انطاكية - ا ف ب - ادت سيطرة المعارضة السورية المسلحة على موقع حدودي اضافي مع تركيا في شمال سوريا الى تعزيز المكاسب الميدانية الحيوية في مناطق متاخمة لبلد يدعمهم، بحسب خبراء.
غير انهم يخاطرون بالاقتراب من مناطق خاضعة لميليشيات كردية سورية ما قد يفاقم التوتر بين الاكراد ومعارضي الجيش السوري الحر، بحسب احدهم.
الاربعاء تمكن المعارضون الذين يسيطرون على ثلاث نقاط حدودية على الاقل من اصل سبع مع تركيا من بسط نفوذهم على موقع تل الابيض بعد يومين من المعارك مع القوات النظامية على ما اعلن مسؤول تركي واحد عناصر المعارضة في سوريا.
ونقلت قنوات اخبارية تركية صورا التقطت من مدينة اكتشاكاليه التركية المجاورة لعلم الثوار مرفوعا على احد مباني الجمارك في الجهة السورية.
غير ان احد عناصر المعارضة المسلحة داخل سوريا اضاف ان المعارك في جوار الموقع ما زالت تتواصل مساء الاربعاء حيث يسعى الجيش الى استعادته.
وصرح مدير سابق للاستخبارات الفرنسية «بالنسبة لأي ثورة، من الجوهري التمكن من الاستناد الى حدود آمنة مع بلد حليف لانشاء آليات للتزود بالرجال والاسلحة والمعدات سواء للدخول او الخروج» من البلاد.
واضاف في اتصال هاتفي من انطاكية «هذا كان حال جبهة التحرير الوطني الجزائرية على الحدود التونسية». واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «كلما ازداد اتساع المنطقة الحدودية الصديقة كان الامر افضل. على مستوى الاستراتيجية السياسية هذا يظهر كذلك انهم يسيطرون على منطقة واسعة قد ترمز لمنطقة محررة في نظر المجتمع الدولي».
واعتبر فابريس بلانش الخبير في الشؤون السورية في مجموعة الابحاث والدراسات المتوسطية في الشرق الاوسط في دار الشرق والمتوسط في ليون (فرنسا) ان السيطرة على نقطة تل الابيض الحدودية «تعكس استراتيجية الثوار في السيطرة على شمال سوريا».
واضاف ان عدم ارسال دمشق تعزيزات كبيرة الى جانب فقدانها السيطرة على مئات الكيلومترات من المنطقة الحدودية مع تركيا «ادلة على قرار الحكومة السورية التخلي عن تلك الثكنات الصغيرة النائية التي يصعب الدفاع عنها وتموينها».
كما راى الخبيران ان الجيش السوري بات في ظل تضاعف الجبهات في البلاد وعدم الوثوق في ولاء جميع جنوده السنة باغلبيتهم، مضطرا الى تحديد اولويات لعملياته على الارض ولم يعد قادرا على الرد على جميع هجمات الثوار عبر نشر قوات اضافية.
واشار مسؤول الاستخبارات السابق الى انه «بات على الجيش السوري الان الاختيار». واوضح «الحدود مع تركيا طويلة، والدفاع عنها يتطلب الكثير من الجنود الذين سيضطرون الى التمركز هناك فيما يحتاج الجيش اليهم في اماكن اخرى».
بالتالي يسعى الجيش السوري الحر الى مضاعفة عدد الجبهات لاجبار الجيش على توسيع رقعة انتشاره او التخلي عن مناطق بكاملها.
وقال بلانش «منذ بدء الانتفاضة تخلى الجيش عن شمال شرق سوريا حيث الاغلبية كردية لصالح ميليشيات كردية سورية». وتابع «بقي بضعة جنود في ثكنات عدد من المدن الكبرى، لكن عددهم قليل جدا ويلازمون ثكناتهم».
واضاف «مع السيطرة على تل الابيض يقترب الجيش السوري الحر بشكل خطير من المناطق ذات الاغلبية الكردية». وتابع موضحا «بالرغم من ابداء الاكراد حتى الان نوعا من الحياد واكتفائهم بالسيطرة على مناطقهم فان تقدم الجيش السوري الحر بهذا الشكل سيزيد التوتر. سبق ان حصلت مواجهة مسلحة فقد فيها الجيش السوري الحر رجالا».