الرباط ـ حسن الأشرف
انطلق موسم الأعراس الجماعية منذ بداية فصل الصيف في بعض المدن في المغرب، التي تنظمها جمعيات وجهات خيرية تشتغل في مجال الإحسان والتكافل الاجتماعي، وذلك بهدف تزويج مئات الشباب المعسرين الذين لا يجدون الإمكانات المادية الكافية لبدء حياة زوجية دون مُنغِّصات.

وافتتح الموسم حفل الزفاف الجماعي الذي نظمه قبل أيام المجلس العلمي، في مدينة الناظور شمالي البلاد، حيث استفاد 76 عريسا وعروسا من هذه الاحتفالية، وحصلوا على مبالغ مالية بالإضافة إلى بعض التجهيزات المنزلية.
تيسير الزواج على الفقراء
وفي هذا السياق قال ميمون بريسول، رئيس المجلس العلمي لمدينة الناظور، إن تنظيم الحفل يخدم الشباب الفقير الذي يعجز عن توفير المصاريف المالية الباهظة للعرس، كما يشكل مبادرة محمودة تسعى إلى تيسير الزواج لمن يرغب في التعفف ولا يجد له سبيلا.

ولفت إلى أن هذه الأعراس تسعى بالأساس إلى نشر ثقافة العفة في أوساط الشباب ذكورا وإناثا. ولفت إلى أن من ينظم هذه الأحداث يحرر الشباب الفقير من بعض التقاليد التي تكبل أياديهم، فلا يستطيعون تدبير تكاليف العرس بسبب غلاء المهور وتعقيدات الصداق، وغير ذلك من الأمور التي تُعطل تأسيسهم لعش الزوجية.

يذكر أن متوسط كلفة العرس في المغرب تبتدأ من 10 آلاف درهم، أي ما يعادل "1125 دولارا أمريكيا" في حده الأدنى، إلى مبالغ مالية لا حدود لها في حالة إقامة حفلات زفاف باذخة، ما يدفع أحيانا بعض الشباب إلى الاقتراض من أجل سداد مصاريف العرس، والظهور بمظهر العريس القوّام الذي يستطيع فتح بيت الزوجية.

ولهذا السبب يحرص عدد من منظمي حفلات الزفاف الجماعي على منح الشباب من ذوي الدخل المحدود، والمُستفيدين من هذه الأعراس، بعض الأثاث والتجهيزات المنزلية كالثلاجات وأجهزة التلفاز، مع مبالغ مالية بهدف المساعدة على بدء حياة زوجية لا تعكر صفوَها الديون الكثيرة.
محاربة العنوسة

مشهد من العرس الذي أقيم في النظور بالمغرب
ويشهد كل صيف بالمغرب مجموعة من حفلات الزفاف الجماعي، خاصة في مدن طنجة وفاس ومكناس والرباط والخنيفرة، تستهدف تزويج الفتيات اليتيمات والمعوزات اللائي ينتسبن إلى عائلات فقيرة، كأحد آليات محاربة العنوسة التي تفشت في المجتمع المغربي.

وتتحدث بعض الإحصاءات الرسمية عن كون متوسط السن عند الزواج ارتفع لدى النساء إلى 26,2 سنة، ووصل لدى الرجال إلى 31,4 سنة، وذلك بتأخر تسع سنوات عند الإناث وخمس سنوات بالنسبة للذكور، مقارنة مع ما كان عليه الأمر في بداية الستينيات.

إلى ذلك، اعتبر ابراهيم تلوى، رئيس جمعية السلام للإنماء الاجتماعي، أن برنامج "عفاف" الذي تنفذه الجمعية كل سنة منذ 2004 في مدينة مكناس، يرمي إلى تيسير الزواج أمام هؤلاء الشباب ذكورا وإناثا الراغبين في تحصين أنفسهم، من أجل المساهمة في الحد من تداعيات العنوسة ومخاطرها النفسية والاجتماعية.

ولا تكتفي الجمعية، بإقامة حفلات الزفاف الجماعي للراغبين في ذلك، بل أيضا تنظم ورشات ودورات تدريبية لفائدة الأزواج الجدد المستفيدين من مشروع "عفاف"، هدفها تمكينهم من أدوات الحوار والتواصل الجيد من أجل تدشين حياة زوجية سليمة وبدون مشاكل.