الحقيقة الدولية - غزة-علي البطة

لم يتردد لحظةً واحدة في التبرع بإحدى كليتيه لشقيقه الذي عانى طوال سنوات من فشل كلوي في سجون الاحتلال الصهيوني، فأسرع لإنقاذ حياة الشقيق المحرر من سجنه قبل أشهر قليلة ليكون سبباً في إطالة حياته، فإذا بالشقيق المريض يشفى وبالصحيح المتبرع يفارق الحياة.

فالشاب حازم محمود النمورة (30 عامًا) شقيق الأسيرين المحررين في صفقة تبادل الأسرى التي تمت في أكتوبر الماضي، أنيس وأكرم النمورة، تبرع بكليته لشقيقه المحرر أنيس بعدما عانى فشلا كلويا طيلة 12 عامًا من اعتقاله داخل سجون الاحتلال.

فور تحرر أنيس بالصفقة وابعاده إلى قطاع غزة، سافر شقيقه حازم للملكة الاردنية الهاشمية وتبرع بكليته لشقيقه، الذي عانى سياسة الإهمال الطبي، حسب نادي الاسير الفلسطيني.

عاد حازم الى مسقط الرأس في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، بعد نقل كليته لشقيقه قبل فترة قصيرة، فإذا بصحته تتدهور سريعاً لينقل فوراً الى مستشفى الخليل الحكومي، ففارق الحياة هناك وسلم الروح الى بارئها.

وأفرج الاحتلال الصهيوني عن الأسيرين النمورة في الـ18 من أكتوبر الماضي تنفيذًا للمرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، حيث كانا يقيضان حكمًا بالسجن المؤبد بتهمة تفجير عبوة ناسفة بدبابة صهيونية ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة عدد آخر والانتماء لكتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح.

قصة عائلة النمورة المأساوية بدأت منذ اللحظات الاولى للإفراج عن الشقيقين، إذ كانت والدتهم على موعد مع القدر بعد أيام من الافراج عن الشقيقين ، فما أن وصلت غزة واستقبلت ابنيها ، وحزمت حقائبها لتقفل عائدة الى الخليل فاذا بها تعود جثةً هامدة.

ويعيش أنيس وأكرم والعشرات من الاسرى المحررين الذين أبعدوا وفق بنود صفقة التبادل الى غزة ، حياة مشتتة، لا تختلف كثيراً عن حياة سجون الاحتلال سوى في سعة المساحة ، لكن الابتعاد عن الأهل والبيت لا زال ينغص حياة هؤلاء.

وتتمثل مأساة التشتت التي تعيشها عائلة النمورة في بيوت العزاء التي ستقام لحازم، إذ، لم يكتف ببيت عزاء واحد في مسقط الرأس بالخليل فقط عند عائلته، وإنما سيكون بيت عزاء ثاني عند الشقيقين في غزة اللذين يعيشان في ظروف انسانية قاسية.