المجلس الاعلى للشباب ..والمباني المستأجرة !
يطل منها: عبدالحافظ الهروط - ذهبت تطلعات وجهود المجلس الاعلى للشباب ادراج الرياح، فقد اخلت هيئة مكافحة الفساد مبناها في تلاع العلي، لتحط مكاتبها في المقر الجديد الذي انشىء خصيصاً للمجلس الاعلى في مدينة الحسين للشباب.
كان هذا «عندما وصلت اللقمة للفم» والتي ظن معها المجلس انه سيريح نفسه و»يلملم» موظفيه في مبان مستأجرة، متناثرة.
الامر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد اكدت المصادر ان المبنى الذي اخلته هيئة مكافحة الفساد، سيشغله ديوان المظالم، في الوقت الذي يواصل المجلس الاعلى للشباب في البحث عن مبان مستأجرة تجمع الموظفين.
لا نظن ان اهمية المجلس تقل عن اهمية هيئة مكافحة الفساد، ان لم نقل اكثر، حيث صدرت ارادة ملكية بتشكيل مجلس اعلى للشباب لاعطاء القطاع الشبابي والرياضي مزيداً من الرعاية لهذه الشريحة التي تزيد على 70 بالمئة من سكان المملكة، الا اذا كان المجلس عجز عن اداء دوره ورسالته، وصار مجرد تسمية تتبدل بين مجلس ووزارة.
واذا كان انتقال هيئة مكافحة الفساد الى المقر الجديد تقتضيه طبيعة عمل الهيئة لانجاح مهمتها، كما فهم، فماذا عن انتقال ديوان المظالم ؟
ترى، كم عدد موظفي ديوان المظالم ليحل محل مقر هيئة مكافحة الفساد، على حساب مجلس تتناثر مديرياته، ومقره الرئيسي بات عبئاً على كوادره في تعاملها اليومي!.
الجمهور غائب والكهرباء مقطوعة!
دوري المحترفين يواصل دورانه حول نفسه، ودوري الاولى سيبقى عند مسماه «المظاليم» الذي يبدأ غداً ولا بارقة أمل في ملاعبنا بحيث تجذب المباريات جمهوراً يجعل المشاهد عبر الشاشة والمتفرج من فوق المدرجات مؤشراً على انطلاق او بدء الدوري في المسارين.
المشجع الاردني مشدود وراء المنتخب، وجمهور الوحدات نظرته الى الخارج اكثر من الداخل، حيث يشارك الفريق على الصعيد الآسيوي، وعدا هذا، فان المباريات وكأنها تقام في نفق مظلم ، والاتحاد والاندية تكتفي بالفرجة، فيما الاعلام يواصل «زعيقه» و»صرير اقلامه» فأنت «تنفخ في رماد»!
مقاطعة الجمهور وخصوصاً لدوري المحترفين، كان من يعزو اسبابها الى ان معظم المباريات تقام في الليل، وعندما قرر الاتحاد اقامتها في النهار، ظل الجمهور مقاطعاً.
عندما نقلت بعض المباريات لتقام اثناء النهار، لم يكن من اجل الجمهور، وانما لكلفة الكهرباء التي صارت تهدد مرافق المجلس الاعلى للشباب، على ان تدني المستوى الفني للفرق، يبقى السبب الاول والاخير في غياب الجمهور، وهذه مسؤولية اتحاد اللعبة والاندية، لا غيرهما.
ماذا لو حاول الاتحاد بالتنسيق مع الاندية تخفيض ثمن التذكرة لتكون اقرب الى «رمزية» ووضعت جوائز مغرية، ولعل وضع جائزة تتيح للفائز عند حضور مباراة من مباريات المنتخب الوطني، لمرافقة المنتخب في لقاء خارجي تعطي حافزاً للجمهور.. مجرد محاولة.
الاستقالة الرياضية وأعداء الاستقالة
اذا اردت ان ترى العجب العجاب في الوسط الرياضي ، ما عليك الا ان ترصد اخبار الاستقالات ، ومن « لهم حساسية» او «لهم مناعة» ضد الاستقالة.
هذا الموضوع على مستوى الفرد او الجماعة لم يتوقف عند المدربين الذين صاروا «العلامة الفارقة» في هذا الشأن، وانما لأن الاداريين حذوا حذو المدربين، اما رؤساء الاندية ، فإن بعضهم بات اشبه ببعض انطمة الحكم العربي، فهم دخلوا الاندية في ريعان الشباب، ولا مانع من ان يحكموا الى الأبد!
اما استقالة المدربين، فمردها الادارات التي دائماً ما تجعل خسارة الفريق «شماعة» يعلق عليها مجلس الادارة فشل المدرب وليس فشل المجلس الذي لم يوفر للاعبين وللمدرب اجواء ومتطلبات المنافسة، في حين تتراجع الاندية من عام لعام والفريق «يترنح» من موسم لموسم، وكل عامين يتم انتخاب رئيس النادي اما بالتزكية، واما بفضل الهيئة العامة «المفصلة» على مقاس الرئيس ومن معه في الكتلة او من يختارهم.
هذه «الآفة» التي استشرت بالعمل النادوي واتت تنتقل بالعدوى، فلا عجب ان يأتي خبر من زميل في محافظة من المحافظات بما فيها عمان ويقول «فلان يحتفظ برئاسة نادي للمرة السادسة على التوالي»، أي 12 عاماً من الرئاسة والمدة طبعاً قابلة للزيادة.
سليم حمدان .. شافاه الله
لم يكن الزميل سليم حمدان الذي يرقد على سرير الشفاه الا صاحب موقف وصاحب قلم، فهو المرجع والارشيف الذي نلجأ اليه كلما غابت المعلومة وشاخت الذاكرة، اما اذا كتب فانه يشبع ويوجع.
لم يكن أمثال الذين يتشدقون بأنهم بلغوا من الصحافة بحورها، وان الصحافة الاردنية قامت على اكتافهم، ظل معتكفاً في مهنته بعيداً عن كل اشكال الاضواء الخادعة، ولكن قلمه ابقى على سيله كالنهر الذي لا يخالف مجراه، لم يطفأ سراجه في زمن التهديدات والممنوعات، فقد ظلت قناعاته، وقود مداده عند كل قضية يتناولها او قضية تطرح.
سليم حمدان حتى عند ساعات وايام وعكته، معلق قلبه وفكره بالرياضة، داهمناه وهو على سرير الشفاء، فوجدناه يتابع دوري المناصير، عين معنا وعين على الشاشة، يتحدث تارة عن الاعلام الماضي والحالي، وتارة يستذكر نجوماً اعتبرهم «اعجوبة» ففهمنا من حديثه، انه لا يريد ان تغيب عنه شاردة ولا واردة، وليضيف الى ذاكرته وارشيفه، ما ينفع الآخرين عند السؤال، وما يبقيه علماً لا يجارى.. شافاه الله.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمز الوفاء
المفضلات