تونس - منذر بالضيافي
يعتبر الكثير من المراقبين للمشهد السياسي التونسي بأن المؤتمر التاسع لحركة النهضة، الحزب الإسلامي الذي يحكم تونس بعد ثورة 14 يناير 2011، الذي ينطلق الخميس 12 ماي ويتواصل إلى غاية 15 ماي الجاري، سيكون أهم حدث سياسي في تونس سواء بالنسبة للحزب الحاكم، أو لمستقبل تطور الوضع السياسي العام في تونس، في علاقة بمسار الانتقال الديمقراطي. خاصة وأن البلاد تستعد لمواعيد هامة، لعل أهمها الانتهاء من صياغة الدستور، والمرور إلى الاستحقاق الانتخابي الذي يتوقع أن يكون خلال شهر مارس 2013 مثلما أكد ذلك الفريق الحاكم الحالي.
المؤتمر المنعرج
وأكد المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي في لقاء مع "العربية.نت" أن أهمية مؤتمر النهضة تكمن في كونه ينعقد في مرحلة دقيقة من تاريخ الحركة، بعد أن انتقلت من المعارضة إلى السلطة والحكم، وبالتالي يشكل فرصة للتعرف على هوية هذه الحركة كحزب حاكم، ومقدرة كوادرها على تقييم المرحلة وتحديد طبيعة العلاقة التي هي الآن في حالة تشكل بين الحزب والدولة".

وقال نجيب الغربي الناطق الرسمي باسم حركة النهضة وعضو مكتبها السياسي، "إن المؤتمر سيحضر جلسته الافتتاحية أكثر من 30 ألفا بين ضيوف ومؤتمرين، وحوالي 500 صحفي وستقوم ثلاثة قنوات تلفزيونية بتأمين نقل جلسته الافتتاحية مباشرة، وسيكون من بين الضيوف خاصة الأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية".

وهناك تسريبات عن حضور شخصيات أخرى هامة، منها عبد العزيز بالخادم أمين عام جبهة التحرير الوطني الجزائرية والمستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي والسيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة السوداني والشيخ حسن عزالدين مسؤول العلاقات العربية بحزب الله وأبو العلاء ماضي رئيس حزب الوسط المصري.

إضافة إلى مشاركة عدد من القيادات التاريخية التي انقطعت صلتها بالحركة، على غرار الشيخ عبد الفتاح مورو الذي لا يستبعد أن يعود لقيادة الحركة من جديد.
وفي علاقة بالمشهد السياسي العام في البلاد، أشار الغربي إلى أن اللجنة العليا لإعداد المؤتمر قامت بتوجيه دعوات إلى كل الأحزاب التي قاومت الدكتاتورية، وأقصت من ذلك الأحزاب التي بعثتها شخصيات قريبة من حزب الدستور الذي حكم البلاد أكثر من نصف قرن".

كما يتضمن برنامج المؤتمر التاسع فقرات وتظاهرات ثقافية وفنية ستنشطها رموز وشخصيات معروفة مثل المفكر الإسلامي ليث شبيلات والمفكر الفلسطيني منير شفيق والدكتور عزام التميمي مدير قناة الحوار اللندنية وندوة حول الحركة الإسلامية ومسيرة التغيير يحضرها راشد الغنوشي وصدر البيانوني وصلاح الدين الجورشي وعبد الوهاب الافندي ولقاءات حول الثورة والفن ومستقبل الإعلام العمومي.
إضافة إلى تنظيم مجموعة من السهرات الموسيقية.