واشنطن - منى الشقاقي
تكتظ العاصمة واشنطن صيفا بالطلبة المتدربين الذين يقضون أشهر الصيف في مؤسسات إعلامية وحكومية وخيرية من أجل اكتساب الخبرة العملية. وفي العادة يختار الطلبة المؤسسات التي تتناسب مع توجهاتهم السياسية واهتماماتهم، إلا أن مؤسسة جديدة تدعى "قصة جديدة" تعمل على تغيير هذا النموذج عبر كسر الصورة النمطية بين الإسرائيليين والفلسطينيين خاصةً.

ويستضيف برنامج "قصة جديدة" 10 طلبة على مدى شهرين ويجبر المتدرّبين على الخروج من الأطر الفكرية المريحة التي اعتادوا عليها.
اكتشاف الطرف الآخر
وهكذا تتدرب أ‫ور أمير الإسرائيلية، التي تدرس في جامعة تل أبيب والتي خدمت في الجيش الإسرائيلي، في صندوق العمل من أجل فلسطين، بينما يتدرب وليد عيسى، الفلسطيني الذي يدرس في جامعة مينيسوتا، في مؤسسة السلام الآن اليهودية.

ويكتب وليد في المدوّنة الالكترونية ويتابع الإعلام الإسرائيلي وأور تساهم في إعداد النشرة الالكترونية الفلسطينية.

وقال وليد: "أكبر تحد لي في البداية كان أن أعرف ماذا فعل الإسرائيليون الذين يعملون في "السلام الآن" أثناء خدمتهم في الجيش الاسرائيلي، هل هدموا بيوتا فلسطينية او قتلوا فلسطينيين؟"، وتابع مؤكداً أنه شعر بالطمأنينة بعد أن أكدوا له أنهم لم يشاركوا في أي من هذه الأعمال.

أما أور فكشفت أنها كانت مرتاحة عندما دخلت إلى مكتب صندوق العمل من أجل فلسطين قائلةً: "لم أشعر بالغرابة، بل شعرت، كإسرائيلية من أصول مغربية، أن الألوان والروائح واللغة قريبة لي".
اختلاف حول التطبيع
وبدوره شدد وليد على أنه لا يحبّ استخدام كلمة "التطبيع" لوصف البرنامج، مضيفاً: "أنا لست هنا لكي أحب الإسرائيليين، بل هنا لأفهمهم كجيران"، معترفاً بأنه كان يعتقد بان كل الاسرائيليين سواء، وأصبح الآن اكثر علما بالاختلافات في الآراء بينهم.

ومن جانبه لم ير غيث العمري مدير صندوق العمل من أجل فلسطين عيبا في وصف "التطبيع" شارحاً: "بالتأكيد هناك ضرورة للتطبيع، وإحدى أكبر المآسي التي حصلت أثناء السنوات الأخيرة عندما تمت زيادة الحواجز ومنع الفلسطينيين من دخول إسرائيل هو غياب الاتصال بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وهذا لا يخدم إلا التطرف ويزيد من الصور النمطية بين الجانبين".

يذكر أن مؤسستا "السلام الآن" و"صندوق العمل من أجل فلسطين" لا تختلفان في هدفيهـما، إذ إنهما مؤسّستان ملتزمتان بحلٍ يضمن "دولتين مستقلتين".

وشدد أوري نير المتحدث باسم "السلام الآن" على أن برنامج تبادل المتدربين هو الوجه العملي لحل الدولتين.

أما وليد فرد على من ينتقد برنامج "قصة جديدة" قائلاً: "انا لست مستح مما أفعل، وأشجع كل من يختبئ في الزاوية أن يخرج من زاويته".