احباب الاردن التعليمي

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 19 من 19

الموضوع: بنو اسرائيل ووعد الأخرة [متجدد]

  1. #11
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Jan 2011
    العمر
    35
    المشاركات
    9,668
    معدل تقييم المستوى
    21474859
    جزيتي خيرا للمشاركة الطيبة
    بارك الرحمن فيك ووفقك لما يحبه ويرضاه

  2. #12
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Aug 2012
    المشاركات
    67
    معدل تقييم المستوى
    12
    شكرا اختى الكريمة هدى الرحمان وبارك الله فيك

  3. #13
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Aug 2012
    المشاركات
    67
    معدل تقييم المستوى
    12
    [FONT="Times New Roman"]تربي موسى في قصر فرعون وعُرف بالقوة العظيمة ثم صار إلى قتل المصري خطأً دفاعاً عن إسرائيلي فضح أمره لاحقاً فوشى القوم به عند فرعون لقتله قصاصاً للمصري فقيضَّ الله له من يحذِّره لينجو فهرب إلى مدين شمال خليج العقبة واستبدل حياة القصور والرفاهية بالخشونة والشظف والجلد وليعدَّه الله لتبعات الرسالة من تحمل المشاق والصبر والحياة بين الناس ووصل مدين مجهداً فقصد البئر ليشرب فالتقى الفتاتين وسقى لهما ثم قابل نبي

    الله شعيباً وخطبه ابنته وأمهرها عشر سنوات من الرعي والسقيا والعمل المضني وكانت تلك التنشئة الثانية لموسى فقضى السنين يكدُّ في جو من الجدِّ والتأمل غير منشغل بزوجة ولا ولد ليتمَّ تجهيزه خلال تلك السنين الطوال محاطاً بعناية الله وملاحظة نبي الله شعيب له ومصاحبته إياه وصدق الله تعالى إذ قال ملخصاً أسرار عنايته بكليمه في كتابه الكريم {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} وقوله تعالى {ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي}

    وبعد أن أتمَّ الله تجهيزه الظاهر الجسدي والعقلي اللازم لحمل الرسالة آن أوان التكليف فألقى الله في نفسه العودة لمصر بعد تلك السنين فسار موسى بأهله راجعاً لمصر في سيناء فَضَل الطريق في البرد وذهب يلتمس ناراً ليستدلَّ أو يتدفَّأ فتوالت الأحداث ونزلت عليه الرسالة وأمره الله بدعوة فرعون للإيمان وأيده بالآيات وأمره أن يطلب منه أن يكفَّ عن تعذيب بني إسرائيل وأن يرسلهم معه وكان ذلك بعد حوالي أربعمائة سنة من قدومهم مع يعقوب وشدَّ الله أزره بأخيه

    هارون وجعله نبيَّا كما أمنَّه من أن يناله أذى من فرعون وعاد موسى لمصر فأتى فرعون وأبلغه مع هارون رسالة الله له وحاوره فيمن خلق السموات والأرض وفى أخبار القرون الأولى وطلب منه أن يرسل معهم بني إسرائيل ويكف عن تسخيرهم وتعذيبهم وحاججه بالآيات ولكن معاناة موسى في الحقيقة لم تتوقف عند فرعون وجبروته وظلمه بل هي تضاعفت بسبب قومه من بني إسرائيل المطبوعين على الذلة والخسة والجدال والطباع الدنيئة ولم يكونوا ليتخلون عن

    ذلك ولا حتى مع نبيهم الذي أرسل لتخليصهم من حياة الذل والقهر ففي الحقيقة كان موسى وهارون يحاربان على الجبهتين فمع فرعون وكهنته والمصريين حدثت وقائع عديدة مما أخبر الله من دعوته فرعون للإيمان ومناظراتهم وتهديد فرعون له بالسجن فإظهار آيات اليد والعصا فتحدى فرعون بسحرته في يوم الزينة وتأييد الله لموسى بآية العصا ثم بإيمان السحرة مع موسى ثم قتل فرعون لهم وصلبهم لترهيب الناس ثم أمر فرعون لهامان ببناء الصرح الشاهق ليرى

