يغلق قادة حزب جبهة العمل الاسلامي آذانهم وعيونهم ويواصلون ضخ المزيد من الشعارات التعبوية والتحريضية التي لن تقود في النهاية الاّ الى الفتنة بعد ان احتكروا العمل الوطني واعطوا لأنفسهم حقا ليس لهم بتوزيع الوطنية على من يشايعهم ويسير في ركابهم فيما لا يلتفتون الى أي صوت معارض لهم ولا يأبهون لأي تحذير حتى من اقرب اصدقائهم وحلفائهم وليس غريبا ان اصبحوا بلا حلفاء لأنهم يريدون للجميع ان يسيروا خلفهم دون اعتراض او ابداء وجهة نظر او رأي لأن لا رأي صحيحا سوى رأيهم ولا حق لأحد بالنقاش والاّ فانه يحكم على نفسه بالخروج من جنة جماعة الاخوان المسلمين وحزبهم..
ليس هكذا تمارس الاحزاب والجماعات والحراكات السياسية وليس بايصال الأمور الى مرحلة الاحتقان والمواجهات التي تقود الى الفتنة وليس الشارع هو المكان الطبيعي للتعبير عن الآراء السياسية وغيرها من المواضيع والملفات الوطنية وبخاصة اذا ما برزت مخاوف الاصطدام بين وجهات النظر الشعبية والحزبية الذي لا ينكر أحد حقها في التعبير عن آرائها او رؤية حزب او جماعة تختطف آراء الاغلبية وتمارس انواعاَ مختلفة من الممارسات غير القانونية مثل تخوين الآخرين واتهامهم بأوصاف ونعوت تندرج في اطار التشهير والتحريض واغتيال الشخصية وهي أمور يعاقب عليها القانون..
ممارسة العمل السياسي المعارض لها قواعدها ومعاييرها وهي تتم عبر الطرق القانونية وفي اطار الدستور الذي يحتكم اليه الجميع، اما التلويح بحرية التعبير وغيرها من الشعارات الطنانة التي يريد حزب جبهة العمل الاسلامي تفصيلها على قياسه فهو أمر مرفوض في كل دول العالم لأن لا حق للأقلية بفرض رأيها وشروطها على الأغلبية والطريق الى ذلك يتم عبر صناديق الاقتراع التي تكون نتائجها هي الفيصل بين المتنافسين.. وحيث ان جماعة الاخوان المسلمين وحزبها تريد قانونا انتخابيا مفصلا على قياسها والاّ فانها تقاطع وتحتج وتنظم المسيرات، فان المقصود من كل هذه الممارسات هو خلق اجواء للفتنة والصدام مع الأغلبية وتعريض أمن البلد واستقراره الى مخاطر يجب ان تدرك الحركة الاسلامية الاردنية انها تتحمل مسؤوليات ذلك كاملة أمام الله والشعب والقانون، ولا عذر لها بالقاء تبعية ذلك على فئات اخرى او اتهام جهات اخرى..
الفرصة ما تزال قائمة للتراجع عما تخطط له جبهة العمل الاسلامي التي تبدو معزولة عن كل الاحزاب والحركات السياسية الاخرى حتى تلك التي كانت حليفتها الى وقت قريب لأن العقلاء والغيورين على هذا الوطن وانجازات شعبه ادركوا ان اهدافا مشبوهة مرتبطة بأجندات خارجية ومشاريع سياسية اقليمية ودولية هي التي تقف خلف محاولات التأزيم المتواصلة التي لا تكف الحركة الاسلامية عن التلويح بها وهو أمر لن يسمح الاردنيون بأن يصيب أمنهم واستقرارهم وان تعرقل مثل هذه الممارسات المشبوهة مسيرة الاصلاح التي بدأت بزخم وارادة سياسية حقيقية وجادة عكستها رزمة القوانين الاصلاحية التي تم اقرارها والتي ستتوج باجراء الانتخابات نهاية العام الجاري بكل شفافية ونزاهة تتولاها الهيئة المستقلة للانتخابات دون تدخل من أي جهة كانت..
رد مع اقتباس
المفضلات