بهدف رائع وأداء أروع .. حقق فريق الهلال السعودي فوزاً تاريخياً على مانشستر سيتي بطل الدوري الانجليزي، في المباراة الدولية الودية التي جمعتهما بالنمسا في إطار معسكر الاعداد للموسم الجديد الذي يقيمه الهلال حالياً في ألمانيا، والمان سيتي في النمسا .

أحرز هدف الهلال التاريخي نواف العابد في الدقيقة 68 من عمر اللقاء ، ففتح به الباب على مصراعيه ليتولى جيل الدوسري والجهني والفرج ، قيادة الكرة الهلالية في المرحلة المقبلة، فيما فضح عنصر الرعونة وضعف اللياقة الزهنية والبدنية التي تعكس فلسفة الكرة التي يعرفها جيل أحمد الفريدي وسعد الحارثي وياسر القحطاني .



بدأ الفريق الهلالي اللقاء بتغييرات جوهرية في التشكيل ، حيث اعتمد المدير الفني الفرنسي كومبواريه، في العمق الدفاعي على عبدالله الدوسري ويحيى مسلم ، ودفع بمحمد نامي في مركز المدافع الأيمن ، وعلى جانب الأيسر المدافع عبدالله الزوري ، فيما دفع بسلمان الفرج في منتصف الملعب مع محمد الفريدي ليمثلان عنصر الدعم للمهاجمين ياسر القحطاني وسعد الحارثي ، أما في محور الارتكاز فاحتفظ المغربي عادل هرماش بمركزه .

على الجانب الأخر اعتمد روبرتو مانشيني على مواجهة الهلال عبر الجبهتين في محاولة لفتح وتوسيع مساحات الملعب التي تجهض افتراضية إغلاق الهلال لمناطقه الدفاعية، فدفع يساراً بكولاروف ، فيما كان زباليتا مفتاح الجبهة اليمنى ، ولعب تيفيز دور المناور الهجومي من تحت رأس الحربة الصاعد الإيطالي اسكابوزي ، ومن خلف هؤلاء لاعب الارتكاز وعقل الفريق يحيى توريه .

مع مرور الدقائق الخمس الأولى بدأ لاعبو الهلال الدخول في أجواء المباراة تدريجياً ، وساعدهم على ذلك تمتعهم بحالة من الهدوء الانفعالي فاستطاع عادل هرماش أن يلعب دور المحطة الكروية في وسط الملعب والتي تتسلسل منها الكرة بين أقدام سلمان الفرج والفريدي لتكوين شكل جمالي قبل السعي لمحاولة الوصول إلى مرمى المان سيتي .

وعلى الجانب الانجليزي ، كشفت التمريرات المفقودة ، والبطء الحركي عن عدم وصول فريق المان سيتي إلى فورمة المباريات ، وهو مازل في طور الحمل البدني العالي الذي يؤثر بشكل مباشر على الرشاقة والمرونة في الأداء والحركة التكتيكية .

بعد مرور عشر دقائق أجاد فيهم وسط ودفاع الهلال وحرما نجوم السيتي من خطف المبادرة ، رفض سعد الحارثي التعامل بجدية ومسؤولية مع التمريرة التي أهداها له هرماش داخل منطقة جزاء السيتي ، ليسدد الكرة برعونة غريبة إلى خارج القائم الأيمن للحارس الانجليزي .


رغم إهدار الحارثي للفرصة الأولى للهلال ، إلا أن ثقة لاعبي " الموج الأزرق " الهلال أخذت في التزايد ، فكرر الفريدي مقطوعة التمرير القصير في وسط الملعب ، وفتح نامي الجبهة اليمنى ، والزوري للجبهة اليسرى ، وفرض زعيم الأندية السعودية نفسه على أرض الملعب، فيما بدأ مانشيني التحرك ناحية خط الملعب لتوجيه اللاعبين لتعديل عملية التحرك وتبادل المراكز مع التركيز أكثر في التمرير لتفادي الاحراج أمام الزعيم السعودي .


لم يكن الفريدي بالأفضل من الحارثي في التعامل مع الفرص المتاحة، فأهدر فرصتين متشابهتين سدد الأولى برعونة إلى خارج المرمى ، والأخرى بغرابة في أقدام الدفاع بدلاً من التمرير للمهاجم ياسر القحطاني الذي فرضت أنانية الفريدي عليه العزلة والاكتفاء بلعب دور المتحرك بدون كرة .


بروح وتكتيك جديدين ، دخل الهلال شوط المباراة الثانية فارضاً إسلوب مخالف يغلب عليه الاعتماد على معدل السن المنخفض الذي يميل أداء لاعبيه إلى السرعات المناسبة لمجارات سرعات المان سيتي ، فأجرى المدرب عدد من التغييرات الجوهرية بداية من الحارس حسن العتيبي الذي حل بدلاً من خالد شراحيلي ، ثم دفع بمحمد الشلهوب كصانع لعب بدلاً من الفريدي ، وبجواره فهد الجهني ونواف العابد وعبداللطيف الغنام كلاعب ارتكاز بجوار هرماش ، وعلى الجانب الهجومي دفع المدرب بالكوري الجنوبي ينج سو الذي لعب بمفرده كمهاجم بدلاً من الحارثي والقحطاني ، فتحول إسلوب اللعب الهلالي إلى 4-5-1 إمتلك به الفريق منطقة وسط الملعب .

على الجانب الأخر، سحب مانشيني معظم لاعبي الخبرة أمثال تيفيز وزباليتا وكولاروف ويحيى توريه وكمبني .. إلا أن هذا الإحلال والتبديل الذي ذهب إليه فكر مانشيني ، منح الفريق الهلالي فرصة أكبر للاستحواذ والثقة في تنفيذ عملية الغزو الهجومي بغية تسجيل هدف التقدم والشرف .. ومع قدوم الدقيقة 68 تمكن نواف العابد من تسجيل هدف الهلال التاريخي بعد فاصل من التمرير المتبادل الايجابي بين العابد والشلهوب انتهت بتسديدة رائعة للعابد سكنت الزاوية اليسرى الأرضية لمرمى السيتي .. ليرسل العابد والشلهوب برسالة إلى زميليهما الفريدي والحارثي في كيفية التعامل مع موهبتهم الكروية بمسؤولية وجرأة ورغبة أكيدة في تحقيق الفوز للفريق .


الهدف الهلالي الرائع ، فرض واقعاً جديداً على اللقاء من خلال تماسك لاعبي الهلال أكثر ، فيما اتسم أداء لاعبي المان سيتي بالغربة فيما بينهم ، من خلال التحركات المتناقضة والتمريرات غير الدقيقة في المكان والزمان .. فمرت الدقائق المتبقية من اللقاء دون تغيير ، فيما عدا تكريث مكتسبات الهلال في هذا اللقاء من خلال منح الأولوية لجيل العابد وبقيادة الشيخ الشلهوب ، والاكتفاء بما مضى من مساندة الأسماء الجماهيرية التي تأخذ أكثر مما تعطي في الملعب .