العربية.نت
يعيش إخوان الجزائر، ممثلاً في حركة مجتمع السلم، أزمة سياسية غير مسبوقة، تمثلت في انسحاب قياديين كبار من المجلس الوطني للحركة، أبرزهم وزير الأشغال العمومية، عمر غول، المقرب من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.

وأعلن الوزير عمر غول تأسيس حزب جديد باسم "تاج" وهو اختصار لتجمع أمل الجزائر، كما أنه الحزب الثاني المنشق عن الحركة الأم، حمس، بعد حزب التغيير الذي أسسه القيادي السابق في الإخوان، عبد المجيد مناصرة.

وذكرت صحف جزائرية اليوم الجمعة أن رئيس مجلس الشورى لحركة مجتمع السلم عبد الرحمان سعيدي أعلن عن دخول الحركة في وضعية أزمة، بعد إعلان ثمانية أعضاء من المكتب الوطني، وكذا في مجلس الشورى استقالتهم من الحزب، مؤكداً استحالة تجاوز الأزمة بإغفالها.

وقبيل انعقاد الدورة العادية لمجلس الشورى التي تجري اليوم الجمعة بأحد الفنادق بالعاصمة، أعلن ثمانية أعضاء من المكتب الوطني استقالتهم من الحركة، ويتعلق الأمر بكل من نائب رئيس الحركة حمو مغارية، والأمين الوطني المكلف بالشؤون الاقتصادية محمد جمعة، وكمال ميدا المكلف بالإعلام وأحمد لطيفي أمين الإدارة والمالية، وعبد القادر عبد اللاوي المكلف بشؤون المنتخبين وعبد الحليم عبد الوهاب مسؤول أمانة الطلبة والشباب، والطاهر بلخيري الذي انسحب منذ فترة من الحركة إلى جانب كمال قرقوري.

ويمثل الأعضاء المستقيلون 50% من أعضاء المكتب الوطني، الذي يتكون من 18 عضواً، وقد دفعت هذه المستجدات ما تبقى من تشكيلة هذه الهيئة لعقد اجتماع طارئ، كما عقد رئيس مجلس الشورى لقاء مطولاً مع رئيس الحركة أبو جرة سلطاني تناول الخطوات الواجب اتخاذها لتفادي اتساع رقعة النزيف الذي طال هذه المرة أعضاء قياديين.

وعلم أن الحزب الجديد للوزير غول سيطرح ملف اعتماده سيتم قبل نهاية شهر أغسطس/آب المقبل، في حين سيكون الإعلان الرسمي خلال شهر سبتمبر/أيلول المقبل، وقال مصدر بالحزب الجديد إن "تاج، هي التسمية المختصرة للتشكيلة الجديدة، وهي عبارة عن خلاصة ثلاثية للتيار الإسلامي والوطني والديمقراطي، وهي التيارات الثلاثة التي طبعت الجزائر قبيل الاستقلال".

ويرى مراقبون أن انفجار الوضع في حركة الراحل الشيخ محفوظ نحناح، ناتج عن أخطاء ارتكبتها القيادة الحالية بزعامة الشيخ أبو جرة سلطاني، آخرها قرار الخروج من التحالف الرئاسي، المؤيد للرئيس بوتفليقة، مقابل الدخول في تحالف الإسلاميين باسم "الجزائر الخضراء، أملاً في تحقيق فوز الإسلاميين في انتخابات البرلمان الماضية، لكن النتائج كانت مخيبة للآمال".

وتبع ذلك قرار من "إخوان الجزائر" طلب بموجبه من وزرائه في الحكومة الاستقالة احتجاجاً على شبهة تزوير الانتخابات، وهو قرار لم يلق القبول في أوساط الحركة التي لديها أربعة من الوزراء في الحكومة، بينهم الوزير عمر غول، المقرب من الرئيس بوتفليقة.

ويبدو أن وزير الأشغال العمومية الذي فاز بعضوية البرلمان بقوة عن ولاية العاصمة، رفض الالتزام بقرار الحركة، فقرر أخيراً إنشاء حزب جديد، يؤسس لمرحلة تراجع شديدة في حياة "إخوان الجزائر"، تختلف عن الظروف التي يعيشها تنظيم الإخوان في بلدان الربيع العربي.