مع قرب موعد انطلاق الموسم الجديد لكرة القدم الأردنية 2012-2013، ومع قرب انتهاء الأندية من مسلسل تعاقداتها مع اللاعبين، فإن كثيرا من المستجدات التي طرأت فوق السطح قد تساهم في بعثرة موازين القوى لدى الفرق بعد مواسم طويلة خلت كانت فيها الألقاب تنحصر دائما بين القطبين الفيصلي والوحدات.

المتتبع لبورصة انتقالات اللاعبين الأردنيين، يجد بأن كثير من الفرق المتميزة افتقدت لعناصر قوتها نظرا لضعف قدراتها المالية في ظل الأزمة التي تعيشها الغالبية في هذا الجانب ، فضلا عن الإرتفاع "الصاروخي" الذي أصاب سعر اللاعب الأردني والذي بات مطلبا لدى كثير من الأندية العربية والآسيوية، ويبدو أن سبب هذا الإرتفاع اللافت للأنظار مبعثه حالة الألق التي شهدها المنتخب الأردني وتوجت ببلوغه لأول مرة في تاريخه الدور الحاسم للتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم.

ولو استعرضنا الواقع الجديد لهذه الفرق مع قرب انتهاء فترة الإنتقالات، فإننا نجد بأن فريق الفيصلي بطل ثلاثة الألقاب المحلية في الموسم الماضي (الدوري والكأس ودرع الإتحاد) ، افتقد لعدد من لاعبيه البارزين يتقدمهم هدافه أحمد هايل الذي لا يزال يدرس العديد من العروض الخارجية فضلا عن رائد النواطير الذي وقع أمس الأحد لشباب الأردن ناهيك عن انتقال محمد العتيبي لصفوف فريق الرمثا، واحتراف بهاء عبد الرحمن مع التعاون السعودي وتوجه علاء مطالقة ووسيم البزور وعصام مبيضين ومهند المحارمة إلى نادي شباب الأردن واحتراف عامر وريكات مع ذات راس، وهنا نجد بأن الفيصلي خسر عددا كبير من لاعبيه المتميزين الذين شكلوا في الموسم الماضي عنصر القوة بالفريق وبخاصة هايل والنواطير وبهاء عبد الرحمن.

الفيصلي استقطب في فترة الإنتقالات المحترف الإيطالي ابن زينجا والمحترف السوري محمد حيان الحموي وبات قريبا من التعاقد مع الفلسطيني أشرف نعمان مثلما استقطب من شباب الأردن اللاعب يوسف النبر، ومن هنا يتضح بأن الفيصلي سيظهر في الموسم المقبل بفريق غالبيته من الوجوه الجديدة.

وينطبق كذلك الأمر على فريق الوحدات الذي أخطأت إدارته بوضع سقفا للتعاقدات قدره 30 ألف دولار، لأن وضع سقف للتعاقدات يعني وضع سقف للطموحات، ومن هنا كان الفريق يفتقد لعناصر بارزة كهدافه محمود شلباية وكنجمه السابق عامر ذيب الذي وقع لليرموك فضلا عن اعارته لمحمد المحارمة لصالح شباب الأردن وكان قريبا من التخلي عن نجمه عبدالله ذيب بداعي الإحتراف في تايلند لولا رفض اللاعب نفسه للعرض المقدم، دون أن نغفل عن امكانية حصول نجمه الأول حسن عبد الفتاح لعرض احترافي من أحد الأندية الخليجية وبخاصة مع قرب تشافيه من الإصابة.

وتبدو ظروف الوحدات أفضل إلى حد ما من الفيصلي ، ذلك أن الوحدات جدد التعاقد مع السوري بلال عبد الدايم وتعاقد مع مواطنه مهند ابراهيم وجدد لنجم الخبرة محمد جمال لنصف موسم ويبحث حاليا عن استقطاب الروماني جوليان إلى جانب قرب الإتفاق مع المدافع السوري أحمد ديب، في حين بقي لاعبوه الآخرين محافظين على مكانهم بصفوف الفريق مع الإشارة إلى العودة القوية المتوقعة لنجمه أحمد عبد الحليم وبروز نجم المستقبل أحمد الياس.
ذلك كله يقابله قيام عدد من الأندية بتعزيز صفوف فرقها بلاعبين مميزين ، فشباب الأردن بات مرشحا للعودة للمنافسة على ألقاب البطولات وهو ما أعلنه رئيس النادي سليم خير في أكثر من جلسة حيث استقطب لاعبين مميزين أمثال رائد النواطير ومهند المحارمة ووسيم البزور وشادي ذيابات ومحمد المحارمة ويقترب حاليا من التعاقد مع لاعبين اثنين من سوريا أحدهما أحمد حاج محمد فضلا عن مهاجمه الكونغي كبالنجو.

ويعد فريق اليرموك من الفرق التي أبرمت صفقات مميزة أيضا من شأنها أن تعيده لواجهة المنافسة بقوة حيث تم التعاقد مع النجم عامر ذيب وقصي أبو عالية وتجديد عقد أمجد الشعيبي فضلا عن احتمالية عودة الخطر ياسين البخيت حيث يشكل هؤلاء مجتمعين مصدر رعب لكافة الفرق المتنافسة لما يتمتعون به من قدرات فنية وفردية هائلة قد تدفع اليرموك لإحتلال مراكز متقدمة وإحراج الكبار في عديد من اللقاءات.

ولم يختلف حال فريق الرمثا كثيرا عن السابق حيث ظهر خلال الموسم الماضي كمنافس حقيقي على البطولات وتوج وصيفا للدوري، ذلك أن الرمثا حافظ على محترفيه السوريين خالد البابا وباسل الشعار وتعاقد مع السوري ماجد الحاج بدلا للبناني محمد قصاص وفي حال نجح بإقناع حمزة الدردور ومصعب اللحام على التوقيع فإن الرمثا سيواصل مسيرة ألقه الموسم المقبل وهو محافظا على عناصر قوته الكاملة.

واجتهدت بقية الأندية في عقد صفقات مع عدد من اللاعبين مرسخة المقولة الشعبية (على قد لحافك مد رجليك) حيث لم تكن تلك الصفقات مميزة بالصورة المطلوبة التي قد ترشح هذه الفرق لتصبح منافسة على الألقاب والأمر ينطبق على فرق البقعة والجزيرة والمنشية وذات راس وشباب الحسين والصريح والعربي.
نسرد كل ذلك، لنقول بأن خارطة المنافسة في الموسم المقبل قد تتغير في ظل (التعزيزات) التي شهدتها بعض الفرق وتحديدا شباب الأردن واليرموك، ومع الحالة المتطورة للرمثا فإن فريقي الفيصلي والوحدات سيجدان منافسة شرسة على الألقاب مع انطلاق الموسم المقبل، مما يجعلنا نتنبىء بموسم كروي ساخن.