لقاهرة - سامي خليفة

أعربت فاطمة نبيل، أول مذيعة محجبة تظهر في التلفزيون المصري بعد ثورة 25 يناير في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت"، عن سعادتها وفخرها بظهورها كأول مذيعة محجبة من خلال تقديمها نشرة الأخبار على التلفزيون المصري، بعدما كان ظهور المحجبات محظوراً منذ أكثر من 50 عاماً خاصة عبر نشرات الأخبار. وأعادت الفضل في ذلك إلى الله الذي أنصفها وإلى نجاح الثورة.

أما عن الفارق بين المذيعة المحجبة وغير المحجبة، رفضت فاطمة وجود أي فوارق، قائلة إن معيار الكفاءة هو الأساس في هذه المهنة، والتقييم من الجانب الشكلي تقييم خاطئ، وهذا ما كان يتبعه النظام السابق، والحجاب حرية شخصية.

وبسؤالها عن إمكانية خوضها مجال البرامج الدينية قالت إنها على الرغم من ارتدائها الحجاب، إلا أن خبرتها المهنية تنحصر في مجال السياسة، ولكن في الوقت عينه تجد نفسها لديها القدرة على تقديم أي نوع من البرامج سواء اجتماعية أو دينية أو سياسية.
سنوات من الحظر على التلفزيون الرسمي

وأكدت نبيل أنها عملت في العديد من القنوات لكن ظهورها على التلفزيون الرسمي له نكهة مختلفة. كما أوضحت أنها قامت بتقديم مذكرة إلى السيد صلاح عبد المقصود وزير الإعلام، تشرح له فيها بعض النقاط التي حرمتها من عملها كمذيعة، وبعد أن أخذت المذكرة مجراها القانوني العادل تم إصدار قرار بممارستها لعملها كمذيعة في نشرة الأخبار، ما اعتبرته "إنصافاً من الله" بحسب قولها.

وأشارت إلى أنها كانت تعمل في التلفزيون المصري منذ 12 عاماً، لكنها كانت تأخذ إجازات دون راتب بسبب سياسة التلفزيون الخاطئة مثل تحويل كل المحجبات إلى أعمال إدارية، ما يعني دفنهن أحياء إلى الأبد. ولفتت إلى أن تفعيل قرار ظهور المحجبات بعد الثورة كان من قبل الدكتور سامي الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون السابق، لكن من خلال برامج معينة مثل البرامج الاجتماعية والخاصة بالمرأة فقط.

وأوضحت أنها تقدمت عندما علمت أن التلفزيون المصري قام بتفعيل قرار عودة المحجبات إليه، واجتازت كل الاختبارات بتفوق ولكنها منعت مرة أخرى بسبب ارتدائها الحجاب وكان المنع بشكل خاص للمتقدمات كالعمل مذيعات في نشرة الأخبار.
ظلم مبارك

إلى ذلك، أعربت فاطمة عن استيائها من الظلم الذي تعرضت له في عهد مبارك وخاصة على يد وزير الإعلام السابق صفوت الشريف، وضياع عشرة أعوام من عمرها على يد هؤلاء الظلمة، على حد وصفها، شارحة أنه على الرغم من أن هناك أحكاماً قضائية كانت صادرة لظهور بعض المذيعات المحجبات في بعض القنوات الإقليمية، ولكن كل هذه الأحكام لم تحترم من قبل النظام السابق ولم يتم الأخذ بها في الاعتبار على الإطلاق.

وأشارت إلى أن عودتها لممارسة عملها كمذيعة أخبار ترجع في النهاية إلى نجاح ثورة 25 يناير، والحكومة الجديدة التي تتعامل مع كل المصريين بمكيال واحد وليس بمكيالين، ويتمثل ذلك في الكفاءة وتطبيق مبدأ المساواة.