لا يمكن لأحدٍ أن يتخيل أن يقوم الرئيس المصري محمد مرسي بإبعاد القوى الإخوانية داخل مكتب الإرشاد من مؤسسة الرئاسة، اذ يعلم تماماً أن فريق عمل الجماعة سانده ودعمه حتى وصل إلى منصب رئيس الدولة، ولا بد من دفع الفواتير وتصعيدهم داخل مؤسسة الرئاسة لرد الجميل إليهم، والإستعانة بخبراتهم للاستفادة منها إقتصادياً وسياسياً.

خيرت الشاطر

الحاكم بأمره من خلف الستار؛ وهو النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين، والمفاوض الجيد مع قيادات المجلس العسكري حول مؤسسة الرئاسة، والذي طالب سابقاً بضرورة أن يستعيد من الجيش البرلمان الذي تم حله وإلغاء الإعلان الدستوري المكمل وتسليم السلطة.

ولا تخفى على أحد سطوة وسيطرة الشاطر على كل كبيرة وصغيرة داخل جماعة الإخوان المسلمين، كل ذلك وغيره مما يملكه الشاطر في جعبته السياسية يجعل من الرئيس محمد مرسي لبنة طرية في يده يشكلها كيفما يشاء ويحركها في الاتجاهات التي يحددها لها دون اعتراض، الأمر الذي يجعلنا أمام صورة طبق الأصل من صور نظام الرئيس السابق حسني مبارك، فالدلائل كافة تشير إلى أن الشاطر سيكون رئيسا لديوان رئاسة الجمهورية ليس بصفة قانونية أو رسمية، ولكن من داخل مكتب الإرشاد بعيداً عن القصر الجمهوري.

محمود عزت

"عراب" صفقات مكتب الإرشاد يُعرف بأنه "الأخطبوط الإخواني" كما يلقبه شباب جماعة الإخوان المسلمين، يلعب الدور الثاني داخل مكتب الإرشاد بدهاء شديد، ففي السابق اختير عزت ليمارس دوره المعتاد في تلقي المعلومات من المهندس خيرت الشاطر أثناء فترة سجنه بطرة لتوصيلها إلى أعضاء مكتب الإرشاد، ويحاول بقدر الإمكان أن يحجز لنفسه مكاناً بين رجال الرئيس في المستقبل القريب.

ورغم أنه الأقل ظهوراً بين قيادات الإخوان في القرارات المصيرية إلا أنه الأكثر حضوراً في عناوين الصحف، كما يقدس نائب المرشد العمل التنظيمي السري ويميل للإبتعاد عن العمل في العلن علاوة على أنه يركز على أولوية بقاء الجماعة ككيان سياسي بغض النظر عن بقاء دورها في المجتمع لخدمة الدي.

كما يُحسب له رأب الصدع بين مكتب الإرشاد وشباب الجماعة، وكان يضع صوب أعينه دائماً حلم وصول الجماعة إلى سدة الحكم، وقد تحقق الحلم بإعلان مرسي رئيساً للجمهورية الثانية ليبدأ عزت رحلة جديدة بحثاً عن ذاته بين رجالات نظام الإخوان الجديد داخل قصر الرئاسة.

حسن مالك

"أوناسيس" الجماعة وعقلها الاقتصادي، الذي لا يفضل الظهور في الصورة كثيراً منذ خروجه من السجن عقب تنحي الرئيس السابق؛ رغم أنه يمسك بين يديه مفاتيح خزائن الإقتصاد السري لجماعة الإخوان المسلمين، فضلاً عن أنه لا يحبذ حضور إجتماعات الإخوان المعلنة ويمارس دوره الاقتصادي القوي داخل الغرف المغلقة وفي الإجتماعات السرية.

يرأس مالك الجمعية المصرية لتنمية الأعمال "إبدأ" وهدفها تكوين لوبي من رجال الأعمال الإخوان برئاسته، بعد إنهيار إمبراطورية رجال أعمال مبارك، لكنه لا يهدف الى إعادة تجربة زواج المال بالسلطة كما فعل مبارك ورجال أعماله.

محمود حسين

"الطيب" الذي يحبه الرئيس باعتباره أحد أقوى الشخصيات داخل جماعة الإخوان المسلمين، لن يكون بعيداً عن مؤسسة الرئاسة، خاصة أنه يعرف ببشاشة وجهه عند تلقي النقد من الآخرين، وهو ما دفع الجماعة إلى الإستعانة به في الأوقات الحرجة.

وعلى الرغم من عدم ظهوره كثيراً بوسائل الإعلام لدرجة أن الكثيرين لا يعرفونه، إلا أن الجماعة لجأت إليه ليكون متحدثا إعلامياً لها بجوار خيرت الشاطر، وقد شن حسين هجوماً على المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد الإعلان الدستوري، وإتهم المجلس العسكري تعمده تشويه صورة الإخوان للوصول إلى ما وصل إليه من حل البرلمان لنقل سلطة التشريع إليه، ليظل حاكماً بالفعل.

ودافع حسين عن الإخوان المسلمين بضراوة وقال إنهم ليسوا السبب في تعطيل تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، وأرجعها الى الأقلية السياسية التي تعطل تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور وليس الإخوان المسلمين، لأنهم لا يريدون أن تكون غالبية التيار الإسلامي ممثله بشكل كبير في التأسيسية.

عصام العريان

"وزير إعلام" الجماعة على غرار صفوت الشريف الذي عمل لفترة طويلة متحدثاً رسمياً لمبارك ونظامه، يحاول العريان أن يقوم بمثل هذا الدور مستغلاً خبرته الطويلة ولكن بنفس نبرة الغرور والثقة التي كانت تملأ الشريف.

ولم تخلُ كلمات العريان من مغازلة الجيش وقضاة مصر والشرطة، قائلا: الجيش المصري في القلب وتاج على رؤوسنا ورؤوس الجميع، فنحن دوماً وأبداً نحتاج إليه لكي يقوم بواجبه في حماية البلاد.

وقال للقضاة إنه يجب على القضاء المصري أن يظل مؤسسة مستقلة لها كل الحقوق والواجبات، ويجب أن يبتعدوا عن السياسة فهم حصن المصريين وملاذهم، أما الشرطة فقد قال إننا على مشارف عهد جديد بعد أن تعمد العهد السابق تشوية صورتكم لدى الشعب، من خلال التعذيب والضرب والإهانة داخل أقسام الشرطة.

ورغم ذلك لم تخل كلمات العريان ايضا من سقطات خطيرة كادت أن تعرض موقف مرسي في الإنتخابات للخطر، حيث وصف العريان النوبيين بالغزاة الأمر الذي أثار غضب النوبيين على الجماعة بشكل عام وعلى مرشحها للرئاسة بشكل خاص، وعندما حاول مرسي تصحيح خطأ العريان وصف النوبيين "بالجالية النوبية"، وكأنهم في وطن غير وطنهم.



المصدر: الحقيقة الدولية - وكالة الصحافة العربية