عمان - طارق الحميدي - يحتاج محمد الخوالدة لأكثر من (40) دقيقة حتى يصل إلى منزله الكائن في منطقة طارق قادما من الشميساني حيث تقع الشركة التي يعمل بها, بسبب الازمات المرورية الخانقة المتواجدة في شوارع عمان.
«محمد الخوالدة» (27 عاما) موظف في شركة محاسبة يقول إن الازمة التي يشعر بها العام الحالي لم يشعر بها قبل ذلك خاصة وأنها اصبحت تستمر حتى ساعات ما بعد الظهيرة حيث يغادر عمله الساعة الخامسة مساء.
ويقول الشاب الذي يسكن منطقة طارق منذ أكثر من 15 عاما «الازمة خانقة ومع ارتفاع درجات الحرارة فإن الاوضاع لاتطاق أبدا, وعلى رغم أن موعد مغادرتي العمل يعتبر متأخرا نوعا ما إلا أن الشوارع مكتظة بالسيارات وتبقى الاختناقات حتى وقت متأخر يوميا».
واضاف في الاحوال العادية لا تستغرق الطريق أكثر من 15-20 دقيقة أما الان فأنا اقطع الطريق بوقت مضاعف بسبب الازمة, التي أصبحت تؤثر على سلوكيات السائقين وتزيد من توترهم.
لم تكن هذه الملاحظات خاصة بالشاب الخوالدة بل أن الكثير يشتكون من كثرة السيارات الموجودة في المملكة حاليا بسبب الاوضاع المتأزمة في بعض الدول المجاورة مما منح الاردن ميزة بسبب الاستقرار الذي تعيشه في الداخل.
يقول رقيب السير خلدون المتواجد على دوار المدينة الرياضية إن هناك عددا كبيرا من المركبات غير الاردنية من المغتربين وأن هذا هو موسمهم لكن بكل تأكيد هناك سلوكيات خاطئة يمارسها المواطنون تزيد من هذه الازمات.
ويشتكي مواطنون من الازدحامات المرورية التي تعاني منها الشوارع خاصة في أوقات الذروة وساعات الظهيرة.
سالم بسطامي صاحب مطعم مقابل البوابة الرئيسية للجامعة الاردنية يقول «إن الازمه خانقة ويشعر أنها الاكثر خلال الاعوام الماضية على الاطلاق».
ويضيف «هناك العديد من السيارات التي تحمل لوحات خليجية وسورية وانا يزورني في المطعم مواطنون من جنسيات عربية ربما تأثروا بالاوضاع الامنية في الدول المجاورة فلجأوا للأردن بسبب الاستقرار هنا».
وأضاف أنه وعلى رغم هذه الازمات إلا أن تواجد الاشقاء من الدول العربية يسهم في تحسين وانعاش الاوضاع الاقتصادية خاصة مع حالة الركود التي سادت الفترة الماضية.
دائرة السير وعلى لسان مدير العلاقات العامة فيها المقدم معن الخصاونة يؤكد أن عدد السيارات التي دخلت المملكة العام الماضي بلغت قرابة 700 الف سيارة فيما من المتوقع أن يدخل المملكة حتى نهاية العام قرابة 900 الف سيارة أي بزيادة مقدارها 200 الف سيارة.
ويضيف المقدم الخصاونة أن هناك عدة أسباب لأزمة السير بعمان ولا تقتصر على سبب واحد ومن أهمها موسم عودة المغتربين بكثرة.
ويضيف الخصاونة أن البنية التحتية للشوارع والطرق في المملكة لم تكن مهيأة لاستيعاب هذه الاعداد الكبيرة من السيارات مبينا أن الطريق المخصص لاستيعاب الف مركبة يكون متواجدا فيه قرابة 6 الاف مركبة أي أكثر من 5 اضعاف وهو ما لا يتم استيعابه.
وذكر الخصاونة أن لسلوكيات السائقين ايضا الدور الكبير في زيادة الازمة والاختناقات المرورية حيث أن الوقوف المزدوج مثلا في الشوارع الصغيرة يؤدي إلى إرباك عملية السير ويعطل الحركة.
وأشار الخصاونة الى أن عدد السيارات الموجودة في المملكة حاليا قرابة مليون و200 الف سيارة وأن المركبات تتزايد أعدادها في المملكة سنويا بمقدار من (70-80) الف مركبة.
وبين أن من يوقف مركبته في طريق معين لمدة 5 دقائق قد يستغرق العمل على فتح الطريق أكثر من ساعة بعد ذلك.
كما بين أن مواكب الافراح والتخريج المبالغ بها والتي عادة تترافق معها سلوكيات خاطئه مثل إغلاق الطرق تؤدي إلى حدوث الازمات والاختناقات المرورية.