    إله موسى وقيل أن هذا استهلك عدداً من السنين وفى داخل بلاط فرعون ووراء جدران المعابد زاد قادة فرعون وكهنته من تأليبهم له على موسى وقومه خوفا على منافعهم ومناصبهم واستغلالهم لبنى إسرائيل في الخدمة والصناعات والأعمال الدنية فزاد فرعون بدوره في إيذاء بني إسرائيل واستمر في تعذيبهم وعاد لتقتيلهم وليقيم الله الحجة على فرعون وملأه أكثر وأكثر توالى تأييده سبحانه لموسى وبني إسرائيل بعجائب الآيات العديدة من القحط والجدب ونقص

    الثمار والطوفان والجراد والدم والقمل والضفادع والمسخ وغيرها من الآيات البينات علَّ فرعون يرعوى أو يتعظ وفى كل مرة يطلب المصريون من موسى رفع البلاء عنهم وأنهم سيتركون له بني إسرائيل يخرجون معه ثم يعودون كما كانوا وأكثر واستمر ذلك سنوات عديدة أيضاَ وقال بعضهم بلغ ذلك عشرين عاماً من الدعوة والآيات والنكث ولا حياة لمن تنادى والعجب الأشد لم يكن على جبهة فرعون وقومه ممن لم يؤمنوا بل كان العجب العجاب من بني إسرائيل فطوال هذه

    السنين المتعاقبة ومنذ أرسل الله موسى ومعه هارون كانا يحاربان مع بني إسرائيل أيضا فكل ما دار بين موسى وفرعون وملأه وقومه من الأحداث والمعجزات والآيات التي كانت في نفس الوقت آيات لبنى إسرائيل يشهدون بعيون رؤوسهم كيف يؤيدهم الله وكيف يجيب سبحانه دعوة نبيهم لعلهم يغيرون من طباعهم البائسة ويبدلوا سيء عاداتهم التي اكتسبوها على مر السنين الطوال ولكنهم لم يكونوا ليساعدوا نبيهم في مهمته ولا حياة لمن تنادى فقد دارت

    بينهم وبين نبيهم العشرات من الحكايات والعجائب التي تحكى تعسفهم وإلحاحهم وتخبطهم وسوء نواياهم وظنهم حتى في أنبيائهم وكثيراً ما قالوا لموسى قد كنا نعيش مرتاحين قبل أن تأتينا من مدين برسالتك وتؤلب علينا فرعون وكهنته أكثر وأكثر نعم كنا في ذلٍّ وخدمة وجرى علينا قتل وسلب ولكنا كنا نجد الشرب والخبز واللحم والآن فرعون وملؤه يعادوننا بسببك ولأنك تريد أن تخرجنا معك من مصر فأين وقع الآيات التي شهدوها والعجائب التي حضروها؟

    والعشرات من القصص والحوادث والوقائع التي دارت رحاها خلال تلك السنين ورد الكثير منها إما في كتاب الله أو على لسان رسول الله صلي الله عليه وسلم مثل طلبهم من موسى أن يرفع الله الموت عنهم فينهاهم عن طلبهم فلا ينتهون ويلحون فيدعو موسى ويستجاب له ويُرْفَعُ الموت عنهم فتسوء حياتهم ويسأم الزمني والمرضى ويضجُّ الناس بالشكوى ويطلبون عودة الموت لهم كما كانوا وكما خلقوا فيحدث ولا يتعظون ويطلبون منه مرة أخرى أن يرفع الله الفقر

    عنهم ويصيروا جميعاً من الأغنياء فينهاهم فلا ينتهون ويصرون فيسأل موسى الله ويستجاب له فتخرب حياتهم بذلك ويعودوا يطلبون أن يرجعوا كما كانوا غنياً وفقير فمرت السنون وموسى يعانى من قومه كما يعانى من فرعون وملأه وفى قلب الأحداث ومن ضمن إعداد الله تعالى لموسى وتجهيزه لتلك الرسالة المضنية مع بني إسرائيل جرت واقعة سيدنا موسى والخضر[1] بما فيها من عجائب الآيات والتعليم الرباني لنبيه على يد عبد آتاه الله رحمة من عند وعلَّمه

