مدرسة ماحص الثانوية الشاملة للبنين
( قصة مأساة )
الحمد لله وبعد :
شاءت الأقدار أن يوفقني الله تعالى لخدمة دينه بالحلم والعلم ، فما أن أنهيت دراستي الجامعية حتى هممت أن أخدم بلدتي ماحص ، فما كان من قدر الله لي إلا أن اختار لي سلك التعليم ، وطلبت من الله أن يعينني على تعليم أبناء بلدتي ما وفقني الله له من العلم والمطالعة ، وكان الله أن يسر لي مدرسة ماحص الثانوية ؛ وما أن باشرت فيها التعليم إلا وقد صدمت بها من مدرسة .
ولا أقول إلا حول ولا قوة إلا بالله .
حسبي الله ونعم والوكيل .
حسبي الله ونعم الوكيل من أخلاق طلابها .
حسبي الله ونعم الوكيل من أخلاق أولياء أمورها .
حسبي الله ونعم الوكيل من أولياء أمور بعض طلابها .
للأسف ؛ ما رأيت فيها إلا الإساءة والمأساة ... ولكن الصبر أجبرني على الصمت .
كم واجهتني الإساءة من طلابها ...
كم واجهتني الإساءة من معلميها ...
كم واجهتني الإساءة من إدارتها ...
كم واجهتني الإساءة من أولياء الطلبة ...
ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
تبغي الخير ونشر الدين والأخلاق لأهلها والنتيجة الإساءة والشتيمة والإفتراء ..
رأيت في هذه المدرسة للأسف الشديد الفوضى العارمة ... حتى أصبح الكثير من المعلمين يشتمون من الطلاب ... ولا حياة لمن تنادي .
وقد رأيت بعيني الكثير للأسف الشديد ... لا تطبيق للقانون ... ولا نصرة للمعلم إلا شكليات فارغة ... يضحكون بها على المعلم .
فتذكرت ما كتبه والد جدي ( مؤسس التعليم في بلدة ماحص قبل مائة سنة ) الذي مكث أكثر من ربع قرن يعلم ويدرّس فيها الدين والقراءة والكتابة والنتيجة الإساءة له ...
فتذكرتُ ما كتبه في قصيدته التي كتبها وهو يعصر ألماً وحسرة على ما رأت عينه من الإساءة بعد إحسانه لأهلها .
فقال ــ رحمه الله ــ :
وإن عاد ربي يا زمان واصفيلي ... تحرم عليّ لو غداة لها مــــال
من بابك يارب تطلق سبيلـي ... لفارق النمام والقيل والقـــال
لا ريد حلافاً ولا هو عميـل .... ولا حسود العين محروف مرسـال
يا ولدي إن كان حظك مثيلي ... اطلب من الله يغيير الحال بحوال .
فهو رحمه الله يحكي مأساته مع من أساء إليه من أهل هذه البلدة ... بعد ما علمهم ودرّسهم ... أساؤا له .
فتذكرتُ هذه الكلمات وعلمتُ حقا ، أنه لا خير في وجودي في هذه المدرسة ...
والحمد لله أن يسهل الله لي النقل من هذه المدرسة التي أساءت لي كثيراً ... فلعنتُ الله على من أساء لي ... لا سامحه الله في الدنيا والآخرة .
بقلم الأستاذ حسان أيوب الشامي
معلم التربية الإسلامية / 1 / 9 / 2012