عمان - بترا - وفاء مطالقة - لم يبرح المقدسيون مدينتهم وظلوا مرابطين مدافعين عن الحرم القدسي وعن الوجود العربي فيها امناء على تراث الأمة الاسلامي والمسيحي.

ثلاثمئة ألف مقدسي في القدس الشرقية يتعرضون للاستفزاز اليومي من قبل المستوطنين وسلطات الاحتلال الاسرائيلي بهدف إفراغ المدينة من سكانها والسيطرة عليها بالكامل، وللمساهمة في كشف هذه المخططات وفضحها فقد قرر المؤتمر الإسلامي التاسع لوزراء إعلام منظمة التعاون الاسلامي الذي انعقد في العاصمة الغابونية في نيسان الماضي، اعتبار آخر يوم جمعة من شهر رمضان من كل عام يوما اعلاميا يسمى يوم القدس.

وشرحت السيدة ام خليل المقدسية لوكالة الانباء الاردنية (بترا) اوضاع الاهل في القدس ومعاناتهم اليومية تحت نير الاحتلال الاسرائيلي الغاشم.

وقالت «ان السلطات الاسرائيلية تواصل ممارساتها الرامية الى تهويد القدس عبر زيادة البؤر الاستيطانية داخل الأحياء الفلسطينية وإحداث خلل ديمغرافي فيها يؤدي بالنتيجة الى تهجير المقدسيين ليحل اليهود محلهم وفي بيوتهم».

واشارت الى ان اليهود السكناج (اليهود الغربيون) يحتلون البيوت التي تعجبهم عبر دخولها والاستيلاء عليها عنوة تحت حماية افراد من الجيش الاسرائيلي ، موضحة انهم قد يستولون على غرفة داخل المنزل ويحتلونها ويبدأون بممارسات استفزازية لسكان البيت عبر شتمهم والقاء القمامة عليهم ، ما يؤدي الى استسلام الأهل خاصة اذا كانت العائلة تضم فتيات.

واستعرضت ام خليل ما يتعرض له المقدسيون من تضييق ومماطلة خاصة فيما يتعلق بإصدار رخص البناء التي تكلف مبالغ طائلة اضافة الى طول المدة الزمنية التي تستغرقها والتي قد تصل الى ست سنوات من اجل استخراج رخصة بناء ما يضطرهم الى البناء بدون ترخيص ودفع غرامات مالية باهظة ناهيك عن قلق وترقب صدور قرار بالهدم في اي وقت.

وبينت ان دولة الاحتلال قائمة على الجباية وفرض الضرائب الباهظة من العرب، مشيرة الى ان المقدسيين يعملون ليل نهار نساء ورجالا من اجل دفع الضريبة والمخالفات المفروضة عليهم.

وقالت انه يتم دفع الضرائب والمخالفات عبر اللجوء الى محام من اجل الموافقة على تقسيط قيمة المخالفات وما ان تنتهي السنة الا وتأتي مخالفة جديدة.

واكدت ان المقدسي يدفع ثمن المنزل مئة مرة قبل ان يحتصل على رخصة البناء عبر الضرائب والمخالفات ، وبعدها قد يصدر قرار جائر بالهدم وعلى حسابه الخاص.

واضافت ان كلفة اصدار رخصة البناء قد تصل الى 150 الف شيكل اي ما يعادل 30 الف دينار حسب مساحة البناء اضافة الى ما يدفعه المقدسي للمحامي اتعاب المطالبة بالترخيص.

وقالت ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي ترتكب العديد من الممارسات التي تستهدف الشباب فهناك كميات كبيرة من المخدرات تدخل المدينة وتستهدف الشباب الفلسطيني خاصة.

وفيما يتعلق بالوصول الى المسجد الاقصى والصلاة فيه قالت «ان الإغلاق يتم في نقطة بعيدة نضطر من عندها الى السير على الاقدام للوصول الى المسجد».

وحول التعليم المدرسي بينت انه مقسم الى قسمين الاول وتشرف عليه وزارة التربية والتعليم الاسرائيلية ويدرس المنهاج الاسرائيلي الذي يخلو من اي ذكر للقضية الفلسطينية ، وفيه الدراسة مجانية والمعلمون من العرب، مشيرة الى انه اذا وصل للسلطات الاسرائيلية ان احد المعلمين تجاوز المنهاج الاسرائيلي يتم فصله على الفور، في حين ان الجزء الثاني (المدارس الخاصة) فتدرس منهاجا تابعا للسلطة الفلسطينية، ورسوم هذه المدارس مرتفعة جدا.

امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان قال «ان الخطر الصهيوني لا يتهدد القدس وحدها ، ولا فلسطين وحدها ، ولا الاردن وحده ، بل يتهدد العالم العربي والاسلامي كاملا».

واكد ان الاردن يتحمل العبء الأكبر مما تحتاجه القدس والشعب الفلسطيني عامة، وهو يقوم بما يمليه عليه الواجب الديني والقومي، لأنه يؤمن بأن اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية هو الاساس لإحلال الامن والسلام في المنطقة وعلى المستوى المحلي والدولي.

وتحدث عن عمل اللجنة الذي وصفه بأنه تنسيقي واعلامي ، حيث تقوم بتوثيق اعتداءات اسرائيل أولا بأول وانتهاكاتها لحقوق الانسان الفلسطيني ، ورصد معاناة الشعب الفلسطيني في القدس في كل مناحي حياته ، وما يعانيه هذا الشعب يوميا من عذابات نتيجة الحصار ونتيجة مصادرة الهويات والجدار العازل ومتابعة كل هذه القضايا ، واعلام جامعة الدول العربية ومنظمة العمل الاسلامي واليونسكو ولجنة القدس التي يرأسها ملك المغرب بكل هذه المعلومات.

وقال ان اللجنة تقوم برصد احتياجات الشعب الفلسطيني في القدس، ورصد عمل المؤسسات الاهلية ومخاطبة الجهات المعنية حول احتياجاتها ومحاولة جلب التبرعات وتغطية النفقات اللازمة لبعض المؤسسات العاملة في القدس كالجامعات ومراكز الايتام.

كما تقوم بإعلام الجهات المختصة والمعنية مثل وزارتي الاوقاف والخارجية ومنظمة اليونسكو بكل ما تقوم به اسرائيل في القدس من اعتداءات.

وتشترك اللجنة في عضوية مؤسسة القدس الدولية ومقرها بيروت ، وفي لجنة إعمار المسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفة وفي المؤتمر الاسلامي العام لبيت المقدس ، وفي عضوية المؤتمر العام لنصرة القدس ومقره المغرب العربي.

ويتولى الاردن ممثلا بوزارة الاوقاف الاشراف على اكثر من 40 مدرسة في القدس ومؤسسات اجتماعية تعنى بالعمل الاجتماعي في القدس ، اضافة الى القضاء الشرعي في القدس مشيرا الى ان اكثر من 600 موظف في القدس تابعون للوزارة.