الرياض - العربية.نت
يتجه العديد من الفتيات السعوديات إلى وشم أجسادهن بما يعرف بـ "التاتو"، وهو ما يحمل صورا للأرواح كما يردد.

وفي جدة السعودية تحديدا، وبحسب إفادة صاحبات المشاغل النسائية والعاملات فيها، فإنه مع بداية فصل الصيف ومواسم حفلات الزفاف، تقبل الفتيات بنسبة عالية على وشم أجسامهن بالتاتو، الذي يحمل صوراً للأرواح أحياناً.

وقد اختلفت أهدافهن من وضع هذه النقوش، فمنهن من تضعها بناء على المعتقدات السائدة كونها تدفع الضر، ومنهن من تضعها مقتدية بنجمات هوليوود، في حين يرفض بعض العرسان وبشدة أن تتجه العروس لهذه الموضة الدخيلة، ووجدوا أنها تخدش الحياء.

وفي هذا الإطار، تشير صابرين الشامي، وهي مسؤولة في أحد صالونات التجميل بجدة إلى حقيقة الأمر، مضيفة أن عاملاتها يقمن بنقش الحناء و"التاتو" للزبونات، على حسب الطلب.

وأوضحت بقولها "لدينا مختصات للقيام بهذا النقش ولم يسبق لنا قط أن قمنا بعملية الوشم المحفور على الجسم، ولكن نقوم بنقش التاتو كونه جائزا، ولا ضير من ذلك ما دامت العروس تبحث عما يجملها ليلة زواجها".

وتشير إلى أنه "سبق أن قمنا بنقش سائر الجسد لكثير من العرائس في العام الماضي، وسوف نبدع في إتقان ذلك أكثر لإرضاء الزبونات هذا العام"، وذلك بحسب تقرير لصحيفة "الشرق" السعودية.

وتتباين أشكال الوشوم ما بين العقارب وصور الأرواح وغيرها من الأشكال الغريبة، وذلك يتم غالبا بدون علم الأزواج، بينما تتبادل الفتيات المعلومات حول آخر الأشكال.

وتقول سعاد أحمد إنها مقبلة على الزواج، وقد حجزت موعداً لها في أحد المشاغل، لتقوم بوشم شكل "عقرب" على منطقة ظهرها، مبينة أن خطيبها لا يخالفها في الأمر، بل يشجعها على ذلك، في حين أوضحت أن صديقتها كادت تطلق بسبب وشمها على جسدها دون علم زوجها.
حرام شرعاً
وحول رأي الدين في الوشم، يقول الشيخ الدكتور عوض القرني إن الوشم ورد على لسان النبي، وهو محرم شرعاً، لقوله صلى الله عليه وسلم "لعن الله الواشمة والمستوشمة"، أي الخبيرة التي تقوم برسم الوشم، ومن يطبق عليها الوشم، مشيراً إلى أن هذا الحديث صريح وواضح، وما يزيد حرمته أنه تقليد للكفار ويغير من شكل الجسد، أما إذا كانت تفعل من باب دفع الضرر فهو أشد حرمة من الأمرين السابقين، لأنه يدخل في باب الاعتقاد، وقد يكون أعظم من الشرك.

ومن جهتها، تشير الاختصاصية الاجتماعية في مستشفى قوى الأمن بالرياض، نجوى فرج، إلى تفشي هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة بين الشباب والشابات، مبينة أنها ظاهرة دخيلة على المجتمع السعودي تم اقتباسها من الغرب، قائلة "لا أظن أن قصد كل من وشم جسده جلب الحظ وطرد الأرواح الشريرة، بل على الأرجح أنه تقليد أعمى وموضة متفشية في أوساط فتيات الكليات والجامعات".

وإلى جانب الوشم، تنتشر ظواهر غريبة أخرى في أوساط الفتيات السعوديات وبعضها في المدارس مثل ما يعرف بـ"البويات"، و"الإيمو"، إلى جانب ظاهرة خرم الشفاه. ونقلت تقارير صحافية جهود الجهات المختصة لحصار تلك الظواهر، حيث تم توقيف لبناني في جدة يقوم بـ"كوافير" للنساء، ويقوم بنقش الوشم على أماكن متفرقة من أجسادهن في مقابل 1500 ريال للوشم الواحد، وقد اعترف أثناء التحقيقات أنه مارس المهنة منذ تسع سنوات.