عمان-رهام فاخوري - البترا-زياد طويسي - واقع مدينة البترا منذ فوزها كاحدى عجائب الدنيا السبعة الجديدة قبل خمس سنوات نحو التنمية الشاملة لم يطرأ عليها اي تغيير وانما تسير ببطء اشبه بخطوات السلحفاة.
لا تزال مختلف الاطراف تتبادل الاتهامات في اسباب هذا التأخر في تحقيق اي تطور يذكر، وتبقى المدينة بانتظار التطور الذي يرقى بها وبأهلها الى المستوى الذي يجب ان تكون عليه.
واقر وزير السياحة والاثار نايف الفايز بان ما انجز على الواقع اقل من المطلوب، وارجع ذلك الى المعطيات السريعة التي تمر بها المنطقة، ولكن علينا ان لا ننكر الانجاز الذي تحقق رغم كل الظروف.
وبين الفايز ان الانجازات التي تحققت كثيرة ، منها ان المدينة اصبحت اكثر نظافة وهذا المشاهد على ارض الواقع لكن هناك معيقات خارجة عن الارادة منها الطريق الخلفي بانتظار موافقة منظمة اليونسكو.
وقال ان التباطوء الحادث في انجاز التطورات للمدينة لا يقتصر على جهة واحدة وانما يحتاج الى تضافر الجهود من القطاعين العام والخاص من اجل التحدث بلغة واحدة لتحقيق انجاز افضل.
وبين ان امامنا شوط طويل من مختلف الاطراف الحكومة والمستثمرين وسكان المنطقة وفتح صفحة جديدة والتعامل مع مختلف المتغيرات والمعطيات التي تمر بها المنطقة.
وبرر عدم الحاجة لاعادة النظر في سعر تذكرة الدخول للمدينة على السائح لان زيارته الى احدى عجائب الدنيا السبعة هي قيمة اضافية بحد ذاتها، وان تخفيض الاسعار لن يؤثر على اعداد السياح القادمين اليها، وعزا التراجع الذي حدث الى احداث السياسية في المنطقة والغاء البرامج المشتركة مع دول الجوار وان الاوان لاعتماد الاردن كوجهة سياحية رئيسية.
وبين ان غالبية الخدمات المذكورة على تذكرة الدخول محققة للسائح ، وخالف اراء بعض فعاليات القطاع الخاص بان الخدمات غير متوفرة وعليهم النظر بشكل شمولي اكثر واي خطا او نقص يواجهونه يمكنهم التوجه للوزارة لاننا نعتمد سياسة الابواب المفتوحة.
رجاء الجزار مديرة احدى شركات السياحة المختصة بالسياحة الوافدة خالفت الفايز في ان تواضع الانجازات مرتبط بتضافر جهود القطاعين، وقالت ان الحكومة تقوم باتخاذ القرارات بشكل فردي وان دور القطاع الخاص مغيب ولا وجود للشراكة الحقيقية.
واشارت الى ان تطوير الخدمات من مهام القطاع العام، وتم رفع الدخوليات لتحقيق هذا الهدف ولكن للآن هناك الكثير من الوعود التي قطعها المسؤولين على انفسهم لم تتحقق رغم ان القطاع الخاص قام بدوره بالترويج واستقطاب السياح الذين رفعوا من الدخل السياحي خصوصا وان (90%) من ارباح الافواج السياحية يعود للحكومة.
وتساءلت الجزار عن سبب تأخير تنفيذ مشروع الطريق الخلفي الذي من شأنه ان يخفف عن السياح خصوصا وان غالبيتهم من كبار السن، وقالت ا»نتظرنا خمس سنوات للحصول على موافقة اليونسكو ، وان على القطاع العام الاسراع في الحصول عليها.
