تعد القدرة التنظيمية للنمل مثار اهتمام وإعجاب العلماء، وقد لفت نظر الباحثين مدى الدقة المدهشة التي يتمتع بها النمل، سواء في حركته أو في تنظيم صفوفه وجحوره وترتيبيها وتخزين طعامه، وروح الفريق الواحد التي تحكم عمل أسراب النمل.
العلماء في مختبر فسيولوجيا الحيوان في تولوز بفرنسا،
انكبوا على دراسة هذه القدرات الفائقة للنمل، بهدف ابتكار وتطوير تقنيات وأساليب خاصة سيتم استغلالها في تحريك وإدارة بعض الروبوتات.
وحول ذلك قال الباحث فوكس، فان فريق البحث في المختبر درس وبشكل دقيق ولساعات طويلة سلوك النمل، وقد أدهشهم مدى قدرة تلك الحشرات الصغيرة على حل المشاكل المعقدة بسهولة، كإيجاد الطعام ورسم أفضل الطرق وأسرعها وأقصرها لنقل الطعام إلى جحورها.
هذه القدرة الغريبة والفائقة الدقة والتعقيد، استفاد منها الفريق الفرنسي لتطوير جيش من الروبوتات الصغيرة ضمن مشروع طموح أطلقوا عليه اسم Alice.
وحول ذلك، قال الباحثون الفرنسيون أنهم قد تمكنوا بالفعل من تجهيز بعض الروبوتات بمجسات للأشعة تحت الحمراء وبكواشف مصممة لمحاكاة سلوك النمل، كما تمت الاستفادة من البيانات المستقاة من سلوك النمل، لبناء فهم أفضل لكيفية تعامل النمل مع مشكلات الحياة اليومية.
ويأمل فريق الدراسة أن لا تقتصر المعلومات التي تم الحصول عليها على بناء منظومة من الروبوتات فقط، بل هم يتطلعون إلى تسخير تلك الأساليب والطرق الذكية التي ابتدعها النمل، في تطبيقات صناعية وحياتية مهمة، كإدارة حركة السير في شوارع المدن، والتحكم في نقل البريد والإرساليات، وإدارة عملية تجميع السيارات عبر خطوط الإنتاج في المصانع الضخمة، وكذلك تنظيم الحشود البشرية في التجمعات الضخمة وفي محطات القطارات وغيرها.
رد مع اقتباس
المفضلات