انتهت المنتخبات الأوروبية الكبرى من عمليات الإحلال أو التثبيت في الأجهزة الفنية قبل شهرين من بدء التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل.


وكان المنتخب الروسي هو آخر القوى الكبرى حسما لاختيار المدير الفني إذ باتت تتجه كافة المؤشرات نحو تعيين الإيطالي فابيو كابيللو في منصب المدرب خلفا للهولندي ديك أدفوكات.


وتواجه روسيا تصفيات صعبة حيث ستتنافس على صدارة المجموعة السادسة مع البرتغال التي استعادت بريقها مع المدرب الشاب باولو بنتو الذي قاد الفريق إلى نصف نهائي كأس أمم أوروبا "يورو 2012" الشهر الماضي.


ويواجه الدب الروسي أزمة حقيقية تتمثل في ارتفاع متوسط أعمار أغلب عناصره الأساسية وخاصة النجم أندري أرشافين (31 عاما) والذي يواجه تحديا للإبقاء على مستواه قبل عامين من المونديال.


ولعل الاتحاد الروسي قرر الاستعانة بكابيللو في ظل النجاح الذي حققته المدرسة الإيطالية محليا، فمواطنه لوتشيانو سباليتي حقق لقب الدوري مع زينيت سان بطرسبرج.



واعتاد زينيت أن يعكس جنسية مدربه على المنتخب، فبينما تولى ادفوكات مسئوليته كان الهولندي الآخر جوس هيدينك يقود الدب الروسي إلى نصف نهائي يورو 2008.


أما فرنسا التي طوت صفحة جديدة من مسلسل عدم انضباط لاعبي المنتخب بعد الخروج من ربع نهائي يورو 2012 فقررت الاستعانة بقائد الجيل الفائز بكأس العالم 1998 ديدييه ديشامب ليخلف زميله السابق لوران بلان.


ويعتبر ترتيب حظيرة الديوك من الداخل أبرز التحديات التي يواجهها ديشامب قبل بدء التصفيات التي تلتقي فيها فرنسا بالجارة إسبانيا بطلة العالم وأوروبا، فضلا عن بيلاروسيا وجورجيا وفنلندا ضمن المجموعة التاسعة.


ويبدو أن اخيتار ديشامب تأثر بطبيعة شخصيته القيادية، فالاتحاد الفرنسي أدرك حاجة لاعبي المنتخب إلى مدرب قوي الشكيمة يستطيع فرض سيطرته على اللاعبين المتمردين أمثال سمير نصري وباتريس إفرا وغيرهما.


وفي هولندا، قرر برت فان مارفيك التخلي عن منصبه بعد ثلاث هزائم في يورو 2012 ظهر خلالها الفريق بصورة مغايرة عما كان عليه في كأس العالم 2010 حين بلغ المباراة النهائية.


وعادت إدارة الطواحين مرة أخرى للمدرب المخضرم لويس فان جال وهو القرار الذي لاقى انتقادات كبيرة خاصة من الأسطورة يوهان كرويف الذي تساءل عن جدوى منح الثقة لرجل فشل في المهمة من قبل.


وأخفق فان جال في قيادة هولندا إلى نهائيات كأس العالم 2002 رغم وجود كتيبة من الأسماء اللامعة في فريقه وقتها أمثال باتريك كلويفرت ومارك أوفرمارس وياب ستام والأخوين فرانك ورونالد دي بور.


وكان من المتوقع أن يدخل المدافع السابق رونالد كومان في دائرة الترشيحات بعدما حقق نجاحات على مستوى تدريب الأندية داخل هولندا وخارجها.


وتواجه هولندا مجموعة ليست بالسهلة في التصفيات حيث تصطدم بتركيا والمجر ورومانيا، بجانب إستونيا وأندورا في توقيت يتقرب فيه جل لاعبي الفريق البرتقالي من حاجز الثلاثين.



وانتهت مغامرة المدرب الكرواتي سلافن بيليتش مع منتخب بلاده ليخلفه في المنصب زميله السابق في جيل برونزية مونديال 1998 إيجور ستيماتش والذي يواجه صراعا بلقانيا مع صربيا ضمن المجموعة الأولى.


وتأمل صربيا في تعويض الغياب عن اليورو بتأهل إلى المونديال بقيادة مدربها الجديد سينيسا ميهايلوفيتش الذي لن يتحدى كرواتيا فحسب، بل أيضا بلجيكا واسكتلندا وويلز ومقدونيا.


وفي المقابل، فإن إسبانيا لم تجد بدا من الإبقاء على المدرب فيسنتي ديل بوسكي بعد أن جمع بثنائية اليورو والمونديال، وهو نفس ما ينطبق على إيطاليا مع تشيزاري برانديلي الذي قاد الأتزوري عكس التوقعات إلى بلوغ نهائي يورو 2012 على حساب إنجلترا وألمانيا.


وتلعب إيطاليا في مجموعة واحدة مع الدنمارك بقيادة المستمر منذ عشر سنوات مورتن أولسن، والتشيك التي أبقت على المدرب ميشال بيليك بعد بلوغ ربع نهائي اليورو، فضلا عن بلغاريا وأرمينيا ومالطا.


ولا يملك الألمان سوى الرهان مرة أخرى على المدرب يواخيم لوف الذي يقدم فريقه دوما عروضا قوية تجعله مرشحا للقب أية بطولة يلعبها ثم يسقط في الأمتار الأخيرة فخسر نهائي يورو 2008 ونصف نهائي مونديال 2010 ويورو 2012.


وتلعب ألمانيا ضمن المجموعة الثالثة مع السويد التي ودعت اليورو بفوز مستحق على فرنسا بقيادة المدرب إريك هامرين، بجانب أيرلندا التي أبقت على المدرب الإيطالي المخضرم جيوفاني تراباتوني رغم تعرضها لثلاثة هزائم في البطولة.


وفي إنجلترا، يستقر المنصب في يد المدرب الوطني روي هودسون رغم الخروج من ربع نهائي اليورو بعد عروض دفعت الهداف السابق ألان شيرار إلى التشاؤم بشأن مستقبل الفريق في المونديال.


وتلعب إنجلترا في التصفيات ضمن المجموعة الثامنة الصعبة التي تضم أوكرانيا وبولندا ومونتنجرو، بجانب مولدافيا وسان مارينو.


وأخيرا حافظت اليونان على المدرب البرتغالي فرناندو سانتوس ليقود سفينتها في المجموعة التي ستنافس سلوفاكيا والبوسنة على صدارتها.