    من لدنه علما وجرت تلك الواقعة بالقرب من دمياط كما حدثت أيضاً أحداث قصة بقرة بني إسرائيل وضرب الميت ببعضها وإحيائه ليدل على قاتله ومع تلك الغرائب والعجائب التي يشيب لهول وقعها وسرِّها الولدان فإن بنو إسرائيل لم يزدادوا معها إلا لجاجاً وعناداً وفى وسط وقلب قصر فرعون المتأله وفى داخل مخدعه يلقى الله الإيمان في قلب زوجته آسية وفى قلب ماشطة ابنته فيذيقهم فرعون العذاب ويقتلهم بإيمانهم وتشيع أخبارهم وبالطبع لا يمكن تحديد توقيت تلك

    الحوادث وذالك لا يهم المهم أنها حدثت في وقت ما أثناء فترة الدعوة وتحدث أيضاً عجائب واقعة قارون وكان ابن عم موسى وقيل ولاه فرعون إقليما من مصر فجمع مالاً ليس له نظير ورأى أن لا أحداً فوقه فيما كنز وروى القرآن تلك القصة بما فيها العبر والعظات لبنى إسرائيل في عاقبة من يجمع المال ولا يهمه سوى المال وتدبير المكائد وهى حالة بني إسرائيل أنفسهم وكأن الله تعالى يريهم أنفسهم وعاقبتهم في قارون الذي حسد موسى قريبه على رسالته

    فأراد أن يفضحه في قومه فدبَّر فرية المرأة البغي لتتهم موسى بالفاحشة فبرأه الله ويَهْلَكُ قارونُ بكلمة موسى فيعلم الله بني إسرائيل أن الدسائس لا تفيد بل تهلك صاحبها ولكنهم لا يعقلون وبلغ من غيِّ بني إسرائيل وسوء ظنهم بأنبيائهم أنه لما خسف بقارون الأرض قالوا أن موسى أمر الأرض أن تأخذه ليستولى على أمواله وأساؤا الظنَّ بنبي الله فخسف الله بدار قارون وبماله الأرض فضاع المال منهم أيضاً ولو لم يفعلوا فلربما ورثوه ولكن سوء طبعهم لم يبق لهم

    من قصة قارون إلا العظة والعبرة ولكنهم لا يعتبرون وقال بعض أهل العلم أن قصة قارون وقعت بعد الخروج من مصر والأقرب لصحة الوقائع أنها قبله واستمر فرعون وزاد وأفاض في قتل الأبناء واستعباد النساء وهو وقومه يرون أن موسى وبني إسرائيل سبب البلاءات المتعددة التي ابتلوا بها لأنهم شؤم عليهم وصار فرعون وقد أصم أذنيه فصار لا يستمع لنصح ناصح من قومه إذا فعل مهما آتى من بينة أو حجة وارتفع بكبريائه واستعلائه وصار ولا يري قومه إلا ما يرى

    ويستمر في الإيذاء واستخفافه بعقول قومه الذين أطاعوه كالعميان وبدا أن المسلسل لا نهاية له بل إن قوم موسى ومع تلك الآيات العظيمة والمتتالية لم يزدادوا إلا حنقاً على موسى ولم يستمعوا لنصائح موسى أن اصبروا ووعد الله لهم أن يورثهم الأرض وصار موسى وهارون بين شقي الرحى فالعذاب يزداد من فرعون لبنى إسرائيل وبنو إسرائيل ضجُّوا بالشكوى وعدم الاحتمال وقلة المعونة وانقطاع حبال الصبر والمزيد من سوء الأخلاق والطباع والتبكيت لموسى

    فكان أن بلغ السيل الزبى ووصل الأمر لنهايته وعلم موسى أن فرعون وقومه لن يؤمنوا إلا من آمن وهم قلة معدودة وفى النهاية أدرك موسى بإلهامه النبوي أن الأمر وصل ذروته التي قدرها الله فدعا الله علي فرعون وقومه فاستجاب الله له وأخبره بذلك وأمره وقومه بالهرب والخروج من مصر وبأن الله حاميهم ومهلك عدوهم قال تعالى {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى

    قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} وقيل في بعض التفاسير أن بعضاً من الآيات التسع مثل الدم والطمس كان من استجابة الله لدعاء موسى كما حكت الآيات ثم شدَّد الله على قلوبهم فأغلق باب استجابة فرعون وقومه وجاء الأمر بالخروج

    [1] اقرأ كتاب " أسرار العبد الصالح وموسى عليه السلام".

