عمان - بترا - استبعدت شركة الكهرباء الوطنية فصل الاحمال الكهربائية خلال ما تبقى من صيف عام 2012 "ما لم يحصل خروج قسري لوحدات توليدية يتزامن مع موجة حرارية اكثر شدة من الموجة الحرارية التي شهدتها المملكة اخيرا".

وردا على سؤال قال مدير عام الشركة الدكتور غالب معابرة في تصريح لوكالة الانباء الاردنية (بترا) انه في حال تجدد مثل هذه الحالة سيتم الاعلان المسبق عن اية فصولات محتملة للطاقة الكهربائية، وذلك بالتنسيق مع هيئة تنظيم قطاع الكهرباء وشركات التوزيع. وقال ان لدى النظام الكهربائي في المملكة القدرة الكافية على مواجهة الاحمال الكهربائية للفترة المقبلة وحتى انتهاء موسم الصيف الحالي نظرا لانخفاض الاحمال الكهربائية من 100-150 ميغاواط خلال شهر رمضان المبارك، اضافة الى انخفاضها بشكل كبير جدا خلال فترة عيد الفطر وانخفاض احتمالية تكرار موجات الحر بعد عيد الفطر المتوقع ان ينتهي في الحادي والعشرين من شهر اب المقبل بالإضافة الى عودة الوحدات التوليدية للنظام الكهربائي بعد خروجها قسريا والمتوقع مع بداية الشهر المقبل.

وعن الاطفاءات المبرمجة التي حدثت اخيرا قال الدكتور معابرة ان النظام الكهربائي في المملكة تعرض خلال الاسبوع الثالث من شهر تموز الحالي الى ظروف تشغيلية استثنائية تمثلت في موجات الحرارة العالية التي تعرضت لها المملكة والتي رفعت درجة درجات الحرارة الى اكثر من 40 درجة مئوية.

كما ان النظام شهد خروجا قسريا لبعض الوحدات التوليدية الاساسية في النظام الكهربائي الاردني، بالتزامن مع انخفاض شديد في كميات الغاز التي صدره الى الجانب المصري الى المملكة، كما ان الاستطاعة التوليدية الاسمية للنظام الكهربائي الاردني التي تبلغ حاليا 3100 ميغاواط تراجعت الى 2450 ميغاواط بتأثير الارتفاع الشديد في درجات الحرارة الذي بدوره ادى الى تراجع اداء الوحدات التوليدية بشكل ملحوظ حيث فقد النظام الكهربائي 250 ميغاواط نتيجة لذلك.

وتابع المعابرة تعداد التحديات التي واجهت النظام الكهربائي قائلا ان الاستطاعة التوليدية للوحدات التي خرجت للصيانة الطارئة بلغت 260 ميغاواط، كما ادى تراجع اداء وحدات الدورة المركبة نتيجة تشغيلها على وقود الديزل بدلا من الغاز الطبيعي الى حوالي 140 ميغاواط فقط اضافية من الاستطاعة التوليدية، وبذلك اصبحت اجمالي الاستطاعة التوليدية المتاحة في النظام الكهربائي الاردني 2450 ميغاواط في حين بلغ الحمل الاقصى للنظام الكهربائي الاردني 2770 ميغاواط فاقمها وضع الشبكة الكهربائية المصرية الذي لم يكن بأفضل حال حيث عانت من ظروف مشابهة من حيث ارتفاع درجات الحرارة والخروج القسري لبعض وحداتها التوليدية، ما ادى الى انعدام فرصة استيراد اية طاقة كهربائية من الجانب المصري لسد العجز التوليدي في الشبكة الكهربائية الاردنية، الامر الذي اضطرت معه شركة الكهرباء الوطنية الى اللجوء لفصل الاحمال الكهربائية الزائدة عن الاستطاعة التوليدية المتوفرة.

وقال ان شركة الكهرباء الوطنية تنسق عمليات الفصل مع شركات توزيع الكهرباء الثلاث العاملة في المملكة، حيث يتم الطلب من شركة توزيع الكهرباء وشركة كهرباء محافظة اربد بتزويد مركز المراقبة والتحكم الوطني التابع لشركة الكهرباء الوطنية-باعتبارها لا تملك مراكز تحكم خاصة بها– بأولويات فصل الاحمال لدى كل شركة مع الاخذ بالاعتبار عدم فصل الاحمال عن مغذيات المياه والمراكز الحيوية في المدن.

كما يقوم مركز المراقبة والتحكم الوطني بدوره بفصل الاحمال عند الحاجة وفقا للاولويات المزودة له من شركات التوزيع كما ويتم تدوير فصل الاحمال بين المواطنين بحث لا تزيد فترة الفصل على ساعتين عن كل مواطن، اما فيما يخص شركة الكهرباء الاردنية وكونها تمتلك مركز تحكم خاص بها فيتم الطلب منها فصل احمال بمقدار 60-70 بالمئة من مقدار الحمل المنوي فصله، وتقوم بدورها بفصل هذه الاحمال وفقا لاولوياتها، كما تقوم بتدوير عملية فصل الاحمال بين مستهلكيها بالطريقة التي تراها مناسبة.

واشار الدكتور معابرة الى ان عملية فصل الاحمال خلال موجة الحر الاخيرة التي وقعت خلال الفترة من 17 الى 19 تموز الحالي قد تم بين الساعة العاشرة صباحا والسادسة مساءً وبالتدوير بين المستهلكين، وبلغ متوسط اجمالي الطاقة الكهربائية المفصولة للايام الثلاثة حوالي 2 بالمئة من اجمالي الطاقة الكهربائية المستهلكة.

واكد الدكتور معابرة ان اي فصل للاحمال الكهربائية خارج هذه الفترة ليس ناتجا عن نقص الاستطاعة التوليدية وانما ان حدثت في اي منطقة فبسبب مشاكل فنية تعاني منها الشبكات الكهربائية لشركة التوزيع العاملة في تلك المنطقة.

وقال الدكتور المعابرة "ان مثل هذه الامور تعد امورا اعتيادية" تتعرض لها الشبكات الكهربائية في معظم دول المنطقة، بل ان معظم الدول المجاورة تعاني من انقطاعات مستمرة في الطاقة الكهربائية تصل الى 10 ساعات يوميا عن كل مستهلك.