واتفقت الجزار مع الفايز بان هناك انجازات تحققت واسهمت في تسهيل العمل منها التذكرة الموحدة رغم سعرها المرتفع غير المبرر، ولكنها خففت من عمليات النصب والاحتيال التي كانت تحدث سابقا، اضافة الى وجود الحمامات التي لم تكن موجودة سابقا، وازالة الاكشاك العشوائية والتي اصبحت اكثر تنظيما وفعالية.
وطالب المستثمر بالقطاع السياحي عوني قعوار بضرورة اعادة النظر بسعر التذكرة الموحدة لانها لا تشمل كل الخدمات المسجلة عليها ما يضعنا باحراج مع السياح وتذمرهم، معتبرا ان السعر لا يتناسب والخدمات المقدمة للسائح.
واعتبر قعوار فوز المدينة كاحدى عجائب الدنيا السبعة وضعها على الخارطة العالمية، وزارها الكثير في البداية واسهمت بشكل مباشر على خزينة الدولة، ولكن الوضع تغير مع الربيع العربي لذا اصبح من الضرورة باعادة النظر بسعر الدخولية.
وخالف قعوار الفايز بانه منذ فوز المدينة للان وبعد مرور الخمس سنوات الا ان الوضع بقي كما هو ولم تشهد المدينة اي تطور وان الخدمات لم ترتقي للمستوى المطلوب، وفي ذات الوقت اتفق معه بان فتح الطريق الخلفي سيحقق نقلة نوعية امام السياح.
وقال بشارة صوالحة مستثمر اخر بالسياحة الوافدة ان عدد زوار المدينة قبل خمس سنوات كان اعلى، وعزا سبب الانخفاض للاحداث السياسية التي تعصف بالمنطقة واصبح يصلنا حوالي (15%) من اعداد الافواج السياحية التي كانت تصلنا.
واتفق مع قعوار ان الخدمات المقدمة للسائح بسعر تذكرة الدخول المرتفع غير منطقي، وانما هناك تراجع بالخدمات الموجودة لذا على الحكومة اعادة النظر بسعرها لمدة لا تقل عن سنتين الى حين ان تتعافى السياحة وتعود لسابق عهدها.
وقال «حين تأسست مفوضية البترا نهاية عام 2009 قطعت على نفسها الكثير من الوعود التي من شأنها ان تحقق التنمية الشاملة ما يجعلها اكثر جاذبية للسياح الا ان تلك الوعود ذهبت ادراج الرياح».

المجتمع المحلي
واعتبر المواطنون انه رغم مساهمة الفوز بتعزيز مكانة المدينة عالميا، وإدراك الحكومة لأهمية البترا عبر استحداث سلطة إقليم البترا التنموي السياحي في أواخر العام 2009، إلا أن العديد من السكان المحليين والمهتمين بالشأن السياحي يرون أن التغيير الذي جرى في المدينة اشبه بحالة الزحف نحو التنمية.
واقر العديد من أبناء المدينة في لقاءات مع «الرأي» أن المدينة حققت نموا في أعداد الزوار والإيرادات والدعاية السياحية، غير أن انعكاسات الفوز على المجتمع المحلي وواقع البنى والخدمات والاستثمارات لم تصل إلى المستوى الذي يليق بمكانة البترا.
واعتبر عدد منهم ان فوز البترا بات نقمة لا نعمة على ابنائها نتيجة ما ترتب عليه من ارتفاع في اسعار الأراضي وايجارات العقار وارتفاع كلف العيش، في حين لم تحظى المنطقة بأي استثمار حقيقي يرفد اقتصادها المحلي، وبقي حال الموقع الأثري رغم قيام إقليم البترا برفع تذكرة دخول السياح الأجانب على ثلاثة مراحل.

تحديات الموقع الأثري
رغم لفته لانظار السياح في شتى انحاء العالم، باعتباره إرثا حضريا فريدا أدخل البترا إلى قائمة التراث العالمي في (عام 1985)، وتوجها بلقب إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة قبل (5 سنوات) ، إلا أن الموقع الأثري في البترا لا يزال يئن تحت وطأة تحديات كبيرة دمرت أجزاء منه.