  4. #14
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Aug 2012
    المشاركات
    67
    معدل تقييم المستوى
    12

    رد: بنو اسرائيل ووعد الأخرة [متجدد]

    [FONT="Times New Roman"]يرى بعض المؤرخين أن بني إسرائيل خرجوا من مصر بقيادة موسى في عهد رمسيس الثاني وقيل في عهد ( منفتاح بن رمسيس الثاني) حوالي سنة 1213 ق م بعد أن طالبه موسى أكثر من مرة بأن يرسل معه بني إسرائيل ليخرجوا إلى أرض الشام وقد وردت قصة خروج بني إسرائيل من مصر إلى أرض الشام في مواضع متعددة من القرآن الكريم ومن ذلك قولة تعالى {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي

    الْبَحْرِ يَبَساً لَّا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} قال الإمام ابن كثير {لما طال مقام موسى ببلاد مصر وأقام بها حجج الله وبراهينه على فرعون وملئه وهم مع ذلك يكابرون ويعاندون لم يبق لهم إلا العذاب والنكال فأمر الله موسى أن يخرج ببني إسرائيل ليلا من

    مصر وأن يمضى بهم حيث يؤمر ففعل موسى ما أمره به ربه وخرج بهم وقت طلوع القمر وعن مجاهد أنه كسف قمر تلك الليلة}وورد أنهم حملوا تابوت يوسف معهم عند خروجهم وكان وقت طلوع القمر وكانوا نسوا وصية يوسف لهم أن يحملوه معهم عند خروجهم من مصر فكُسفَ القمرُ فأظلموا فأخبر علماؤهم موسى ذلك إن يوسف عاهدهم أن يحملوه معهم عند خروجهم من مصر وقد نسوا ذلك فسأل موسى عن قبر

    يوسف فدلَّته امرأة عجوز من بني إسرائيل فاحتمل موسى تابوته معهم بنفسه كما أوصاهم وهنا لطيفة من لطائف أحاديث النبى صلي الله عليه وسلم إذ ورد في الحديث الشريف {أَتَى النَّبِيُّ أَعْرَابِياً فَأَكْرَمَهُ فَقَالَ لَهُ: ائْتِنَا فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ: سَلْ حَاجَتَكَ قَالَ: نَاقَةٌ نَرْكَبُهَا وَأَعْنُزٌ يَحْلِبُهَا أَهْلِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّه: أَعَجَزْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ عَجُوزِ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَما عَجُوزُ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: إنَّ مُوسَى لمَّا سَارَ بِبَنِي

    إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ ضَلُّوا الطَّرِيقَ فَقَالَ: مَا هذَا؟ فَقَالَ عُلَمَاؤُهُمْ: إِنَّ يُوسُفَ لَمَّا حَضَرَهُ المَوْتُ أَخَذَ عَلَيْنَا مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ أَنْ لا نَخْرُجَ مِنْ مِصْرَ حَتَّى نَنْقُلَ عِظَامَهُ مَعَنَا قَالَ: فَمَنْ يَعْلَمُ مَوْضِعَ قَبْرِهِ؟ قَالَ: عَجُوزٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَبَعَثَ إِلَيْهَا فَأَتَتْهُ فَقَالَ: دُلِّيني عَلَى قَبْرِ يُوسُفَ قالَتْ: حَتَّى تُعْطِيني حُكْمِي قَالَ: وَمَا حُكْمُكِ؟ قَالَتْ: أَكُونُ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ فَكَرِهَ أَنْ يُعْطِيَهَا ذلِكَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنْ أَعْطِهَا حُكْمَهَا – وإختصاراً فدلتهم فحفروا

