الحقيقة الدولية – نابلس - قيس أبو سمرة



قالت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في بيان لها أنها رصدت في الآونة الأخيرة تصعيداً لنشاطات أذرع الاحتلال الصهيونية ومنظماته في الدعوة إلى تسريع بناء الهيكل على حساب المسجد الأقصى-عشية ما يطلق عليه الاحتلال " التاسع من آب- ذكرى خراب الهيكل" المزعوم، والذي تسبقه ما يطلق عليه الاحتلال بـ "المفاهيم الدينية" أيام المصريين- تمثلت بأكثر من حملة إعلامية تدعو إلى بناء الهيكل، بالإضافة إلى تكثيف نشاطات لمنظمات صهيونية تعمل على التدريب العملي على بناء الهيكل المزعوم.



وأشارت "مؤسسة الأقصى" أن تصريحات الاحتلال ومشاريعه التهويدية على الأرض تشير إلى أن الاحتلال ما زال يحلم بتطبيق وتحقيق أسطورته الصهيونية ببناء الهيكل على حساب الأقصى، وان كان يحاول أن يتدرج في تنفيذ هذا الحلم الأسطوري من خلال عمليات الاقتحام المتكررة من قبل المستوطنين ، والتي أصبحت شبه يومية، وأدائهم للشعائر اليهودية في ساحات الأقصى، ومن خلال حفر الأنفاق أسفل ومحيط المسجد الأقصى وتحويلها إلى شبه مدينة يهودية دينية سياحية، أو من خلال محاصرة الأقصى بعشرات الكنس اليهودية والأبنية التهويدية.

ونبهت "مؤسسة الأقصى" في بيانها إلى ضرورة اخذ هذه المساعي الاحتلالية والحملات الإعلامية بعين الخطر، وبالتالي العمل على مستوى الأمة الإسلامية جمعاء من اجل حفظ المسجد الأقصى والدفاع عنه .



وبحسب رصد "مؤسسة الأقصى" فقد عمدت أكثر من منظمة يهودية في الأيام الأخيرة إلى توزيع عشرات آلاف النسخ الالكترونية والورقية لنشرات ومطويات تدعو إلى تسريع بناء الهيكل، تتضمن صوراً ومجسمات للهيكل المزعوم ومواصفات ومراحل بنائه، والألبسة والطقوس التي سيؤديها "الكهنة" ، ومن المنظمات التي نشطت في هذه الحملة هي منظمة"حباد" الحريدية.



في السياق نفسه فقد نشطت منظمات مماثلة إلى تنظيم أيام دراسية حول ضرورة بناء الهيكل ، بمشاركة عدد من أعضاء الكنيست اليهود من بينهم "ارييه الداد"، بالإضافة إلى تنظيم معارض تعرض مجسمات للهيكل، إلى جانب تنظيم ورشات عمل تطبيقية لكيفية بناء الهيكل المزعوم.

وأشارت "مؤسسة الأقصى" أن آخر هذه الحملات الإعلامية ما تداولته مواقع الإعلام لمقطع فيديو عبارة عن عرض التلفزيون الإسرائيلي أول الإعلانات الجديدة بعنوان " تسعة آب : الأولاد جاهزون"، والتي تروج لبناء ما يسمى بـ "الهيكل اليهودي" المزعوم من جديد على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، واللافت في هذا الإعلان الجديد أنه يصور عائلة إسرائيلية تلهو على شاطئ البحر، والأب منهمك في قراءة خبر عن الرئيس المصري محمد مرسي، ويقوم أبناؤه الصغار ببناء الهيكل على الشاطئ الرملي، في إشارة لقيام الأبناء بما عجز عنه الآباء، ومع نجاح الأبناء في هذا، بحسب الإعلان، يقوم الأب برمي الجريدة الإسرائيلية من بين يديه وبها صورة الرئيس المصري، الذي كان الخبر المنشور عنه يشغل بال الأب، في إشارة إلى أن تولي مرسي منصب الرئيس لن يعطل إسرائيل أو يمنعها من بناء الهيكل.



ويبدأ الإعلان بصورة لصبي وفتاة يلعبان على شاطئ البحر، حيث تمتزج ضحكاتهما مع صوت الأمواج، مشهد يوحي بالسكينة التامة والاسترخاء. ثم تنتقل بنا الكاميرا لترينا الوالد يضع واقي الشمس على وجه طفله، ليعود بعدها إلى كرسيه يطالع جريدته مراقباً في الوقت عينه ولديه.



وتجول بنا المشاهد لنرى الولدين يلهوان فرحين بالرمال، فنكتشف بعدها أن ما خلناه مجرد لهو، يتحول إلى تصميم جدي على بناء مجسّم رملي، لكنه ليس أي مجسم، وإنما الهيكل المزعوم، وسرعان ما يلاقي الوالد طفليه بناء على إصرارهما، فتتحلق العائلة الصغيرة حول الهيكل، رامياً الصحيفة على الأرض، لتكشف صورة يتيمة، صورة واضحة دون غيرها للرئيس المصري.