف لاجئ,مشيرا إلى توجه حكومي لبناء مخيم جديد في منطقة «مريجب الفهود 22 كيلو مترا عن المنطقة الحرة في الزرقاء.

وقال الحمود إن طبوغرافية المنطقة أفضل من الزعتري بسبب وجود طبقة من «الحصمة» تغطي مساحة المخيم، مشيرا الى وجود قبول واسع للموقع من قبل اللجنة، نظرا لأنه يقع في منطقة «اقل إثارة للغبار» من الزعتري، كما أن أرضيته مغطاة بطبقة بازلتية، وتتوفر فيه إمكانية التوسع، بوجود أراض بمساحة واسعة، إضافة الى قربه من مصادر المياه، وأماكن التصريف أيضا.

وأكدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ان تحديد مواقع مخيمات اللاجئين ودراستها يعود للحكومة وهو قرار حكومي في النهاية، وان ما تقوم به المفوضية في هذا الصدد هو مساندة الحكومة. وكانت الجمعية الأردنية لحقوق الإنسان دعت إلى ضرورة العمل على نقل مخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق، إلى «موقع آخر في أقرب وقت ممكن».

ورافق رئيس الوزراء في الجولة نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية ووزراء المالية والخارجية والطاقة والثروة المعدنية والنقل والتخطيط والتعاون الدولي والاشغال العامة والاسكان والصحة والشؤون البلدية والمياه والري والدولة لشؤون الاعلام ووزير الثقافة والتنمية السياسية وزير الشؤون البرلمانية.

كما رافق رئيس الوزراء المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين الناطق الاعلامي لشؤون مخيمات اللاجئين السوريين في المملكة.