صنع سائق فلسطيني من قطاع غزة سيارة كهربائية من مواد مُعاد تدويرها وأدوات محلية دون الحاجة لأي قطع خارجية من سيارات أخرى.

المبتكر منذر القصاص يعمل سائق أجرة عمومي، وينتظر بشكل شبه يومي على محطات البترول لتعبئة سيارته بالوقود كي يُمارس عمله، إلا أنّ أزمة انقطاع الوقود المستمرة دفعته لصناعة هذه السيارة كمرحلة أولى في شكلها الحالي.

وقال القصاص لمراسل وكالة "صفا" إنّه يعتزم تطوير السيارة الكهربائية ضمن مرحلة ثانية لتعمل على الطاقة الشمسية، بدلاً من الكهربائية.

وتتكون السيارة من بودي عبارة عن حديد وخشب ومواتير كهربائية يتم شحنها عن طريق البطاريات التي يتم وصلها بفيش بالكهرباء.

وتشبه السيارة في شكلها الحالي تلك المستخدمة عالميًا في نوادي الجولف والمطارات، لكنّ القصاص يعتزم تطويرها لخدمة أمور أخرى كالاستخدام الشخصي.

تفاصيل الابتكار

ويتم التحكم بالسيارة بالأيدي فقط دون الأرجل، كما تحتوي لوازم السيارات الأخرى كالإضاءة والغمازات والبريكات، فيما تحمل وزن شخصين أو ثلاثة (وزن من 120 – 150كجم).

ويقوم القصاص في المرحلة الحالية بعمل تجارب ميكانيكية على السيارة لتطوير هيكلها وكراسيها، ويحب أن يشير بافتخار إلى أنّه صنّع مكوناتها بنفسه دون الحصول على أي أدوات من سيارات أخرى.

وأشار المخترع الفلسطيني إلى أنّ السيارة تمشي مسافة تُقدّر بـ 20 كيلو متر في الساعة، موضحًا أنّها لا يُمكن أن تسير بشكلها الحالي أكثر من ذلك بسبب مشاكل الطرقات في قطاع غزة وكثرة المطبات الأرضية.

وكتب القصاص على السيارة الكهربائية التي استغرق صناعتها نحو 50 – 70 ساعة "صُنع في فلسطين"، تأكيدًا على قدرة الشباب الفلسطيني دخول مجال الاختراعات إذا توفرت الموارد المالية والإمكانات.

وأكدّ أنّ المرحلة الصعبة في تصنيع السيارة انتهت، وأنّ المرحلة الثانية عبارة عن كماليات أخرى لإضفاء لمسات مطورة عليها.

مرحلتها الثانية

ويعتزم القصاص وضع أبواب وسقف مناسب للسيارة لتشغيلها بالطاقة الشمسية، بعد نجاح المرحلة الأولى بكل معنى الكلمة، حسب وصفه.

سيارة كهربائية اخرى في مدينة الخليل

ويأمل أن تطوع السيارة لاحقًا لتستخدم كسيارة إسعاف مزودة بأكسجين وإسعافات أولية لاستعمالها في حالة الطوارئ، أو استخدامها للاستخدامات الشخصية أو نقل الركاب".

القصاص الذي يعمل بجهود فردية ودون مساعدة حكومية أو غيرها، يجاهد للتغلب على العائق المادي الذي يؤخر البدء بالمرحلة الثانية من تطوير السيارة.

وللقصاص ابتكارات عديدة غيّرت حياة الكثيرين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأصحاب الحالات الصحية الصعبة والمصابين بالشلل الرباعي، إضافة إلى الذين لا يستطيعون ممارسة نشاطات الحياة اليومية بشكل طبيعي.

وابتكر القصاص خلال السنوات السابقة عدد من الأدوات والأجهزة الكهربائية والطبية، من ضمنها مشروع زايد لمصابي الشلل الرباعي والذي قدم من خلاله عدة أجهزة للمعاقين كالتحكم بريموت التلفزيون عن طريق الرأس أو اللسان حسب الإعاقة.

كما اخترع جهاز للتحكم بالكمبيوتر لاسلكيًا من خلال الرأس لأصحاب الشلل الرباعي، وطوّر أول كرسي كهربائي في غزة يعمل بالذقن.