السلامُ على رجلٍ عندما فاضت روحُــه إلى بارئها فاض حزنُـنا.. رجلٌ مُذ عرفتُـه صار لي أخا وصديقا ورفيقا.. عرفتُـه فارسا وفيا، ورجلَ دولةٍ رفيعَ الطراز، أبدعَ في الجيشِ كما أبدعَ في السياسة..
كان حالةً فريدة، ونموذجاً لرجالِ الوطن، وفرسانِه.. ومثالاً في العطاءِ والتضحية، لا ينتظرُ مِـنَّـةً ولا حمدا.. إنسانا ودودا كريما.. معشرُه جميلٌ يفيضُ تواضعا، ومحبةً لكلِ الناس، قريبِـهِِـم وبعيدِهِم.
قريبٌ من القلب، لا تملكُ إلاّ أن تُحِبَّه، وإن أحببتَهُ لا تستطيعُ أن تنساه، يمكثُ فيك يتملكُكَ لجميلِ صفاتِه، وكريمِ خُـلُـقِه، وعمقِ فَهْمِه، وبُعْـدِ نظرِه.
ذلك كلُّه وأكثرْ، تجَـلَّـيا في شخصِ الأميرِ زيدِ بنِ شاكر، رحمه الله، وهو الذي كان الأقربَ للعظيمِ الراحلِ أبي عبدالله، مُذ رأتْ عيناه النور، تربى كما تربى الهاشميون، كريمُ الخُـلُـق، ونبيلُ الصفات.. فشبَّ أردنيا عروبيا مسلما..
لم يكن فيه شيءٌ لنفسه، كان لوطِنِه وأمّـَتـِه.. يفكرُ في ما آلتْ إليهِ أحوالُهُـما، وفي سبلِ النهوضِ بهما.. دائمُ القلقِ عليهِما من المؤامرات وعاديات الزمان.. قلقٌ ظلَّ ممتدا إلى أن غادرَنا إلى جوارِ ربِه.. لم يتبدلْ ولم يتغيرْ، بقيَ فارسا ملتزما، صاحبَ موقفٍ ورأي، لا يخشى في الحقِ لومةَ لائم..

العين عبد الهادي المجالي