الرياض - محمد عطيف

أكدت مصادر مطلعة اليوم في أرامكو السعودية، صحة الأنباء عن كف يد موظفي إدارة تقنية المعلومات وأقسام الدعم التابعة لها بمن فيهم موظفون لدى إحدى الشركات المتعاقدة معها لحين انتهاء الشركة من التحقيقات حول الاختراق الذي تعرضت له.

وقال مسؤول كبير في الشركة رفض الكشف عن هويته، بحسب ما نشرت صحيفة "الوطن"، إن "أي قرار يتصل بالموظفين مثل تعليق المهام، أو كف اليد، إجراء قانوني تفرضه التحقيقات في أي جهة في العالم، إذا دعت الحاجة لذلك، سواء في الشركات أو في الجهات الحكومية"، مؤكداً أن جميع الموظفين يتمتعون بكافة امتيازاتهم الوظيفية كما هي، ولا علاقة بمجريات التحقيقات بوضعهم الوظيفي.

هذا فيما قال مسؤول العلاقات العامة في الشركة طارق الغامدي، إن الشركة ممتنعة حالياً عن التعليق على الوضع لحين انتهاء التحقيقات وإنها لن تقبل بما وصفه بالتخمينات والتكهنات.
جرس إنذار

وفي هذا السياق، أعلن د. فهد تركي بن محيا، استشاري أمن المعلومات والمشرف على كرسي الأمير مقرن لتقنيات أمن المعلومات عميد كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع بجامعة الملك سعود، لـ"العربية.نت": إن "الحادث الذي تعرضت له أرامكو وهي من أقوى الشركات العالمية يعتبر بمثابة جرس إنذار لجميع القطاعات باتخاذ التدابير اللازمة لحماية البيانات والتأكد بشكل دوري من تطبيق السياسات وتحديث البرامج والتنسيق مع الأجهزة ذات العلاقة".

ودعا الخبير التقني السعودي إلى تأسيس هيئة لأمن المعلومات تتأكد من وضع السياسات والإجراءات وتنبه للمخاطر، وتقوم بالتنسيق بين الجهات لاحتواء المخاطر الإلكترونية، مؤكدا أن "أمن الوطن واحد وهو مسؤولية الجميع سواء عسكري أو مدني أو صناعي أو مالي".

وأضاف "أرامكو ولله الحمد كان لديها الجاهزية الكاملة لمثل هذه الحوادث، ورغم ذلك تأثرت وسائل الاتصالات ومن ضمنها الإيميل، وتم فصل أغلب الأنظمة عن بعض لتحجيم الخطر، ما سبب ارتباكاً داخلياً وتأثيراً على العمل اليومي رغم عدم تأثر الإنتاج فعلياً".

واعتبر محيا أن "أغلب المواقع الرسمية تطبق سياسات صارمة وتستخدم تقنيات فاعله للتصدي للاختراقات والفيروسات بجميع أنواعها".

وأضاف أن "المواقع الرسمية هي جزء من منظومة الخدمات التقنية التي تستخدمها جميع الجهات سواء الحكومية أو شبه الحكومية أو قطاع الأعمال والتي يجب أن تتم حمايتها، لذلك من الأهمية استشعار حجم المسؤولية وعظمها من الجميع والتنسيق للوصول إلى بيئة تقنيه آمنة".

وعن حقيقة ما تعرضت له أرامكو قال محيا "حسب علمي هو انتشار لدودة فيروسية من خلال الأجهزة المكتبية ولم يكن اختراقاً للموقع، والآن لديهم سياسات صارمة وتقنيات متطورة لحفظ البيانات يتم تحديثها دورياً".
هيئة لأمن المعلومات

إلى ذلك أكد أن ما حدث من تهديد تقني أمني لأرامكو رغم أنه عطل العمل في بعض الأنظمة لعدة أيام، لكنه من الممكن أن يكون إيجابياً ويسرع الخطوات تجاه تأسيس هيئة لأمن المعلومات تتأكد من وضع السياسات والإجراءات وتنبه للمخاطر وتقوم بالتنسيق بين الجهات المهنية.

وحذر من أن "يصبح توجه الدولة نحو مجتمع المعلومات الذي بسببه كان هناك عدد من المبادرات والمشاريع الوطنية مشلولاً إذا تم إغفال الجانب التقني الأمني، وتم التركيز فقط على الخدمات التقنية المقدمة".

وشدد على أننا نعيش في عالم تخدمنا فيه التقنية وتسيطر علينا أيضاً، لذلك هناك حاجة ملحة لحماية البنية التحتية والمكتسبات الوطنية من المخاطر والاختراقات الداخلية والخارجية التي تتزايد مع تزايد استخدامنا للتقنية وتأهيل كوادر وطنية قادرة على العمل في هذا المجال الحساس.