وادي الأردن - فهد العلوان-بدأ مزارعو وادي الاردن التحضير للموسم القادم (العروة التشرينية) وسط ظروف إقتصادية صعبة يعانون منها أثر الخسائر التي لحقت بهم الموسم الماضي، إضافة إلى الضبابية في المشهد السياسي وخاصة الأحداث التي تجري في سوريا، وأثرها عليهم حيث يعتبر السوق السوري مهما للمزارعين في وادي الأردن لتسويق منتجاتهم الزراعية إضافة إلى أنه البوابة الرئيسية للتصدير إلى الأسواق الخارجية مثل تركيا وأروبا الشرقية وغيرها.
وقال رئيس إتحاد مزارعين وادي الأردن عدنان الخدام، أن القطاع الزراعي يمر الموسم الحالي بظروف قاسية وصعبة بسبب الأوضاع الإقتصادية السيئة التي يمر بها المزارعون، وتوقف التمويل الزراعي من الشركات الزراعية التي تمد المزارعين بمستلزمات الإنتاج الزراعي، وإرتفاع كلفها بنسبة 20% والسياسة التي تنتهجها وزارة العمل في استقدام العمالة الوافدة، والتي تكلف المزارعين مبالغ باهظة بعد ان رفعت أجورها، أضافة إلى أنها أصبحت غير مجدية في جلب العمال الوافدين، مما خلق حالة من التذمر والشكوى في أوساط الاف المزارعين على إمتداد منطقة الوادي.
وأضاف الخدام أنه ونتيجة للظروف الإقتصادية والتمويلية التي تعترض مسيرة الزراعة الأردنية في الوادي فقد تأخر الموسم الزراعي هذا العام عن سابقيه، ما ينذر بتقلص المساحات الزراعية، وهجر البعض للمهنة، وتأجير الرقعة الزراعية للعمالة الوافدة التي تسيطر حاليا على مايقرب من 30% من أراضي الوادي الزراعية البالغة مساحتها بحدود 350 الف دونم.
وأضاف الخدام انه يوجد في وادي الأردن 70 ألف بيت بلاستيكي تزرع بمختلف أنواع الخضروات المحلية والتصديرية لم يجهز منها هذا العام سوى 5% نظرا للظروف التي يمر بها المزارعين، كما أن الموسم الحالي شهد تراجعا في العقود التصديرية بنسبة 70% حيث انخفضت هذا العام إلى خمسة الاف عقد تصديري بدلا من 20 ألف عقد العام الماضي، بسبب تضرر المزارعين المتعاقدين من الأحداث الجارية في سوريا، والتي تعتبر المستهلك الأول للمنتج الزراعي الأردني، خلال فصل الشتاء وبنسبة 80% من حجم الصادرات الزراعية الأردنية من وادي الاردن إلى شتى أرجاء العالم.
وطالب الحكومة بدعم القطاع الزراعي وتعويضه من جامعة الدول العربية عن الخسائر التي لحقت به العام الماضي، وتخفيض كلف مستلزمات الإنتاج الزراعي وتوفير وسائط نقل مناسبة لتسويق المنتج الزراعي، ووضع استراتيجية للنقل البري والجوي للمنتج الزراعي الوطني، واستقدام عمالة آسيوية للعمل في القطاع الزراعي، حيث وصلت اجرة ساعة العامل الوافد حاليا إلى حوالي دينارين مما يزيد أعباء الكلف الإنتاجية.
وقال مدير زراعة وادي الأردن المهندس عبدالكريم الشهاب، أن القطاع الزراعي باشر بالتحضير للعروة التشرينينة منذ أكثر من شهرين، مطالبا المزارعين بالتركيز على النمط الزراعي والتنوع في الزراعات الخضرية.
إلى ذلك أكد أمين عام سلطة وادي الأردن المهندس سعد أبوحمور، توفر مياه ري مناسبة للمزارعين في الوادي للراغبين في الزراعة خلال العروات الزراعية المتتالية، مبينا أن السلطة تضخ يوميا حوالي 600 ألف متر مكعب من المياه للمزارعين في حالة البدء بالعروة التشرينية.
وأضاف أن وضعنا المائي بالمستوى المطلوب ولا مشاكل نقص مياه في الوادي، وأن السلطة جاهزة للتعامل مع كافة الحالات الإستثنائية التي ستطرأ عند الزراعة وتوفير المياه للراغبين بها زيادة عن أدوارهم الحقيقية، وساعات الري المقررة لكل وحدة زراعية.