    وحملوه- وَإِذَا الطَّرِيقُ مِثْلُ ضَوْءِ النَّهَارِ}[1] فخرجوا فلما أصبح قوم فرعون وليس في ناديهم داع ولا مجيب غاظ فرعون ذلك وأشتد غضبه على بني إسرائيل لما يريد الله به من الدمار فأرسل سريعا في بلاده من يحشر الجند ويجمعهم للإيقاع ببني إسرائيل وكان بنو إسرائيل قد استعاروا حلى وذهب جيرانهم ومعارفهم من المصريين قبل خروجهم ولم يعيدوه لهم بل أخذوه وخرجوا ويعلق أحد المؤرخين على قصة استلاب بنى

    إسرائيل لحلى المصريين عند خروجهم فيقول [ويلفت النظر خاصة ما جاء في التوراة من سلب رجال ونساء بني إسرائيل أمتعة جيرانهم الذهبية والفضية بحيلة الاستعارة ونسبة ذلك إلى الله تعالى ومهما كان من أمر فإن تسجيل هذا الخبر بهذا الأسلوب يدل على ما كان وظل يتحكم في نفوس بني إسرائيل من فكرة استحلال أموال الغير وسلبها بأية وسيلة ولو لم تكن حالة حرب ودفاع عن النفس كما أنه كان ذا أثر شديد بدون ريب

    في رسوخ هذا الخلق العجيب في ذراريهم ممن دخل في دينهم من غير جنسهم] ووصل موسى وبنو إسرائيل للبحر وفرعون وجنده من ورائهم وبنو إسرائيل يضجون بالشكوى أنهم مدركون فأمر الله موسى فضرب بعصاه البحر فانفلق وظهر فيه اثنا عشر طريقاً لكلّ سبط طريق قيل كانوا ستمائة ألف فكل سبط خمسون ألفا وأرسل الله الريح والشمس في الحال على قاعه حتى صار يبساً [2] فخاضت بنو إسرائيل البحر كل سبط

    في طريق وعن جانبه الماء كالجبل الضخم ولا يرى بعضهم بعضاً فخافوا وقال كل سبط قد غرق كل إخواننا فأوحى الله إلى حال الماء أن تشبّكي فصار الماء شبكات يرى بعضهم بعضا ويسمع بعضهم كلام بعض حتى عبروا البحر سالمين ثم وصل فرعون إلى البحر فرآه منفلقاً فمن كبره قال لقومه: انظروا قد انفلق لهيبتي حتى أدرك أعدائي أدخلوا البحر فهابوا وكانت خيل فرعون كلها ذكوراً فجاء جبرائيل على فرس أنثى وديق

    فتقدّمهم فخاض البحر فشمّت الخيول ريحها فاقتحمت البحر في أثرها حتى خاضوا كلهم في الشق وجاء ميكائيل على فرس خلف القوم يستحثهم ويقول لهم:الحقوا بأصحابكم وهكذا اندفعوا في إثر بعضهم حتى إذا

    خرج جبرائيل من البحر وقبل أن يخرج أولهم أمر الله البحر أن يأخذهم والتطم عليهم فأغرقهم أجمعين وذلك بمرأى من بني إسرائيل وبعد أن رأوا غرق فرعون بأعينهم سار بهم موسى إلى أرض فلسطين بالشام مؤملا أن يصبحوا أمة قوية بإيمانها وصالح عملها فقد ترتب على خروجهم من مصر وهلاك فرعون أن أصبحوا أحرارا في شئونهم وأحوالهم بعد أن كانوا يذوقون في مصر سوء العذاب على أيدي فرعون وجنده

    [1] صحيح ابن حبان عن أبي موسى، والمستدرك على الصحيحين، ومجمع الزوائد
    [2] هنا لطيفة: قال سعيد بن جبير: أرسل معاوية إلى ابن عباس فسأله عن مكان لم تطلع فيه الشمس إلاّ مرة واحدة؟ فكتب إليه: إنه المكان الذي انفلق منه البحر لبني إسرائيل.

