عمان - سعود عبدالمجيد - يشكل الانفاق على المنبهات جزءا لا يستهان به من محفظة سائقي التكسي والحافلات أو الباحثين عن استراحة قصيرة على الطريق.
عبدالله سوريك، سائق تكسي لا تجذبه رائحة القهوة فحسب إلى الأكشاك المنتشرة في طريقه، بل الرغبة في الراحة والحديث مع زملائه السائقين عن أوضاع الطرق وحالات الأزمة وبعض القضايا الإجتماعية والقصص.
يقول سوريك الذي التقته «الرأي» جانب كشك في شارع الجامعة الملكة رانيا العبدالله «أتوقف عدة مرات خلال رحلة البحث عن الرزق، للراحة قليلا وتبديل المزاج من خلال احتساء القهوة».
ويضيف سوريك الذي يفضّل القهوة ذات السعر الأعلى (غلي) «يجمع الكشك بين بيع القهوة والسجائر، لذا لن أعجز عن الجمع بين شرب القهوة وتأمين علبة سجائر محلية الصنع خلال استراحتي».
ونشطت ظاهرة بيع القهوة على الطرقات خلال التسعينات من القرن الماضي، وتطوّرت في أسلوبها من مجرّد بسطة تقدّم «القهوة الصب» دون غلي، إلى محلات خاصة ذات أسماء وفروع مختلفة.
ويتراوح سعر فنجان القهوة ما بين 25 قرشا (قهوة صب) إلى 40 قرشا للقهوة المغلية، فيما يرتفع السعر أكثر من ذلك إذا كان البن من نوعية فخمة، فيما يتراوح سعر علبة السجائر ما بين دينار في حدها الأدنى إلى نحو 1.8 دينار.
ولم يحل سعر القهوة وحصتها من دخل سوريك دون الاستمرار في هذه العادة، ويقول «أدخن علبتي سجائر وأشرب أكثر من كوب قهوة يوميا، إلا أن الشعور بالراحة والحديث مع الناس في محطات التوقف يطغى على الكلفة التي تشكل 10%-15% من دخلي».
ويظهر مسح نفقات ودخل الأسرة الأردنية لعام 2010 أن إنفاق الأردنيين على التبغ والسجائر ارتفع بنسبة 36.5% ليبلغ 480.7 مليون دينار مقارنة مع 352.3 مليون دينار في مسح العام 2008.
ويرى سائق الحافلة أبو سند أن استراحة لاحتساء القهوة بضع دقائق، تخفف ضغوط العمل وتجدد النشاط رغم الكلفة الشهرية التي تترتب عليه والتي يقدّرها بـ 100 دينار شهريا.
ويقول «الوقفة على خط الحافلة أو في مجمع الحافلات تسمح بالتواصل مع زملاء المهنة والناس وتبادل الأحاديث تتيح نوعا من التواصل الاجتماعي يفتقده سائق الحافلة مع ساعات العمل الطويلة».
ويخصص رجل المبيعات المتجوّل محمد صبحي ما نسبته 2% من دخله لشراء القهوة.
ويقول «أنا غير مدخن لكني من المدمنين على شرب القهوة، ورغم المتاعب الصحية التي تسببها القهوة لي إلا أنني أشرب القهوة مستمتعا بالأجواء التي تنتشر على الطريق».
ويظهر مسح نفقات ودخل الأسرة الأردنية لعام 2010، أن الأردنيين يستهلكون 16.8 مليون كيلو غرام من القهوة المطحونة والحب سنويا، وحوالي 2.6 مليون كيلو غرام من الشاي ، فيما تصل كميات استهلاك الكاكاو إلى 428 ألف كيلوغرام.
ويغري الإقبال على هذا النوع من المحلات المستثمرين لتقديم خدمات القهوة وبيع السجائر في أكثر من فرع، متحمّلين كلف الإيجارات التي ترتفع كلما كانت على طريق رئيسي، في سبيل تحقيق مردود جيد.
ويقول خالد السمهوري، صاحب محل بيع قهوة على الطريق «يصل نمو الزبائن شهريا في محلي إلى 10% شهريا، من المدخنين والمدخنات وشاربي القهوة من الذكور.
ويرى أن زيادة الضغط على المواطن تدفعه لشراء أنواع من التبغ «سيجار» تعتبر أعلى تركيزا من ناحية المكونات وأعلى سعرا ، والذي يزيد من استهلاكها تطوير الشركات لأنواع تحمل مذاقات مختلفة.
وارتفعت اسعار التبغ بنسبة 1,15% خلال النصف الاول من العام الحالي مقارنة بذات الفترة من العام الماضي،
فيما ارتفعت اسعار البن والشاي والكاكاو 4.8% لذات الفترة .
وبحسب عاملين في محلات بيع القهوة على الطرقات، يتراوح الدخل الشهري لأصحاب المحلات ما بين 700 دينار لتصل إلى نحو 2000 دينار، تعتمد في ارتفاعها أو انخفاضها عن هذا المعدل على موقع المحل ونوع الخدمات التي يقدمها.