واكد مراقبون في محمية البترا الأثرية رفضوا الكشف عن اسمائهم ورافقوا «الرأي» في زيارتها الأخيرة للموقع الأثري، أن استمرار وجود العامل البشري في البترا بشكل عشوائي ومخالف من الأمور التي أسهمت بتهديد إرث البترا الحضري.
وأشار المراقبون إلى ان عمالة الاطفال والأسر التي تنتشر في المدينة بشكل كبير ووجود مئات الدواب التي تعمل بشكل مخالف من الامور التي دمرت بعض معالم المدينة وجعلت بعضها الآخر معرضا للخطر.
وبينوا أن درجي الدير والمذبح من المعالم الأثرية الفريدة التي تعرضت للدمار ولا زالت تعاني منه بسبب صعود الدواب عليها كل يوم لنقل السياح، إلى جانب أن انتشار عمالة الأطفال قد جعلت أدت إلى تدمير حجارة المدينة وواجهاتها، وبيعه للسياح على شكل حجارة صغيرة ملونة. وأكد عدد من المراقبين، أنهم قاموا بكتابة مئات التقارير بحق المخالفين في الموقع الأثري غير ان الاجراءات المتخذة بحقهم ضعيفة، ما أدى إلى تزايد مخالفاتهم خلال الآونة الأخيرة.
وأضافوا: «واقع المحمية الأثرية بقي يراوح مكانه منذ فوز البترا قبل (5 أعوام) والتطوير اقتصر عهلى جزء بسيط في الخدمات المقدمة للزوار ووضع اللوحات الارشادية.. والبترا اليوم كأنها لم تفز بإحدى العجائب.

اليونسكو
وقالت مديرة مكتب منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» الدكتوره آنا باوليني أن علماء الاثار كانوا في السابق يركزون على المحافظة على الموقع نظرا لهشاشته والتهديدات الطبيعية والبشرية لسلامتها.
وأوضحت لـ»الرأي» أن البحوث التي أجريت من قبل الصندوق الوطني «بترا» وجهت لتضيء جزءا من النظام الهيدروليكي النبطي، مع الهدف العام المتمثل في إعادة تأسيس نظام الحماية ضد الفيضانات القديمة.
ودعت باوليني الى رصد جميع الأعمال والبحوث التي أجرتها دائرة الآثار العامة بالتعاون مع جمعية تطوير البترا والهيئة العامة للسياحة الإقليمية، وتقاسم النتائج التي تحققت مع أصحاب المصلحة البترا.
وبينت ان دور اليونسكو الرئيسي هو التأكد من أن المواقع المنضمة إلى اتفاقية التراث العالمي، تجري المحافظة عليها بصورة استثنائية ونزيهة.
وتناول مشروع تحديد المخاطر، الذي وصل الى نهايته حزيران الماضي، قضايا مجال رسم حدود الملكية وتحديد المبادىء التوجيهية لمنطقة عازلة، وكذلك تقييم وتسجيل حالة للموقع وتحديد المخاطر الطبيعية والاصطناعية.
وهدف المشروع الذي ينفذ الشهر الحالي الى استخدام تقنيات الرصد لتقييم عدم استقرار المنحدرات في السيق في البتراء» ا ، لتوثيق ورصد وتحديد المجالات والقطاعات غير المستقرة والمنحدرات الخطرة في السيق الطويل.

المخاطر
واوضحت ان البترا كموقع للتراث العالمي وتتميز بالمعالم الطبيعية الغريبة تتعرض باستمرار للمخاطر الطبيعية والاصطناعية.
وأبرز المخاطر الرئيسية القائمة الصخور غير المستقرة والبقايا الأثرية الواسعة وتعرض المواقع لتآكل مستمر بسبب المخاطر الطبيعية من الامطار والرياح والفيضانات، فضلا عن المخاطر التي يصنعها الإنسان مثل أنشطة السياحة والتنمية السياحية.
