الرباط ـ حسن الأشرف
ينجذب آلاف المصلين المغاربة نحو عدد من أئمة وقُراء التراويح الذين صاروا "نجوما" لشهرتهم التي اكتسبوها بفضل أصواتهم الندية والرخيمة، حيث يستقطبون أفواجا كبيرة من المصلين الذين يفدون من كل حدب وصوب إلى مساجد هؤلاء القراء "النجوم".

واعتبر البعض بأن عودة قطاع كبير من المغاربة إلى الصلاة في شهر رمضان، وخاصة في التراويح لسماع الأصوات الجميلة للمقرئين المُجودين، صالحهم مع بيوت الله التي تكاد تكون فارغة من عموم المصلين في باقي شهور السنة.

ويساهم تواجد القراء المشهورين في عدد من بيوت الله، خلال صلاة التراويح خاصة، في خلق رواج لافت في ليالي رمضان، حيث تكثر الحركة في الأماكن المحاذية لتلك المساجد، ومن ذلك رواج أصناف كثيرة من التجارة التي يتعاطاها الشباب العاطل عن العمل.


قراء "مشاهير"


ويعد الشيخ عمر القزابري أحد أشهر قراء القرآن بالمغرب، حيث حظي بشهرة إعلامية وشعبية لافتة خاصة لدى إمامته للمصلين في صلاة التراويح التي تنقلها القناة السادسة الدينية كل ليلة في رمضان منذ سنوات، كما أنه يؤم آلاف المصلين في أحد أكبر مساجد العالم، مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء.

ويرفض القزابري وصفه بالقارئ النجم أو الشهير، لأن المشاهير بالنسبة إليه يعملون في مجالات أخرى مثل الغناء وكرة القدم والرياضة والسينما، وبالتالي لا يليق بإمام حامل لكتاب الله يوصل كلام الله إلى عباده أن يتصف بالنجم المشهور، أو يسعى لأن يكون "نجما".

واستطرد القزابري بأن النجوم تكون عادة في السماء لتهدي الناس سبيلهم في الليل البهيم خاصة في البوادي والصحراء، مشيرا إلى أنه جاء في الأثر: "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم"، وبالتالي ـ يضيف القزابري ـ لا أصلح أن أكون نجما لأنني بدوري احتاج إلى نجم ينير لي طريقي نحو الله.

وبخصوص ظاهرة انجذاب الآلاف من المصلين يوميا إلى الصلاة خلفه في التراويح، أفاد القارئ بأن أعداد المصلين تكثر بشكل هائل في رمضان وفي التراويح خاصة، لكنها خارجه تتناقص تدريجيا للأسف مبرزا بأن الذين يأتون للصلاة خلفه لا يحضرون من أجل شخصه أو ذاته، وإنما لسماع كلام الله مُرتلا كما أمر الله بذلك.

وغير القزابري قراء "نجوم" كُثُر يجذبون آلاف المصلين يوميا في تراويح رمضان بفضل ما حباهم به الله من أصوات جميلة ومؤثرة، منهم العيون الكوشي وعبد الهادي كنون ومصطفى الغربي ومحمد الإيراوي وغيرهم في الدار البيضاء، والدكتور عبد الرحيم النابلسي ووديع شاكر ورشيد إفراد في مساجد مراكش، وعبد العزيز الكرعاني وأبو بكر بلفول وحسن مسيمك وأحمد الخالدي في مساجد الرباط وسلا.


رواج تجاري


وترافق صلاة التراويح في المساجد التي يؤم فيها القراء "النجوم" حركية ورواج كبيران في الجنبات والأحياء المحيطة بها، حيث يكثر البيع والشراء قبل الصلاة وبعدها، ويستغل الباعة المتجولون الحضور الكثيف للمصلين لعرض بضائعهم المختلفة.

ويقول رشيد بندحو، بائع متجول، إنه يجد فرصة ذهبية في عرض بعض السلع الصغيرة كل ليلة في رمضان بالقرب من أحد مساجد الرباط التي يصلي فيها قارئ اشتهر بصوته الذي يقلد فيه صوت الشيخ عبد الرحمن السديس، ويأتي إلى الصلاة خلفه مئات المصلين كل صلاة تراويح.

وتابع البائع المتجول إن ليالي رمضان بالنسبة له موسم تجاري لا يعوض حيث يبيع فيها ما قد لا يبيعه في سائر شهور السنة المتبقية، وذلك بسبب خاصية الاستهلاك الشره الذي يغلب على طباع قطاع عريض من المغاربة في شهر رمضان، ثم بسبب تواجد العديد من الناس في مثل هذه المساجد التي يؤم الصلاة فيها قراء يمتلكون خامات صوتية جيدة.