عمان ـ عبد الرزاق ابو هزيم - كشف رئيس الوزراء فايز الطراونة ان مزيدا من الفاسدين في طريقهم الى القضاء عقابا لهم على ما اقترفت ايديهم وردعا لغيرهم من اصحاب النفوس المريضة.
واكد الطراونة في كلمة له خلال رعايته افتتاح المؤتمر السنوي للشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد امس تحت عنوان « دور سلطات العدالة» ان مكافحة الفساد ومحاربة الفاسدين واجتثاثهم وتقديمهم الى العدالة جزء مهم من عملية الاصلاح الشاملة في الاردن.
وقال رئيس الوزراء ان عملية الاصلاح في الاردن لم تكن نتيجة للربيع العربي لانها بدات منذ زمن بعيد ، لكن الربيع العربي عجل في اخراج التعديلات الدستورية الجريئة والمتقدمة على دستور المملكة الصادر عام 1952 وتلاها انشاء الهيئة المستقلة للانتخابات واقرار قانون المحكمة الدستورية وقانون الاحزاب حيث سيتم اجراء انتخابات نيابية حرة نزيهة قبل نهاية العام الحالي.
واضاف ان مكافحة الفساد اولوية اردنية لا رجعة عنها لان الفساد كما وصفه جلالة الملك عبد الله الثاني هو عدونا جميعا وجلالته هو الذي اعطى الضوء الاخضر لكل الجهات المسؤولة في المملكة للتصدي للفاسدين عندما قال «لا احد فوق القانون ولا احد فوق المساءلة ولا حصانة لمسؤول».
واشار الطراونة ان القضاء الاردني وكافة الاجهزة التي تعمل معه او في نطاقه قطعت خطوات متقدمة على صعيد احقاق الحقوق وانصاف اصحابها وكذلك على صعيد حماية هيبة الدولة التي لا نسمح بالمساس بها كما ساهم في الحفاظ على مقدرات الوطن.
وقال نعمل على توفير كل خيارات وصور الدعم لرجالاته ومؤسساته بما يؤمن رفده بالكفاءات والقوى البشرية المؤهلة وبما يكفل تسريع اجراءات التقاضي دون المساس بمبدا فصل السلطات، فضلا عن دعمنا لكل اجهزة الدولة المعنية بارساء مبادئ العدالة والمساواة ونشر قيم النزاهة والشفافية واجتثاث الفاسدين الذين نخروا اوصال المجتمع عندما كان منشغلا في الانتقال من مرحلة الاحكام العرفية الى مرحلة الديمقراطية التي نتفيأ ظلالها الان.
واكد الطراونة ان بعض التحديات التي تواجه وطننا وتمتحن قدرتنا على التحمل عن مواصلة العمل الدؤوب للوصول بالاردن الى مرافئ الامان لتكريس قيم ومبادئ النزاهة والشفافية واحترام حقوق الانسان وحرياته التي تصونها شريعتنا السمحاء ودستورنا وقضاؤنا العادل المستقل المحصن.
وزاد:نتطلع في الاردن الى اليوم الذي تصل فيه الدول العربية ودول الاقليم الى مستوى احكام قبضتها على الفساد وتجفيف منابعه وتخفيف اثاره السلبية على مجتمعاتنا وعلى برامج الاصلاح التي بدأنا نقطف بعض ثمارها ، كما اننا نؤمن بان التعاون العربي العربي ، والعربي الدولي في هذا المجال سيثري آليات نشر مبادئ النزاهة.
وقال نتابع باهتمام ورضا ما تقوم به الشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد باعتبارها احدى المؤسسات الاقليمية ذات الامتداد الدولي والتي لنا شراكة مباشرة وفاعلة معها منذ تأسيسها وانطلاقها من عمان منتصف 2008 ، كما نحرص على تعظيم التعاون معها ومع كل الهيئات والمؤسسات العاملة على مكافحة الفساد عربيا واقليميا ودوليا وانسجاما وتنفيذا لاحكام الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد التي كان الاردن احدى الدول التي شاركت في صياغتها ومن الاوائل التي وضعتها حيز التنفيذ ، بالاضافة الى تقديرنا الى ما يبذله برنامج الامم المتحدة الانمائي.
من جهته ، قال رئيس هيئة مكافحة الفساد سميح بينو لم تكن مهمتنا سهلة في الهيئة فقد واجهنا ملفات فساد احسن حبكها وصياغتها من قانونيين وماليين ، استثمروا خبراتهم والتقنيات الحديثة لاخفاء معالم فساد اسيادهم، لكننا بالخبرة المتوفرة لدينا بالاجهزة المتطورة استطعنا ان نصل اليهم ، مؤكدا ان الفساد في الاردن بدأ يتراجع ولم يعد امامنا سوى ملفات فساد مورست في سنوات سابقة.
من جانبه ، قال رئيس الشبكة العربية للنزاهة ومكافحة الفساد عبد السلام ابو درار ان العمل الاقليمي المشترك بين السلطات القضائية في مكافحة الفساد من شأنه ان يقوي ويعضد من دورها في ترسيم الجهود وتعزيز الممارسات وتطوير التشريعات ما يؤمل من الحد من جرائم الفساد.
ويشارك في المؤتمر الذي يختتم اعماله اليوم وزراء عدل ورؤساء هيئات مكافحة الفساد وقضاة ومسؤولون وممثلون عن المجتمع المدني من 16 دولة عربية بالاضافة الى خبراء وممثلين عن دول شريكة ومنظمات دولية واقليمية.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمير محمود ابوزيد
المفضلات