كما يتعرض السيق الطويل بوصفه مدخلا للسياح إلى الموقع، لمخاطر، إذ لا يزال هشا في بعض الاماكن،ويحتاج إلى معالجة ومراقبة، للتخفيف من خطر الانزلاقات وتساقط الصخور.
وتشعر اليونسكو بقلق خاص حول تطورات البنية التحتية الجديدة في المواقع والمنطقة العازلة حوله.
واشارت باوليني انه في ضوء هذه التهديدات، يعمل مكتب اليونسكو في عمان على الحفاظ على البتراء من خلال تطبيق استراتيجية وقائية للخطر.
كما نشرت المنظمة منهجية إدارة المخاطر، والذي جرى تطويره في إطار مشروع رسم خرائط المخاطر، وتهدف في المقام الأول لدعم مديري المواقع وفريقهم، وكذلك السلطات والوكالات المسؤولة عن إدارة المواقع التراثية لخفض ومراقبة المخاطر التي تتعرض لها مواقعهم من خلال توفير إطار وأداة عملية لرصد وتقييم وإدارة المخاطر.

التمويل
وبينت ان شح مصادر التمويل حدّ من وجود تخطيط طويل الأجل، كما ادى الى صعوبة تنفيذ خطط الإدارة والاستراتيجيات الموضوعة.
وحضت باوليني على وضع خطة الإدارة العامة بالتعاون الكامل مع جميع المعنيين في البترا تبحث في خطط مثل السيارات الكهربائية والحافلات (نظام مكوكي)، ودورات المياه.
ويلخص الخبير في مجال السياحة نيازي الشبعان أبرز التحديات التي يواجهها الموقع الأثري؛ بالنشاط اليومي غير المسؤول للعامل البشري داخل البترا، وما رافقه من تعد على المحمية وآثارها، وانتشار عمالة الأطفال واستخدام الدواب والرعي داخل المحمية.
واتفق مع الشبعان النائب عن لواء البترا سامي الحسنات، الذي يعتبر أن الموقع الأثري لم ينل نصيبا كافيا من الاهتمام بعد الفوز وأن التغييرات التي شهدها طفيفة، مبينا أنه «تعرض لتدهور كبير جراء الاستخدام الجائر له».

المفوضية
وقال رئيس سلطة إقليم البترا التنموي السياحي المهندس محمد أبو الغنم، أن الاقليم الذي استحدث في (العام 2009) بادر بدراسة واقع التحديات التي تواجهها المحمية ووضع خطة شاملة للتعامل معها، مؤكدا أن المشكلات المتراكمة التي يعانيها الموقع الأثري بحاجة إلى مزيد من الوقت من أجل إيجاد الحلول الملائمة لها. وقال ابو الغنم ان المفوضية قامت بتطوير واقع الخدمات في المحمية الأثرية وهي لا زالت مستمرة بهذا الدور، كما عملت على ترسيم حدود المحمية الأثرية مؤخرا، وتشكيل لجنة لدراسة المنطقة العازلة بين المحمية ومحيطها، إضافة إلى ان تم تشكيل لجنة مشتركة لدراسة التحديات التي يعانيها الموقع الأثري لإيجاد الحلول لها.
وعرض ابو الغنم حزمة من الاجراءات والمشروعات التي سيتم تنفيذها حماية للإرث الحضري وبما يحقق الأهداف التي أنشئت من أجلها سلطة إقليم البترا التنموي السياحي بالحفاظ على آثار البترا وتقديمها كمنتج سياحي وأثري عالمي منافس.