  5. #15
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973

    رد: بنو اسرائيل ووعد الأخرة [متجدد]



    بارك الله فيك
    وجزاك الله خير الجزاء
    و أن شاء الله
    فى ميزان حسناتك
    ارق التحية



  6. #16
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sun Jun 2007
    المشاركات
    2,056
    معدل تقييم المستوى
    2260286

    رد: بنو اسرائيل ووعد الأخرة [متجدد]

    مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

  7. #17
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Aug 2012
    المشاركات
    67
    معدل تقييم المستوى
    12

    رد: بنو اسرائيل ووعد الأخرة [متجدد]

    شكرا اختى الكريمة رمز الوفاء وبارك الله فيك

  8. #18
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Aug 2012
    المشاركات
    67
    معدل تقييم المستوى
    12

    رد: بنو اسرائيل ووعد الأخرة [متجدد]

    شكرا اخى الكريم احمد الزيود وبارك الله فيك

  9. #19
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Aug 2012
    المشاركات
    67
    معدل تقييم المستوى
    12

    رد: بنو اسرائيل ووعد الأخرة [متجدد]

    كان سيدنا موسى يعلم أنَّ قومه قد ضلوا ووقعوا في ذلك الأمر المريع من عبادة العجل وقد انتهى أمر العجل وصدر الحكم على السامرى وبقيت فعلة بني إسرائيل المريعة؟ كيف تتوب بنو إسرائيل منها؟ إذ لابد من اعتذار خاص لله عن هذا وتوبة مخصوصة من الله تعالى عليهم فوقَّت الله تعالى له ولقومه ميقاتاً للتوبة والدعاء وقيل كانا ميقاتان ميقات للتوبة والاعتذار وميقات آخر للمناجاة فأختار موسى منهم سبعين رجلاً من الأسباط الإثنى عشر وممن لم يشتركوا في العجل وأخذهم معه إلى الطور أو الجبل ليعتذروا إلى الله ويتوبوا ويسألوه الصفح عن المذنبين منهم فذهبوا ودعوا الله واعتذروا إليه وهناك أخذتهم الرجفة فصعقوا وتضرَّع موسى لربِّه فأحياهم


    واختلف في سبب الرجفة أو الصعق وقيل في ذلك:أنهم لما دعوا الله اعتدوا في دعائهم بما لا يحق أو لا يليق أو عقاباً لأنهم لم ينهوا أصحاب العجل ولم يتجنبوهم وأشهرها أنهم طلبوا من موسى أن يسمعوا خطاب الله له فهو يذهب للمناجاة ويعود يخبرهم أنه كلَّم الله ولا دليل لديه فلما أخذهم موسى معه للجبل وأذن الله لهم وأسمعهم كلامه قيل سمعوه يخبر موسى أن توبتهم بقتلهم أنفسهم فطلبوا رؤية الله جهراً ليستوثقوا من أنه هو الله أو أنهم لما سمعوا كلام الله وطبعهم اللجاج والعناد لم يكتفوا بالسماع بل تمادوا وقالوا لا نصدق حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الرجفة وصعقوا


    قال الله تعالى {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} وهكذا كان خبر الله لهم ووحيه لنبيه موسى أن توبة عابدي العجل من قومه لن تكون مقبولة منهم إلا بقتلهم لأنفسهم وهنا يجدر بنا أن نبين أنَّ الله تعالى لم يأمرهم بذلك انتقاما وإنما الحقيقة أن حبُّ العجل قد استقرَّ في قلوب كثيرين منهم وأخفوا ذلك فمنهم من أظهر ميله لهارون ولم يصرح بحبه للعجل وآخرون أعلنوا التوبة لموسى والندم عند عودته ولكنهم كذبوا في توبتهم


    فأراد الله أن يطهرَّ بني إسرائيل من هؤلاء المنافقين والكافرين فلما نفذوا ما أمروا به من الله بقتلهم أنفسهم كان الكافر يتبدى للمؤمن أولا فيقتله المؤمن فلم يقتل إلا كافرٌ أو منافق فلما فشا القتل دعا موسى ربه أن يعفو عنهم لما أطاعوا الأمر فقبل الله توبتهم وعفا عنهم أجمعين قاتلين ومقتولين لعلهم يشكرونه على نعمه قال تعالى {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} وهنا إشارة وتنبيهٌ أن الحلي التي استعارتها نسوة بني إسرائيل من المصريين بحيلة أنهم سيتزينون بها في عيدهم وهن يضمرن


