الدار البيضاء - فاطمة العوفي
يتزامن حلول شهر رمضان كل سنة مع تحركات ناشطين مغاربة يطالبون برفع سقف الحريات الفردية، وآخرها حركة شبابية تدعو لاحترام حرية عدم الصيام خلال هذا الشهر.

وكانت أول تلك التحركات التي أثارت جدلاً واسعاً في الشارع المغربي هي المطالبة بإلغاء الفصل 490 من القانون الجنائي المغربي الذي ينص على معاقبة كل رجل وامرأة تم ضبطهما وهما يمارسان الجنس خارج إطار العلاقة الزوجية.

وكان لوزير العدل والحريات المغربي مصطفى الرميد تدخل في الجدل القائم حول الحريات الفردية، حيث رفض رفع التجريم عن العلاقات الجنسية بين البالغين والبالغات خارج الزواج، واصفاً هذه الممارسات بـ"الفساد".
قانون يجرّم الإفطار علناً
ولم يلبث الشارع المغربي يهدأ من هذا الملف المتصل بالحريات الفردية حتى نهضت حركة شبابية جديدة تسعى إلى ترسيخ مفهوم آخر وهو الحرية في عدم صيام شهر رمضان والإفطار علناً.

وتأتي هذه المطالبات استكمالاً للاحتجاج الذي بدأ سنة 2008 ضد القانون 222 الذي يجرم الإفطار في رمضان علناً.

واتخذت حركة "ماصايمينش" (لن نصوم) من موقع فيسبوك مساحة لها للتعبير عن آرائها التي لقيت انتقادات واسعة، حيث رأى العديد من المغاربة أن هذه الحركة هي استفزاز لمشاعر المسلمين.

واستهلت الحركة صحفتها بهذه العبارات: "الحدث الأبرز خلال رمضان، كلوا واشربوا أينما وحيثما وكيفما تريدون، تحية لكل اللادينين عبر العالم".

كما كتبت الحركة على صفحتها: "هذا فضاء للتعارف بين هذه الفئة من المجتمع، على اختلاف معتقداتهم، وليس لمناقشة أي قضايا دينية، سياسية أو غيره".
رسالة للمسلمين
وتوجّه القائمون على الحركة إلى المسلمين المتدينين قائلين: "لكل مسلم تقيّ محارب للفتنة، نقول له: المنكر موجود حولك ولم يبدأ ولن ينتهي معنا، هناك حانات وبيوت دعارة وبنوك ربيوية وعلب ليلية وتجارة مخدرات. اذهب وجاهد هناك أولاً".

وأوضح القائمون على الحركة قائلين: "نحن لا نريد استفزاز شعور أي أحد، فالمسلم الحق يصوم عن اقتناع وإن كان وحده في ذلك، أرجو أن تكون هذه النقطة واضحة للجميع".

كما وقع اختيار أعضاء حركة "ما صايمينش" على أغنية Happy Nation أي "أمة سعيدة" لكي تكون أغنية الحركة الرسمية، وتدعو كلمات الأغنية إلى مناجاة الروح، والعيش معاً رغم كل الاختلافات من أجل إنسانية أخوية، كما تمجد الأغنية أفكار الإنسان وتعتبرها أزلية.