فى رأى ابن سيرين :
من رأى انه صعد جبلا دل على حزن وسفر فان صعد في السماء حتى بلغ نجومها فانه يصيب شرفا ورياسة فان رأى أنه لما صعد فيها تحول نجما من النجوم التي يهتدي بها نال الإمامة والهبوط من السماء بعد صعودها ذل بعد العز وقيل هو نيل نعمة الدنيا مع رياسة الدين وإذا رأى الهبوط من الجبل نال الفرج وقيل انه يدل على تغيير الأمر وتعذر المواد وأما البخل فذم فان رأى انه يبخل فانه يذم كما انه لو راى انه يذم فانه يبخل وانفاق المال على الكره دليل اقتراب الأجل { وأنفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي أحدكم الموت } وإذا انفق عن طيب نفس منه أصاب خيرا ونعمة لقوله تعالى { وأنفقوا خيرا لأنفسكم } وقوله تعالى { وما أنفقتم من سئ فهو يخلفه }
وأما الهبة فمن رأى كأنه وهب لرجل عبدا فانه يرسل اليه عدوا
واللجاجة فرار فمن رأى كأنه يلج فانه يفر من أمر هو فيه كائنا ما كان من ولاية أو تجارة أو صناعة أو خصومة ويدل أيضا على نفور الناس عن موعظة واعظ أو تعظيم عالم لقوله تعالى { بل لجوا في عتو ونفور } وأما المصافحة فمن رأى كأنه يدعو غريما إلى الصلح من غير قضاء دين فانه يدعو ضالا إلى الهدى ومصالحة الغريم على شطر المال نيل خير
( وأما الكبر فمن رأى كأنه تكبر لتمكنه بسرور الدنيا وفوزه بنعيمها واستقامة أمورها فانه يدل على نفاد عمره ) لقوله تعالى { حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهار } الآية والتبختر خطأ في الدين لقوله تعالى { واقصد في مشيك } ويدل على اصابة شرف في الدنيا زائل عن قريب والتواضع للناس ظفر وعلو ورفعة لما روى في الأخبار ومن تواضع لله رفعة والكذب دليل على أن صاحب الرؤيا لا عقل له خصوصا إذا راى كأنه يكذب على الله لقوله تعالى { يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون }
والصدق الإيمان فمن رأى من الكفار أنه صدق فانه يؤمن كما لو راى مؤمن انه آمن فانه يصدق وأما الفقر فمن رأى انه فقير فانه يصيب طعاما كثيرا لقوله تعالى حكاية عن موسى { رب اني أنزلت إلى من خير فقير } والغنى هو الفقر فمن رأى انه يفتقر وأما الخوف فيدل على التوبة وكل خائف تائب وقيل من راى كأنه خائف فاز من الخوف ونال رياسة فان رأى انه آمن فانه يخاف وأما الغم فدال على السرور وقيل هو الغم بعينه والفرح هو الغم لقوله تعالى { لايحب الفرحين } وأما الجحود فعلى ضربين جحود حق وجحود باطل فمن رأى أنه جحد باطلا فانه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
ومن رأى كأنه جحد حقا فانه يكفر لقوله تعالى { وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون } والاقرار بعبودية انسان اقرار بعداوته والاقرار على النفس بالذنب والمعصية نيل عز وشرف وتوبة لقوله تعالى حاكيا عن آدم وحواء { قالا ربنا ظلمنا أنفسنا } والاقرار بقتل الانسان يدل على نيل ولاية أو رياسة أو أمن لقصة موسى قتلت منهم نفسا واما الاحسان فيدل على نجاة صاحب الرؤيا والاساءة تدل على هلاكه وارتكاب الذنب يدل على ركوب صاحبه الددين كما ان الدين يدل على ارتكاب الآثام والتوبة تدل على نيل ملك واصابة شرف وبركة بعد احتمال بلية