عمان - بترا - في اطار تواصل الحكومة المستمر مع مختلف القوى السياسية التقى رئيس الوزراء الدكتور فايز الطراونة مساء امس السبت الامين العام لحزب الوسط الاسلامي الدكتور محمد الحاج واعضاء المكتب السياسي للحزب بحضور وزراء الشؤون البرلمانية شراري الشخانبة والداخلية غالب الزعبي والدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة .
واثنى رئيس الوزراء على جهود الحزب الوطنية مؤكدا احترامه لمواقف الحزب حتى وان كانت ناقدة لسياسات الحكومة .
ونوه الطراونة بان الحزب يقدم خطابا سياسيا دينيا متنورا يتقبل الراي الاخر ولا يقصيه ويتعامل بايجابية وروح بناءة مع القضايا الوطنية والسياسات الحكومية بعيدا عن الاتهامية والاحكام المسبقة مشيدا بالمنهجية الهادئة التي تميز الحزب المستندة الى وسطية الاسلام واعتداله .
وشدد رئيس الوزراء على ان المرحلة السياسية التي نمر بها تتطلب تسليط الاضواء على نقاط التفاهم والالتقاء بين القوى السياسية لا ان نتوقف عند التباينات وعلينا جميعا رؤية ايجابيات ما تحقق من اصلاحات وان نناقش ذلك بموضوعية .
وبشان رفع الاسعار اكد رئيس الوزراء انه لا توجد حكومة في العالم ترغب برفع الاسعار ولكن المسؤولية الوطنية ومصلحة الاقتصاد الوطني والامانة التي اقسمنا على تحملها املت علينا التعامل مع مسالة الدعم الذي تقدمه الحكومة ضمن الامكانيات الوطنية المتاحة وبما يمكن تحمله ضمن الارتفاع الاخير على اسعار النفط العالمية .
واشار الى ان الية الدعم الحالية بخاصة للمشتقات النفطية وقطاع الكهرباء خاصة في ظل اسعار النفط المرتفعة عالميا تستنزف موازنة الدولة بشكل كبير مما اضطر الحكومة الى تعديل اسعار بعض المشتقات النفطية .
واكد بهذا الصدد ان اهم قضية اقتصادية في الاردن هو الدينار الاردني وانا كلي ثقة ويقين بانه آمن ومستقر على المدى الطويل .
وشدد الطراونة على انه لم يصدر عن هذه الحكومة اي اشارة او تلميح بان هناك تاجيلا للانتخابات النيابية « ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم « .
وقال الطراونة « اكدت في اكثر من مناسبة بان الانتخابات النيابية ستجري قبل نهاية هذا العام وجلالة الملك تحدث حتى قبل مجيء الحكومة الحالية عن انتخابات نيابية مبكرة والحكومة ملتزمة بهذه التوجيهات الملكية السامية» .
ولفت الى ان الحكومة ستستمر بوضع كل التسهيلات اللازمة امام الهيئة المستقلة للاشراف على الانتخابات وستزودها بالامور اللوجستية والمالية والتنظيمية لتمكينها من اجراء الانتخابات في الوقت المحدد .
وتطرق الى الانتقادات التي وجهتها بعض القوى السياسية للقانون مبينا ان التوافق الوطني لا يعني فقط النخب داخل الاوساط السياسية فهذا القانون يهم جميع الاردنيين في اماكن تواجدهم .
واشار بهذا الصدد الى ان الواثق من نفسه لا يخشى القانون وابجديات الديمقراطية ان نحكم على السياسات والقوانين من قدرتها على ان تكون نقطة التقاء وسط بين كافة مطالب القوى السياسية والمجتمعية « ولا يجب ان تنحاز لجهة بعينها ايا كانت « .
واعرب عن ثقته بان القانون سيسهم في تطوير الحياة السياسية وقال « من يرى باننا واقفون في مكاننا فهو غير منصف » .
وبشان الازمة السورية وملف اللاجئين السوريين في الاردن اكد رئيس الوزراء ان الاردن بلد الاحرار منذ بدايات الثورة العربية الكبرى وهو يتعامل مع هذا الامر من منطلق عروبي وانساني .
واشار الى ان عدد السوريين المتواجدين حاليا في المملكة جراء الاحداث الدامية في سوريا وصل نحو 180 الف شخص منهم حوالي 60 الفا مسجلين كلاجئين لافتا الى ان هذا الامر يحتاج الى جهد تنظيمي مكثف .
واستمع رئيس الوزراء الى رؤية الحزب التي عرضها الامين العام واعضاء المكتب السياسي بشان عملية الاصلاح ومجمل القضايا على الساحة المحلية .
واعلن الامين العام للحزب ان حزب الوسط الاسلامي كان من اوائل الاحزاب التي اعلنت موقفها المؤيد لاجراء الانتخابات النيابية والمشاركة فيها تسجيلا وانتخابا وترشيحا .
واكد ان الحزب جزء من تيار اسلامي ومرجعيته اسلامية لافتا الى ان الحزب يؤمن بالمشاركة الفاعلة واننا جميعا في هذا الوطن يجب ان تتكاتف جهودنا لما فيه مصلحة الوطن والمواطن .
ونوه بان التلاحم بين الشعب والقيادة هو الاساس في ظل ظروف واوضاع اقليمية ملتهبة للمحافظة على نعمة الامن والاستقرار .
وتحدث اعضاء المكتب السياسي حيث اكدوا ان مواقف الحزب تنطلق من تلاقيها مع مصالح الدولة لافتين الى ان الحزب يعمل على مبدا المناصحة وليس المعارضة العدمية .
واكدوا ان الحزب يطالب بالاصلاح بالوسائل السلمية مطالبين بمواصلة جهود مكافحة الفساد والمفسدين .