في طريقه الى الولايات المتحدة عبر جدول اعمال مزدحم يطال المشاركة في اجتماع الدورة السابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك والقمة الثالثة لدول اميركا الجنوبية والدول العريتة (آسبا) كذلك في زيارة عمل الى الولايات المتحدة، حرص جلالة الملك عبدالله الثاني على طمأنة الاردنيين بأن جدول الاعمال الوطني متواصل بزخم وارادة صلبة لا تلين ترى في المضي قدما بعملية الاصلاح الشامل أمرا مفروغا منه وبخاصة ان الهدف الرئيس لهذه العملية هو الانتقال بالاردن الى مرحلة جديدة من البناء والتطوير..
من هنا جاء تأكيد جلالته على هذه المسألة ليضع حدا لمحاولات التشكيك او الرهانات الخاطئة بل الخاسرة التي يلجأ اليها بعض المشككين والذين لا يريدون لعجلة الاصلاح ان تتواصل ولهذا لا يتورعون عن وضع العصي في دواليبها ظنا منهم انهم يعيقونها او يعطلونها وهم بذلك واهمون، ولعل اشارة جلالة الملك الى الانتخابات النيابية القادمة والتي بدأ العد التنازلي لها على شكل فاعل وأكيد، بأنها تشكل منطلقا ومدخلا لهذه المرحلة التي يعبرها الاردن والتي تشكل عن حق تحولا رئيسا نحو تشكيل الحكومات، يزيد من القناعة بأننا نسير في الاتجاه الصحيح واننا على طريق تحقيق انجاز كبير يتمثل في اجراء انتخابات نزيهة وشفافة وفق اعلى المعايير الدولية التي لن يقبل جلالة الملك أي محاولة للتدخل في سير العملية الانتخابية والذي وصفه جلالته يوم امس في تصريحه المهم واللافت لوكالة الانباء الاردنية بأنه خط احمر لا يمكن القبول بتجاوزه مهما كانت الذرائع وتحت أي مسميات او تبريرات..
واذ انطوى حديث جلالته على جملة من المحطات والرسائل وبخاصة في شأن حث المواطنين على التمسك بحقهم في التسجيل والمشاركة في عملية الانتخاب واختيار المرشح والقائمة الافضل بما يخدم الوطن وقضايا المواطنين، وفق برامج واضحة وعملية ومحددة تعالج مختلف التحديات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية والخدمية وغيرها فان جلالته لفت في شكل خاص الى طبيعة الاستحقاقات التي ستفرزها عملية المشاركة في التصويت والتي أمل جلالة الملك بأن تكون واسعة وكثيفة لأنها لا تعني فقط تحديد شكل البرلمان المقبل بل الحكومة ايضا وهو أمر يعني في وضوح التأثير الشعبي في صياغة السياسات المستقبلية وصناعة القرار في ما يتعلق بالقضايا التي تهم كل اردني اردنية..
ما كشف عنه جلالة الملك يوم امس حول انطلاق المحكمة الدستورية من خلال تشكيلها يؤكد في جملة ما يؤكد عليه ان الأمور قد حسمت ولم تعد خاضعة لأي تساؤل او اجتهاد او تشكيك او تأويل وان قطار الاصلاح قد غادر محطته في اتجاه لا عودة منه الا بانجاز اهداف هذه العملية الشاملة والمتكاملة ووجود محكمة دستورية كهذه يسهم في تكريس دولة القانون وسلطة القضاء والفصل بين أي اجتهاد وخصوصا ان الدستور هو الذي سيكون مرجعيتها وان أي اعتداء وتجاوز او تجاهل لهذا الدستور الذي نفخر به ونعتز سيواجه بحزم..
آن الأوان لأن يدرك الجميع في هذا البلد اننا امام مرحلة جديدة بالكامل تستدعي تكاتف الجهود وتضافرها والمشاركة الحقيقية فيها عبر التسجيل في قوائم الناخبين بما هي خطوة مهمة على طريق الاصلاح والتي تشرف عليها هيئة مستقلة يشهد الاردنيون انها تنهض بعملها بشفافية ونزاهة ومصداقية عالية ولا تتردد في تصحيح أي اخطاء او تجاوزات مقصودة كانت ام غير مقصودة وتعلن للجميع انها مستعدة لتلقي أي ملاحظات او استفسارات والتعاطي معها بايجابية ومسؤولية.
الطريق الى حياة حزبية نشطة واحزاب ذات وجود وفعالية ودور وحيوية يستدعي المشاركة وبناء برامج وسياسات عملية تجاه مختلف القضايا الوطنية وبما يسهم في استقطاب الجمهور واقناعه بالتصويب لهذه البرامج لا للاشخاص ولا لمصالح فئوية او جهوية او شخصية عابرة
رد مع اقتباس
المفضلات