الرياض - العربية.نت

تصاعدت المطالبات في السعودية خلال اليومين الماضيين بضرورة توفير حضانات للأمهات العاملات بعد حادثة تالا الشهيرة، التي قامت فيها عاملة منزلية إندونيسية بفصل رأس طفلة عن جسدها.

واعتبرت المطالبات أن توفير الحضانات سيساعد على الحد من تلك الحوادث، التي تكررت مؤخراً في مظاهر متفرقة، وقالت المطالبات إن إيجاد غرف خاصة في المدارس تكون بمثابة "حضانة صغيرة" يتم فيها وضع أبنائهن ويشرف عليها طاقم متخصص من ذوي الخبرة لابد منه، ويجب أن تدار من قبل وزارة التربية والتعليم.

ومن جهته أكد الناطق الإعلامي للوزارة، محمد الدخيني، أن الوزارة تلقت العديد من الاتصالات بهذا الخصوص، وتبحث كافة السبل لحل تلك الإشكالية التي تؤرق معلمات لديهن أطفال صغار.

ودعت المعلمات إلى ضرورة تكثيف السبل لإيجاد حلول سريعة وناجعة لمشكلة عدم توفر حضانات خاصة، يتمكن من خلالها من وضع أبنائهن في أماكن أكثر أماناً من الخدم، وذلك بحسب تقرير لصحيفة "المدينة".
حملات على مواقع التواصل الاجتماعي

وعلى خط موازٍ قامت مجموعة كبيرة من المعلمات بحملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ناشدن فيها وزير التربية والتعليم حماية أطفالهن، وهن خارج منازلهن يؤدين رسالتهن التعليمية، وتضمنت إحدى الحملات التى رصدتها «المدينة» مطالب بتوفير حضانات في مدارس المعلمات، أشرن فيها إلى أن الجريمة البشعة التي حدثت بحق «تالا» ليست هي الأولى ولن تكون الأخيرة.

واعتبرت المطالبات أن ذلك يعتبر لفتة إنسانية ومعمول به في دول مثل مصر والسودان ومعظم بلدان العالم، حيث تخرج الأم برفقة صغارها صباحاً وتعود بهم متى ما انتهت من عملها دون حاجة إلى خادمة لرعايتهم، مبديات دهشتهن من المناداة بالجودة وتحقيقها في ميدان التربية والتعليم دون تحقيق الراحة النفسية للمعلمة.

وتمنت المعلمات أن تصل كلماتهن إلى المسؤولين واستشعار المسؤولية تجاه جيل أصبح ضحية للعمالة المنزلية، داعيات الله للأم المكلومة زينة الشهري أن يجبر مصيبتها ويلهمها وأهلها وذويها الصبر والسلوان.

ومن خلال تجارب واقعية نشرتها الصحيفة مع أمهات أكدن أن معظم العاملات إما عصبيات المزاج أو يقمن بتعذيب صغارهن، خصوصاً أن بعض المعلمات اضطررن لأخذ إجازة استثنائية كي يتمكن من البقاء بجانب صغارهن، أو لبعد مقار عملهن من جهة أخرى.

وفي تعليقه على مطالب المعلمات أكد الناطق الإعلامي لوزارة التربية والتعليم، محمد الدخيني، أن الوزارة تبحث كافة السبل لإيجاد الحلول لتلك المشكلة: «ولكن هذا الأمر يحتاج لبعض الوقت والخطط لتحقيق ذلك، كما أن هذه الأمور لا تؤخذ بتلك السهولة والسرعة».
"الصحة" توفر حضانات للممرضات

وعلى صعيد قريب من ذلك تتجه وزارة الصحة إلى إنشاء "حضانات" في مستشفياتها ومراكزها الصحية تعنى بتوفير الرعاية لأطفال الممرضات للحد من تسربهن، وبحسب صحيفة "الوطن"، فإن "الحضانات" ستنشأ وفق معايير عالمية تشرف عليها متخصصات في رياض الأطفال، مشيرة إلى أن مستشفيات حكومية بدأت فعلياً تطبيق التوجه من خلال تخصيص غرف مجهزة تشرف عليها عاملات أجنبيات متخصصات في الإشراف على الأطفال والعناية بهم.

واعترفت رئيسة المؤتمر العالمي لأنظمة التمريض استشارية التمريض الدكتورة صباح أبو زدنادة بأن مطالبة الممرضات السعوديات بتوفير حضانات لأطفالهن داخل المستشفيات لم تطبق بشكل إيجابي، مضيفة "توفرت حضانات في بعض المستشفيات لا تليق بأبناء الممرضات لعدم استيفائها المعايير اللازمة لرعاية الأبناء"، لافتة إلى أن نسبة الممرضات الأجنبيات في القطاعات الصحية وصلت إلى نحـو 70%.

ويذكر أن عدد الممرضين والممرضات بالسعودية يبلغ 30 ألفاً، يعملون في جميع القطاعات الصحية، في حين أن نسبة الممرضات الأجنبيات في القطاعات الصحية تصل إلى 70%.