عمان - عبدالله الرعود - يستعد الاردنيون لاستقبال شهر رمضان في ظل ازمة اقتصادية انعكست اثارها على الغالبية من المواطنين جراء الارتفاع في الاسعار الذي طال كل شيء.
ايام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المبارك ، والغلاء هو الشغل الشاغل لنسبة كبيرة من الأردنيين، الذين بات هاجسهم الوحيد توفير مبلغ من المال لسد احتياجات الشهر الفضيل ، بعيدا عن المناسبات الاجتماعية التي أصبح الحديث فيها ضربا من الخيال.
مواطنون شككوا في حديثهم لـموقع (الرأي الالكتروني) بمعايشة الأجواء الروحانية التي تعودوا عليها خلال شهر رمضان في سنوات سابقة ، مشيرين إلى أن الأزمة الاقتصادية التي تحملوا وحدهم افرازاتها، ستخيم على أجواء الشهر الفضيل، وتحرمهم من متعة الاتصال بخالقهم الذي قال لهم :» إلا الصيام فانه لي وأنا أجزي به».
وبالرغم من التأكيد المستمر لممثلي القطاعات التجارية، والمواد الغذائية بعدم رفع الأسعار، إلا أن الخوف بدا واضحا في كلام الأربعيني محمد يوسف الذي قال لـ (الرأي الالكتروني) : لا أثق في مراقبة وسيطرة الحكومة على التجار، ومن المستحيل أن يتحمل تاجر تأثيرات الرفع التي طالت الكهرباء ومشتقات نفطية، دون أن ينعكس ذلك على أسعاره. وأضاف يوسف متسائلا : لو افترضنا أن تجار المواد الغذائية لم يرفعوا أسعارهم، كيف يتفادى المواطن التأثيرات السلبية لحزمة الرفع التي أقرتها الحكومة مؤخرا. ولم تخل الطرفة من كلام الثلاثينية هاجر عيسى عندما تندرت مطالبة الحكومة بتوفير مواد غذائية بديلة للحوم والدجاج التي لن يستطيع المواطن توفيرها في اغلب أيام الشهر الفضيل.
وبحسب عيسى فان الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضت على المواطن ستشفط الجمالية المنتظرة لأجواء رمضان، جاعلة من الهم المعيشي ديدنا يقصي بثقله متعة العبادات التي تعتبر زادا حقيقيا للصائم.
وتابعت : تلك حالة وأوضاع المواطنين العاديين، فكيف سيكون حال بعض الشرائح التي تعتمد على وزارة التنمية الاجتماعية، وعلى تبرعات المحسنين ؟
تصريحات المواطنين أتت متطابقة إلى حد كبير مع ممثل عن القطاع التجاري، لفت إلى حالة ركود اقتصادي ستخيم على التجار والمواطنين في أن واحد خلال شهر رمضان. وأكد عضو مجلس إدارة غرفة تجارة الأردن وممثل قطاع المواد الغذائية فيها خليل الحاج توفيق أن ضعفا كبيرا سيصيب القدرة الشرائية عند المواطنين خلال الشهر الكريم. وتوقع خليل في ظل الوضع الاقتصادي السيءالذي يعيشه المواطن، غيابا للمناسبات الاجتماعية بين الناس في رمضان، مشيرا إلى اولويات أخرى أهم تتعلق بتامين اساسيات لا غنى عنها.
وعزا خليل ضعف القدرة الشرائية التي سيرافقها ركود اقتصادي يخيم على الحركة التجارية في الأردن، إلى رفع الحكومة أسعار الكهرباء، والسلع، ومشتقات نفطية، مشددا على أنها المسؤول الأول والأخير عن كل ذلك.
هذه توقعات مواطنين وخبراء للوضع العام في شهر رمضان المقبل، وكأن لسان حال الجميع يقول : حتى شهر العبادة الذي ننتظره بفارغ الصبر لم يكن بعيدا عن تأثير الوضع الاقتصادي .
ويتحسب الأردنيون لشهر رمضان المبارك بأجواء مختلفة عن سنين خلت، نفسيات غلفها اليأس والتعب، وجيوب مهترئة أجهزت الحكومة على ما تبقى فيها، لنيل رضا جهات مانحة، والحصول على قروض لا زالت حديثا في الهواء.