لحقيقة الدولية – عمان







قال الشيخ المؤسس لحزب النهضة التونسي الحاكم عبد الفتاح مورو ان الاسلاميين لا يحق لهم ان يستأثروا بنتاج الثورات العربية دون غيرهم من ابناء جلدتهم، لانهم ليس هم من وقتوا لهذه الثورات ولا هيأوا لها ولا رسموا مسارها ولا وضعوا اهدافها وليس هم من ملئوها بقيمهم، لأنها ثورة شعبية اشترك فيها هم وغيرهم



وأضاف خلال ندوة عقدت بفندق القدس السبت بدعوة من المنتدى العالمي للوسطية/عمان، ان الاسلاميين مؤهلون لان يكونوا ظالمين دكتاتوريين كغيرهم من البشر لان النزعة المستبدة قائمة في النفوس، لان الاسلاميين الذين وصلوا "قبلنا" الى الحكم ابرزوا في تجربتهم انهم استبداديون ظالمون حاملون لغيرهم على غير ما يرضون.



وبين ان الثورة تستدع تجدد الفقه الإسلامي من اجل الواقع والحاضر، والانسجام بين الاسلام والمعاصرة، مشيرا الى ان ذلك لم يتحقق إلا اذا اعتبرنا ان الحرية مناط التكليف والوكالة للإنسان بخلافة الله في الأرض، وتحقيق الامن الاجتماعي واحترام العقائد والالتزام الفردي والجماعي.



وأضاف مورو ان الاسلام لم يعرف القهر والديكتاتورية ولم يعاقب او يلزم، لكننا نحن من نقهر انفسنا ونعطل أحكامنا، مؤكدا ان البقاء للأصلح ولكن بالاختيار دون ان نفرض على الاخر ما يصلح.



ومن التحديات التي تواجه حركة النهضة التونسية قال مورو هو كيفية معايشة الغير الذين يعيشون في نفس المنطقة والأرض لافتا الى ان الاقليات في تونس لا تتجاوز 1% .



وأشار الى ان نظام حكم حركة النهضة قائم على التمسك في قوام الحياة العامة وأحقية الحرية في العمل السياسي وعدم اقحام الدين بالسياسة اي الاتفاق على قاعدة الحرية لحل الاشكالات بين التيارات السياسية والايدولوجية.



وكان رئيس المنتدى العالمي للوسطية الإمام الصادق المهدي قال في بداية الندوة إن القوى الشعبية التي أشعلت الثورات العربية، لم تحمل رؤية بديلة، حيث فوجئت بسرعة سقوطا الأنظمة، دون توفر البديل الحقيقي لها.



وبين الامام المهدي ان ثمة تحديا يواجهه الإسلاميون في الحكم يتمثل بالحفاظ على المرجعية الإسلامية بمنطق قادر على استيعاب الواقع والطرح الاسلامي في آن معا، مشيرا الى خيار الحكم الاسلامي يتمثل بالنموذج الطالباني والنموذج الاوردغاني في تركيا الذي يمثل درجة من الاسلامية، رغم توجه العسكر العلماني.



وقال ان المحافظة على الوحدة الوطنية يعد تحديا أخر يواجهه الإسلاميون في الحكم، الى جانب التعامل مع المحيط الدولي والقوى العلمانية، لاسيما وأن الدولة تحتض مكونات عدة، لافتا الى خطورة فشل التجربة الإسلامية وما سيجره من فوضى كبيرة.



وأضاف ان هناك واقعا جديدا تتعامل معه القوى الاسلامية الحاكمة، وان مقتضيات هذا الواقع هو الإقرار في المعاهدة الاسرائيلية كما هو الحال في الدولة المصرية، مشيرا الى الواقع الجديد، يضع الحكومات الإسلامية في مرمى الإتهام، ونعتهم بالخيانة.



ولفت الامام المهدي الى ان التغيير هو ضرورة حياتية وهو جزء من حتميات التاريخ، خصوصا إذا ما انتج ديموقراطية متكاملة ثقافيا واجتماعيا، فانها ستلقي بظلالها التي ستعمم في هذه المنطقة.ولفت الى ان الحركات الاسلامية ستواجه اثناء حكمها ثلاق حهات مخافة لها في التوجهات وهي الرؤية العلمانية والجماعات السلفية والمنظمات والهيئات الدولية وفي حال فشلها في الحكم لفت الى انه سعم حالة الفوضى واضطربات مختلفة .



وابدى الشيخ عبد الرحيم العكور وزير الاوقاف الاردني الاسبق في مداخلة اثناء الندوة استغرابه من عدم وجود تصور او برنامج لما بعد وصول "الاسلاميين" الى الحكم، وكيفية التعامل مع الواقع الجديد، واصفا هذا الامر بالكارثة.