العربية.نت

لحقت شركات الدواجن المحلية بالدجاج المستورد ورفعت الأسعار، مبررة خطوتها بارتفاع أسعار الأعلاف المكون الرئيس لهذه الصناعة، في وقت أكدت بعض الشركات أنها ملتزمة بتثبيت الأسعار حتى انتهاء مخزونها الحالي من الأعلاف.

وبحسب صحيفة الاقتصادية السعودية فقد اعترفت إحدى شركات الدواجن المحلية بأنها زادت سعر الدجاجة الواحدة 75 هللة نتيجة ارتفاع الأعلاف المستوردة.

وفي المقابل كشفت جولة على بعض منافذ البيع للدواجن المحلية عن استغلال العمالة الوافدة للأزمة والتلاعب بالأسعار رغم تأكيدات بعض المنتجين بتثبيت أسعارهم حتى الآن، ويتضح الأمر من خلال تفاوت السعر من منفذ لآخر.

وأكد مسؤولون وملاك شركات الدواجن محلية أن سبب ارتفاع أسعار الدجاج في السوق الزيادة في مدخلات نوعية من الأعلاف التي يأكل منها الدجاج متأثرة بموجة الجفاف والأعاصير، إضافة إلى ارتفاع أسعار البيض المستورد من الخارج، بينما نفى البعض رفع الأسعار في الفترة الحالية حتى انتهاء المخزون.

وأكد مستهلكون أن هناك عددا من منافذ البيع تتلاعب بالأسعار، كما أن العمالة الوافدة التى تعمل في بيع الدجاج المبرد استغلت موجة رفع الأسعار رغم تثبيت عدد من المزارع أسعار منتجاتها.

من جهته، قال محمود فقيه مدير عام التسويق في مزارع فقيه إن الأسباب الرئيسة خلف ارتفاع أسعار الدواجن هي الزيادات في مدخلات أعلاف الدواجن وهي تمثل 70 في المائة من تكلفة الدجاجة، مشيراً إلى أن أسعار الأعلاف العالمية زادت خلال الفترة الماضية وهي مرشحة للزيادة، بسبب الجفاف والأعاصير، مشدداً على أن مزارع فقيه ملتزمة حاليا بالعمل دون زيادة حتى انتهاء مخزونها من الأعلاف.

وأضاف أن أسعار الدجاج حاليا في مزارعنا للدجاج المجمد للعميل 10.5 ريال والمستهلك 11.5 ريال، والمبرد للعميل 11.5 والمستهلك 12.5 ريال، أما طبق البيض للعميل 11 والمستهلك 12 ريالا.

وبين فقيه أن مدخلات الأعلاف من الذرة الصفراء ارتفع سعر الطن من 240 دولارا إلى 350 دولارا للطن الواحد، وارتفاع فول الصويا من 400 دولار إلى 700 دولار للطن الواحد.

وقال: "الدولة حريصة على تثبيت الأسعار ومتابعة ذلك بدقة، وهناك لجنة وزارية من المالية والتجارة والصناعة والزراعة تتابع ذلك. ونأمل أن يتم اتخاذ ما يفيد أهدافها".

وأشار إلى أن تدخل الدولة في زيادة دعم أعلاف الدواجن في حال ارتفاع مدخلاتها سيحقق أهداف استقرار الأسعار في الأسواق من هذه السلعة الغذائية الحيوية. موضحا أن تغذية الدجاج تعتمد على 70 في المائة من الأعلاف.

في حين أكدت نشوى طاهر رئيس مجلس إدارة شركة رضوى التجارية أنهم لم يزيدوا أسعار الدجاج حتى الآن، رغم زيادة التكاليف التي يتعرضون لها في الفترة الأخيرة لاسيما بعد الحريق الذي تعرضت له المزرعة أخيراً.

وأضافت "نحن في رضوى كنا ولمدة 20 عاماً في المركز الأول، لكن عندما حدث الحريق تضررت المزرعة وبدأنا في بنائها من جديد، وهذا يكلفنا أضعاف ما كنا ندفع من قبل، وطبعا كل الأشياء تتغير".

وأوضحت طاهر أن ارتفاع أسعار الدجاج في السوق يعود إلى عدة عوامل، منها ارتفاع أسعار البيض المستورد من الخارج، إلى جانب نوعية العلف الذي يأكل منه الدجاج.

وبالنسبة لشركة رضوى وموقفها من ارتفاع الأسعار، بينت نشوى طاهر أنهم لم يرفعوا الأسعار حتى الآن، وتوقعت أن أنواع الدجاج الأخرى ارتفعت من 20 – 30 في المائة تقريباً.

من جهته، أشار مطر عجب البقمي الرئيس التنفيذي لشركة دجلة للدواجن إلى أن ارتفاع أسعار الأعلاف العالمية اضطرهم إلى رفع السعر إلى نحو 0.50 - 0.75 هللة، مقارنة بتلك التي كان معمولا بها في السابق، مبينا أنهم يستخدمون الأجود من الأعلاف ولا يرضون بأقل منها. وأشار إلى أن رفع الأسعار يمر بمراحل إلى أن تصل للبائع منها عملية التوصيل، والسلخ، والتغليف.

وتمنى البقمي من الجهات المختصة إيجاد شركة منظمة مساهمة حكومية تتابع أحوال الأسواق العالمية وتنظم العمليات في المزارع من بدء المرحلة في المزرعة إلى الوصول للبائع إضافة إلى الأسعار، بشرط أن صاحب المزرعة يكون له ضمان ربحي من 10 إلى 12 في المائة.

وأكد أن رفع الأسعار ليس بطمع ولا جشع من ملاك الدواجن، مشيرا إلى أن المشاريع الكبيرة لديها إمكانات كبيرة ومنها ما يختصر تواجد العمالة، مبينا أن الشركات الكبيرة لا تتأثر مثل المشاريع المتوسطة والصغيرة، موضحا أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة لم تجد الحل بإيجاد مؤسسة أو تسويق أو تأمين على الدواجن. وحول مقاطعة الدواجن وانعكاساتها أشار أنه لم تتأثر حتى الآن، متمنيا أن يكون هناك تدخل سريع من الجهات المختصة لأنه عنصر مهم حيوي وغذائي.

وأوضح حسن المالكي مستهلك أن هناك تضاربا في الأسعار من محل إلى آخر واكتشفت أن العمالة في منافذ البيع استغلوا موجة الغلاء ورفعوا الأسعار رغم تثبيت بعض المزارع سعر منتجها. لافتاً إلى أن الرقابة غائبة عن الأسواق وخصوصا منافذ البيع المنتشرة في أحياء جدة السكنية.

واتفق خالد بن دقاس مع المالكي في أن هناك تلاعبا في منافذ البيع والتي تغطي ما نسبته 90 في المائة من مدينة جدة، وطالب بتحديد سعر الدجاج من قبل المزرعة في منافذ البيع.

ووفقا لمصادر تجارية عاملة في سوق الدجاج فإن أعلاف الصويا شهدت ارتفاعا ملحوظا منذ بداية العام الجاري بلغت 74 في المائة، وسجل ناتج الولايات المتحدة من الذرة الصفراء وفول الصويا أسوأ إنتاج منذ عام 1988 بسبب موجة الجفاف.