    أخذها معهن عند الخروج مع موسى كانت عليهم وبالاً وبليَّة لأنها مالٌ مغدورٌ ليس وراءه إلا الشرور فصنع السامرى منه عجلاً من الذهب وكان وقوعهم في عبادته ثم تحريقه على يد موسى وتذريته في اليم ثم التوبة عن عبادة العجل بقتلهم لأنفسهم يا ألله احمنا من شرور أنفسنا فهل اعتبر أحدٌ فيما يجلبه المال المغدور لمستحلِّيه من الآثام والشرور وعذاب يوم النشور والآن استقرَّ الأمر وقبل الله توبتهم وطهرهم من أهل الكفر والنفاق وتاب على الجميع والألواح فيها التوراة مع موسى ولم يبق إلا أن يتبعوا أوامر الله لهم فيها ويطبقوا شرع ربهم وهم في طريقهم للأرض المقدسة {وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} ولكن بنو إسرائيل لم يتقبلوا الأمر هكذا لأن الشرائع ثقلت عليهم كالرجم والقطع والقصاص


    ولم يقبلوا التكليف بطيب خاطرهم وإنما قبلوه برفع الجبل فوقهم كأنه ظلة وإلا سيسقط عليهم فيفنيهم وقد ورد في الحديث {وَأَخَذَ الألْوَاحَ بَعْدَ مَا سَكَنَ عَنْهُ الغَضَبُ وَأَمَرَهُمْ بِالَّذِي أُمِرَ بِهِ أَنْ يُبَلِّغَهُمْ مِنَ الوَظَائِفِ فَثَقُلَ (ذَلِكَ عَلَيْهِمْ) وَأَبَوْا أَنْ يُقِرُّوا بِهَا فَنَتَقَ الله عَلَيْهِمْ الجَبَلَ كأنَّهُ ظُلَّةٌ وَدَنَا مِنْهُمْ حَتَّى خَافُوا أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِمْ اخَذُوا الكِتَابَ بأيْمَانِهِمْ وَهُمْ مُصْغُوْنَ إِلى الجَبَلِ وَالأرْضِ وَالكِتَابُ بأيْدِيْهِمْ وَهُمْ يَنْظُرُوْنَ إِلى الجَبَلِ مَخَافَةَ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِمْ}[1] وحكي الله عن تلك الآية المعجزة الغريبة في كتابه العزيز فقال {وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}


    فهؤلاء هم اليهود رأوا وشاهدوا وعاينوا من الآيات مع موسى وفرعون ما شاء الله لهم من الآيات البينات المتتاليات وكل واحدة أعجب من أختها وأثبت الله لهم مرة بعد مرة أن تشددهم ولجاجهم وعنادهم لا يعود عليهم إلا بكل جفاء وشدة وغلظة ولا يعتبرون ولا يتعظون وقد كانت قصة البقرة التي أمروا بذبحها خير دليل لهم على عاقبة هذا السبيل ثم معجزة شق البحر وعجيب نجاتهم من فرعون ثم ما وقعوا فيه من العجل والصعق والقتل وآيات بلا عدد ولكنها بنو إسرائيل فبعد كل ما شهدوه من العجائب لم يؤمنوا بما جاءهم به موسى إلا والجبل مرفوعاً فوق رؤوسهم وهم سجودٌ على أنصاف وجوههم ينظرون إلى الجبل يكاد يطبق عليهم وعندها فقط قبلوا ما جاء به موسى من التوراة

    [1] مجمع الزوائد عن ابن عباس



    منقول من كتاب [بنو اسرائيل ووعد الأخرة]
    http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...)?&id=86&cat=2





صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. آية الكرسي بصوت الشيخ احمد العجمي مكررة اكثر من مرة
    بواسطة هدى الرحمان في المنتدى القران الكريم youtube
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-05-2012, 05:51 PM
  2. اسئلة مقترحة للتوجيهي 2019 , اسئلة متوقعة للتوجيهي 2019
    بواسطة محمد الحويطات في المنتدى اسئلة سنه 2011 , 2012 توجيهي
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 06-12-2011, 11:29 PM
  3. سبها تضم صفها لثوار السابع عشر من فبراير وأول شهيد من أولاد سليمان
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى اخبار ليبيا
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 19-03-2011, 06:35 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك