العربية. نت
أثارت استضافة التلفزيون المصري في مداخلة هاتفية محللاً عسكرياً إسرائيلياً يُدعى إيال عليما من تل أبيب، مدتها دقيقة ونصف الدقيقة، استنكاراً شديداً بين عدد كبير من مشتركي مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، واعتبره البعض كسراً لحظر التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.

وعلّق المحلل الإسرائيلي على أحداث تشييع جنازة شهداء أحداث رفح، قبل الانتقال بعدها إلى اتصال هاتفي آخر مع الدكتور عبدالمجيد سويلم، المحلل السياسي الفلسطيني.

وطالب عدد من الصحافيين من خلال حساباتهم الخاصة على "تويتر" بتطبيق قرارات الجمعية العمومية لنقابة الصحافيين الخاصة بحظر التطبيع على العضو صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام الحالي، وذلك لكونه المسؤول عن التلفزيون المصري الذي استضاف الخبير الإسرائيلي خلال تغطية خاصة لقناة النيل للأخبار.
وطالب عليما، في اتصال هاتفي أثناء التغطية المباشرة على الهواء لتشييع جنازة 16قتيلاً في أحداث رفح، كلاً من الجيش المصري والإسرائيلي بـ"استخلاص العبر من وراء حادث سيناء، وضرورة العمل على تشديد الإجراءات الأمنية في الفترة القادمة".

وأضاف عليما "العبرة الأكبر التي يجب أن نتخذها من ذلك الحادث هي ضرورة التكاتف بين الجانبين لعدم تكرار تلك الحوادث مرة أخرى في البلدين"، متهماً قطاع غزة بأنه على علاقة مباشرة بمنفذي الأحداث في رفح.

ومن جانبها، قالت الدكتور ليلى عبدالمجيد، أستاذة التلفزيون بكلية إعلام جامعة القاهرة، إن استضافة التلفزيون المصري للمحلل الإسرائيلي كسر حاجزاً نفسياً عميقاً لدى الشعب المصري الذي يرفض جميع صور التطبيع مع الجانب الإسرائيلي.

وأضافت أن التلفزيون المصري لم يكن يسمح حتى بنشر صور الشخصيات الإسرائيلية الرسمية عقب حرب أكتوبر، وهو القرار الذي بدأ يتغير شيئاً فشيئاً وبدأنا نتقبل صورهم، والأمر مقبول من الناحية المهنية العقلية، بحسب قولها، التي تسمح بالرجوع إلى المصادر الأطراف في الحدث.

وتعد استضافة التلفزيون المصري للمحلل الإسرائيلي من خلال نشرة أخبار للتعليق على الأحداث هي المرة الأولى منذ معاهدة كامب ديفيد.

وأكد الدكتور عماد جاد، الخبير في العلاقات الإسرائيلية، لافتاً إلى أن الأمر يعني تحولاً في عقيدة التلفزيون المصري، فنحن - بحسب قوله - في مرحلة "كسر المسلمات".

وقال سامح رجائي، مسؤول التغطية الإخبارية بالقناة: "ما حدث هو اجتهاد من المحررة المسؤولة، لكنها اجتهدت فأخطأت".

وأكد رجائي أن ذلك ليس تطبيعاً مع إسرائيل، موضحاً أن الاستضافة تمت عقب انتهاء الجنازة، وارتأت المحررة - بحسب قوله - أن تقدم جميع الأطراف في الحوار، حيث هاتفت بعدها طرفاً ينتمي لحركة حماس، وآخر من مصر، وفقاً لـ"بوابة الأهرام" المصرية.