ويصف المدرس بكلية ادارة الاعمال والاقتصاد بجامعة الحسين عيسى الفرجات التقدم الاقتصادي الذي حققته البترا منذ فوزها بالبطيء، وان الاستثمار فيها للان اقتصر على إقامة عدد محدود من الفنادق وتوسعة البعض الآخر واقامة منشآت سياحية كالمطاعم ومحال بيع التحف وما شابهها، ما ادى إلى استمراية تقديم المنتج السياحي التقليدي، وعدم الخروج بأفكار جديدة تثري تجربة السائح وتطيل مدة إقامته في المدينة. واكد أن المنطقة لم تشهد منذ ذلك الحين أي استثمار حقيقي، وان واقع الخدمات السياحية والبيئة الداعمة للاستثمار لم تطور بكشل يعمل على جذب الاستثمارات للمنطقة.
وبين الفرجات أن البترا بحاجة ماسة إلى الاستثمارات التي تعمل على تنويع المنتج السياحي وتسهم بإطالة مدة إقامة السائح، واصفا الاستثمارات السياحية بالمنطقة بالنمطية نتيجة عدم التنويع وضعف الثقافة الاستثمارية التي تقدم منتج جديد ومنافس.
واشار الفرجات الى ان عدم الاهتمام بجلب الاستثمار إلى المنطقة جعل المنطقة حتى الآن تعتمد وبشكل أساسي على القطاع السياحي، في وقت اغفل فيه تفعيل قطاعات جديدة من خلال استقطاب استثمارات جديدة تعمل على تنويع مصدر دخل المجتمعات المحلية.
واعتبر الدليل السياحي هاني المساعدة، أن المنطقة لم تشهد أي تقدم حقيقي، وأنها باتت بيئة طاردة للاستثمار وليس جاذبة له بسبب عدم توفر البنية الجاذبة للاستثمار وغياب التخطيط عن هذا الجانب.
وأشار إلى انه حتى الاستثمار المحلي الموجود يعد استثمارا عشوائيا لأنه يعتمد على المشروعات الصغيرة التي لم تضفي بعدا مميزا على التجربة السياحية في البترا. وأكد ان الاستثمار الذي تريده البترا، هو الاستثمار الذي يعمل على استغلال مقومات المدينة ويحيي المناطق ذات الميزات السياحية والطبيعية، متسائلا عن دور مفوضية البترا ومفوض السياحة والاستثمار في هذا المجال.
من جانبه قال المهندس أبو الغنم ان هناك قرارا لمجلس مفوضي السلطة بتقديم كافة التسهيلات ووفقا لأحكام القانون لأي مستثمر يرغب في إقامة مشروع في المنطقة، وان المخطط الشمولي لمناطق البترا الذي سيتم العمل به قريبا سيضع خارطة طريق للاستثمار ويقدم (18 رؤية استثمارية). ويكاد يجمع أبناء المجتمع المحلي أن واقع البنية التحتية في المنطقة أفضل حالا من الكثير من المدن الأردنية الأخرى، غير أنه لم يرقى حتى الآن لمكانة البترا العالمية، بدليل عدم تكامل بنية الشوارع وانتشار الحفر والمطبات وما تعانيه وادي موسى من أزمات مرورية. وراى النائب الحسنات ان البينة التحتية التي تتمتع بها مناطق البترا جيدة إذا ما قورنت ببنية المناطق الأخرى، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المنطقة تطمح بمزيد من التقدم في هذات المجال كونها تمثل البوابة السياحية للمملكة امام السياح القادمين من شتى دول العالم.
وقال محمود المشاعلة مدير أحد مكاتب السياحة والسفر، أن التقدم الذي شهدته المنطقة في مجال البنية التحتية بعد فوزها بإحدى العجائب طفيف ودون المستوى المتوقع وقال «توقعنا بأن تشهد المنطقة بعد الفوز نهضة وتطورا في مجال البنى والخدمات، غير أن ذلك لم يتم بشكل كاف حتى الآن».
وبين المهندس أبو الغنم أنه إقليم البترا ومنذ استحداثه عمل على تطوير واقع البنى والخدمات من خلال فتح وإعادة تاهيل الشوارع في عدد من مناطق البترا، وتزويد المنطقة بالجدران الاستنادية والعبارات الصندوقية والاطاريق وتجميل وسط المدينة.
