حذرت وزارة الثقافة التونسية في بيان الثلاثاء من أن "تواتر الاعتداءات (السلفية) على التظاهرات الثقافية" في البلاد "ينذر باحتقان مذهبي غريب" عن المجتمع التونسي "المعروف بوسطيته".

وقالت الوزارة "على إثر إقدام بعض العناصر من التيار السلفي على الاعتداء (الخميس الماضي) على مهرجان الاقصى بمدينة بنزرت (شمال) وكذلك تواتر الاعتداءات على التظاهرات الثقافية في مناطق مختلفة من بلادنا، تدين وزارة الثقافة هذا المنزلق الخطير والغريب وتعتبر أن ما حدث ليس اعتداء على حرية التعبير والابداع فحسب وإنما ينذر باحتقان مذهبي غريب عن مجتمعنا التونسي المعروف بوسطيته وتسامحه واعتداله".

واهابت الوزارة "بجميع الاطراف التصدي لمثل هذه الظواهر المتطرفة" ودعت إلى "محاسبة الأطراف المتورطة وعدم التسامح معها".

وتوالت في الفترة الأخيرة اعتداءات لجماعات سلفية متشددة على التظاهرات الثقافية في تونس. ففي 16 الجاري، هاجم 200 سلفي مسلحين بالسيوف والهراوات والحجارة مهرجان "نصرة الأقصى" بمدينة بنرزت (شمال) احتجاجا على حضور المعتقل اللبناني السابق في اسرائيل سمير القنطار الذي اتهمهوه بتأييد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ما أسفر عن إصابة اربعة أشخاص بينهم ضابط أمن.

ومنع سلفيون في 15 اب/اغسطس فرقة موسيقية ايرانية من تقديم عرض في اختتام المهرجان الدولي للموسيقى الصوفية والروحية بولاية القيروان (وسط غرب) بدعوى ان الفرقة "شيعية". وفي 14 منه منع سلفيون في منزل بورقيبة بولاية بنزرت (شمال) عرضا مسرحيا للممثل الكوميدي التونسي لطفي العبدلي بذريعة "استهزائه بالدين".

وكانت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (مستقلة) حذرت من أن المجموعات السلفية "العنيفة والخارجة عن القانون والفالتة من العقاب تصول لتنشر الرعب وتعنف ماديا ومعنويا النساء والمثقفين والصحافيين والمبدعين والنقابيين والسياسيين ومناضلي حقوق الإنسان ولتعتدي على الحرية الأكاديمية وعلى المؤسسات التربوية ودور العبادة ومقرات النقابات والأحزاب السياسية مع ما رافق ذلك من توظيف للدين وتكفير للمواطنين وتخوينهم".


المصدر: الحقيقة الدولية