صنعاء - عبد العزيز الهياجم
حشد أكبر الأحزاب اليمنية، المؤتمر الشعبي العام، نحو 6 آلاف قيادي ومندوب من مختلف المحافظات اليمنية للمشاركة غدا الاثنين في مؤتمر استثنائي للاحتفال بمرور 30 عاما على تأسيس الحزب الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح منذ إنشائه في 24 أغسطس آب 1982.

وأبرز ما يشغل الأوساط السياسية اليمنية بشأن هذا المؤتمر هو مسألة ظهور الرئيس اليمني المنتخب عبد ربه منصور هادي إلى جانب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، حيث يشغل الأخير منصب رئيس الحزب في حين لا زال هادي يشغل منصب نائب رئيس الحزب والأمين العام.

ويرى مراقبون أن صالح بدعوته لإقامة هذا المؤتمر الاستثنائي قد وضع خليفته في رئاسة الجمهورية ونائبه في التنظيم الرئيس هادي في موقف محرج، خصوصا وأن حضوره سيغضب قوى المعارضة وشباب الساحات الذين أدت حركتهم الاحتجاجية العام المنصرم إلى الإطاحة بصالح من السلطة، كما أن عدم حضوره سيغضب قيادات وقواعد حزب المؤتمر الذي يعد هادي الرجل الثاني في الحزب.

ومنذ فعالية تنصيبه رسميا في فبراير شباط الماضي كرئيس انتقالي وفقا للمبادرة الخليجية ظل الرئيس هادي يتحاشى الظهور بجانب سلفه علي عبدالله صالح ويتخلف عن حضور عديد اجتماعات لحزب المؤتمر الشعبي العام، وذلك تفاديا لردود أفعال شركاء العملية السياسية في أحزاب المشترك وشركائهم الذين يطالبون بخروج صالح نهائيا من الحياة السياسية بعد أن حصل على الحصانة من الملاحقة هو ومعاونوه عن فترة 33 عاما قضاها في السلطة.

وكانت مصادر مطلعة في صنعاء كشفت أن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح رفض اقتراحا تقدم به قياديون في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه، يقضي بأن يتولى صالح منصب "المرشد العام للحزب" مقابل التخلي عن منصب رئيس المؤتمر لصالح رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي الذي يشغل تنظيميا منصب نائب رئيس المؤتمر والأمين العام للحزب.

وفي تصريح خاص لـ"العربية.نت" أكد الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر الشعبي عبده الجندي أن صالح سيستمر في رئاسة الحزب ولا صحة لما يشاع عن إمكانية تنحيه عن قيادة الحزب الذي أسسه في 1982، مشيرا إلى أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لن يخلف علي عبد الله صالح في رئاسة المؤتمر الشعبي كون هادي رئيسا توافقيا انتخبته جميع الأحزاب وفقا للمبادرة الخليجية.

وأضاف الجندي: لو أن عبد ربه منصور هادي جمع بين رئاسة الجمهورية ورئاسة المؤتمر سيكون متعصبا للمؤتمر وبالتالي سوف يختلف مع تكتل أحزاب المشترك "المعارضة السابقة" خلاف أساسي، فالمشترك هو صاحب فكرة أن رئيس الجمهورية لا يكون رئيسا لأي حزب.

وشدد عبده الجندي على أن الدعوات التي يطلقها البعض من أجل أن يتخلى صالح عن رئاسة الحزب لنائبه "رئيس الجمهورية" عبد ربه منصور هادي هي دعوات ترمي إلى إحداث انشقاق في حزب المؤتمر الذي يعد أكبر الأحزاب على الساحة اليمنية وقال: "عندما يقولوا اليوم هذا الكلام هم يريدوا أن يدمروا المؤتمر وان يكون هناك خلاف بين النائب الأول ورئيس الحزب وبالتالي يحصل انشقاق في الحزب".