وقال أن السلطة مقبلة على تنفيذ مشروعات كبرى في مجال البنية التحتية وأهمها؛ إقامة مدخل وادي موسى وشارع قلاع طوال (بانوراما سحر البترا)، إلى جانب أنها على وشك الانتهاء من مشروع مركز زوار البترا الجديد الذي يعتبر مشروعا للبنية التحتية الداعمة للسياحة.
وجدد حرص السلطة على مواصلتها بتنفيذ المشروعات التي من شأنها تحسين واقع البنية التحتية والخدمات في مختلف مناطق البترا، بما يتلائم ومكانة المدينة السياحية العالمية.

وعود لم تنجز
واعلنت الحكومة (عام 2007) عزمها على بناء قصر للمؤتمرات في مدينة البترا لتصبح مركزا متقدما لسياحة المؤتمرات والتفاعلات الحضارية في المنطقة. هذا الوعد الحكومي الذي لقي ترحيبا واسعا من قبل ابناء المجتمع المحلي والفعاليات السياحية في ذلك الوقت لم يتم حتى الآن.
وعلمت «الرأي» من مصادر مطلعة أن الحكومات التي وعدت بإقامة قصر المؤتمرات، لم تدرج هذا الوعد الحكومي على موازنتها.
ولاقت مدينة البترا اهتماما حكوميا بعد فوزها بإحدى عجائب الدنيا السبع من خلال استحداث مفوضية إقليم البترا التنموي السياحي (عام 2009) بصلاحيات واسعة وقانون جديد وميزانية مرتفعة، فيما بقيت انعكاسات الفوز محدودة على أبناء المجتمع وفقا للنائب الحسنات.
واشار الحسنات إلى ان المنطقة حققت زيادة في أعداد السياح والدخل السياحي بعد الفوز تباينت نسبته من عام لعام بسبب تأثيرات الظروف السياسية على السياحة، الامر الذي قابله ارتفاع في الأسعار والأراضي والايجارات وكلف العيش.
اما عبد الرحمن النصرات أحد العاطلين عن العمل من حملة درجة الماجستير، فيرى أنه لم يتحقق أي انجاز حقيقي في البترا بعد الفوز، سوى ارتفاع اسعار الاراضي والايجارات.
واضاف ان انعكاس الفوز علينا كان سلبيا ، وعدم إقامة أي استثمار حقيقي يوفر فرص العمل لأبناء المنطقة جعلنا نشعر بأننا لا نعيش بإحدى عجائب الدنيا السبع.. زادت نسب البطالة، وبقيت البترا وسكانها يراوحون مكانهم دون تقدم حقيقي..».
وقال محمد الهلالي صاحب استثمار سياحي»تحول فوز البترا إلى نقمة لا نعمة علينا، وضربنا بحجر كبير جراء نظرة الآخرين لنا على أننا مجتمع نستفيد من السياحة وعلى أن الفوز قد حقق لنا شيء..».
وقوف الأردنيين إلى جانب مدينتهم الوردية، وجهودهم التي ساهمت بتتويجها بالمركز الثاني في مسابقة إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة قبل خمس اعوام من الآن انجاز حقيقي، وضع الأردن على مكان متقدم من خاطرة السياحة.
فالبترا التي حافظ عليها اهلها الاوائل واستمر الكثير منهم بالحفاظ عليها، تبحث وهي تستذكر يوم تتويجها كاعجوبة عمن يعيد لها ألقها، نظرا لكونها الوجهة الاولى للسياحة في المملكة، ونتيجة ما ستشكله السياحة من أهمية لاقتصاد الأردن والأردنيين حين تعزيز الاهتمام بوجهتها الأولى.
ويبقى السؤال مفتوح هل ستبقى البتراء في مهب الريح وترحل مشاكلها الى العام المقبل ام ستشهد تنمية شاملة في ذكرى فوزها السادس.