عمان - إبراهيم السواعير - تعيش العائلة الأردنيّة والعربيّة أجواء مهرجان جرش؛ بوصفه نقطةً مضيئةً في ظل ما تعيشه البلدان العربية، يحتفي في أدبه وفنّه وتراثه الذي يشهد على حضارة ممتدة الجذور في التاريخ، يكون المهرجان مساحة للفرح ونافذة للتاريخ الذي تشهده أعمدة جرش الألف.
المهرجان، الذي انطلق مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، لا تزال أعمدته تستذكر أغنيات النصر والقهر والفرح، ولا يزال رواقه الشعري يحمل أرواح شعراء سبقوا (الربيع العربيّ)، واحتفلوا بالجرح، في فترات شكّلت أرضيّةً خصبةً للاحتفال بكلّ ذاك الحراك.
اليوم، ينطلق المهرجان واثقاً بفنانه العربيّ والمحليّ وفلكلوره الشعبيّ وجذوره التاريخيّة. في مهرجان جرش غنّى مارسيل وألقى الشاعر المصري أبو دومة للوطن وللزمان الأصيل مثلما صدحت فيروز في جنبات المسرح الذي ضمّت جنباته الآلاف.
كثيرون استضافهم (جرش)، وفي كلّ دورة من دوراته كان المهرجان محجّاً لفنانين العرب والعالم ومتنفّساً للزائر والمقيم، ينافس أكبر المهرجانات العربية، ويحتفي بالفرق الفنيّة الصديقة وفنانيها وشعرائها على مستوى العالم.
70% من فقرات المهرجان، اليوم، هي لرعاية المنتج الإبداعي المحلي وتسويقه واحتضان شعراء الوطن الشباب والمخضرمين، ممن يحملون بالكلمة ما يحمله الفنان باللوحة والأغنية، وكلّ ذلك يؤكّد مقولة أنّ الثقافة في مفرداتها فنّاً أو أدباً أو ندوةً إنّما تقرأ كلّ شيء في هذه الحياة؛ بحلوها ومرّها، فينطلق المهرجان الذي فرح به المثقفون ووجدوا فيه وسيلةً مهمّةً للتعبير.
المهرجان، الذي يسوّق معلماً مهماً هو جرش، ما يزال يقوم بدوره بعد مهرجانات كبيرة في دول توقّفت بسبب أزمات بلدانها المستجّدة، وإذ تأمل تلك البلدان أن تتجاوز هذه الأزمات، فإنّ الفرح الذي نعيش، هو الفرح ذاته الذي استعادته تونس في مهرجان قرطاج، على أمل أن يستعيد هذا الأمل كلّ الأشقاء في أرجاء هذا الوطن العربي الكبير.