كتب - فيصل ملكاوي -منذ عام ونصف والحركة الإسلامية تسعى جاهدة لتحريك الشارع الإردني واثارته من خلال المسيرات والاعتصامات ومحاولة افتعال الأزمات وخلق الصدامات كما فعلت في دوار الداخلية وساحة النخيل وفي سلحوب والمفرق وغيرها من الاحداث التي تم افتعالها إلا أن الحركة مع كل ذلك لم تحقق أي انجاز بل أن عدد المشاركين في المسيرات والاعتصامات يتناقص بشكل ملحوظ فلم تعد الاعداد تصل في أحسن الظروف إلى بضع مئات يقومون في كل مرة بترديد نفس الهتافات والعبارات والقاء للخطب التي تحاول التلاعب بمشاعر المواطنين وحرف اهتماماتهم وتشويه مطالبهم .
تتعمق الازمة الإخوانية ليست على مستوى البيت الداخلي للاخوان وحسب بل تتعدى ذلك الى ان القوى السياسية الاخرى التي دأبت على التنسيق معها بدأت تراجع
بشكل جدي هذه المسألة لجهة انهاء هذا التنسيق وما يتبعه من الاشتراك في النزول الى الشارع وان هذه الامر بدا يمارس بشكل عملي وفق قيادات في التيارات القومية واليسارية التي نفذت مسيرتها الجمعة الماضية بعيدا عن الاخوان .
ووفقا لمعلومات رشحت من داخل البيت الاخواني فأن اعداداتتزايد من القيادات الاخوانية وفي القواعد ايضا باتت تنتقد استمرار الفعاليات التي يصر عليها تيار التشدد في الاخوان كغاية بحد ذاتها بسبب كثرتها بلا فاعلية من جانب وعدم تحقيقها لأي اهداف من جانب أخر اضافة الى انها أصبحت تؤشر من خلال قلة المشاركين فيها على ضعف الحركة الإسلامية خاصة مع ارتفاع وتيرة عدم التزام الكثير من القواعد بالمشاركة فيها مما يؤشر قناعة متنامية لدى القواعد الإخوانية بعدم جدوى هذه الفعاليات وانها بدات تاخذ من رصيد الحركة الاسلامية دون ان تضيف لها شيئا .
استمرار الاحجام عن المشاركة في هذه الفعاليات مستمر على الرغم من أن الجماعة جعلت المشاركة مسالة اجبارية تحت طائلة العقوبات التنظيمية للاعضاء الذين يستنكفون عن الاشتراك الى جانب إصدار فتوى داخلية بوجوب المشاركة في هذه المسيرات والفعاليات .
تواصل الحركة الاسلامية نهج العدمية في التعامل مع برنامج الاصلاح والقوانين الناظمية للحياة السياسية ولا تلتفت لاي خطوات في هذا الاتجاه رغم ترحيب الغالبية الساحقة من المواطنين وقوى المجتمع المختلفة بهذه المنظمومة وتواصل الحركة لغة البقاء في الشارع لسبب وحيد هو الارتباط بالاجندة الخارجية وتلقي الاوامر مباشرة من التنظيم الدولي للاخوان الذي يرى باثارة الفوضى في المنطقة هدفا ذا اولوية لتحقيق احندته فيها كما حدث في مصر وتسعى إليه فروع الجماعة حالياً في ليبيا وسوريا .
يؤكد مصدر مطلع على الشان الاخواني ، أنه بالرغم من الاهداف المعلنة من قبل جماعة الإخوان المسلمين والشعارات التي ترفعها خلال المسيرات والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية ، وتبنيها للقضايا العامة (محاربة الفساد ، العدالة ، حكومة منتخبة ) وغيرها من الشعارات بهدف الحشد لهذه المسيرات ، إلا أن هناك اجندات واهداف غير معلنة تحاول جماعة الإخوان المسلمين وخاصة التيار الاكثر تشدداً تحقيقها من خلال هذه المسيرات ، وبغض النظر عن مصالح وأهداف الاحزاب والفاعاليات الاخرى التي تنسق معها بخصوصها .
تستخدم الجماعة للحشد والتعبئة لهذه المسيرات اسلوبا بات مكشوفا جوهرة التحريض على مؤسسات الدولة عن هذه المؤسسات ومحاولة الاساءة لها بكافة الوسائل ومحاولة التشكيك وتجاهل الدور الهام الذي تلعبه هذه المؤسسات في خدمة المجتمع ، إضافة الى انتقاد ورفض كل رأي لا يتفق معها في هذه المسيرات بنهج استفرادي واقصائي واضح وعلى قاعدة قوامها من ليس معنا فهو ضدنا .
تفيد معلومات موثقة انه أنه خلال لقاء المراقب العام للجماعة (همام سعيد) بالمرشد العام للإخوان في مصر الاسبوع الماضي ، تم التباحث حول مستقبل اخوان الاردن وأعطاء تعليمات لأخوان الاردن بضرورة تكثيف المسيرات والنزول للشارع وإثارة الفوضى لتحقيق مطالب الإخوان المتمثلة في الوصول للسلطة وتشكيل حكومة اخوانية لها ارتباطات مع التنظيم الدولي للإخوان وبرعاية غربية .
ترى اوساط مؤثرة في الحراكات الشعبية والشبابية والقوى السياسية الاخرى ان الامر بات يستوجب إحداث عملية مراجعة حقيقية تفرز دعاة الإصلاح الحقيقي الذي تسعى اليه الغالبية السياسية والاجتماعية وبين ذلك الاصلاح المزعوم من قبل الاخوان المسلمين الذي يخطط له وفق اجندات خارجية وما يتطلبه ذلك من مراجعة مسيرة التنسيق مع الحركة الاسلامية ووضعها في الميزان خاصة وان هناك اسئلة كبرى بدات تثار داخل هذه القوى حول سياسة ركوب الموجة التي يحترفها الاخوان واستخدام بقية القوى ادوات للحشد والتعبئة وحصد النتائج على حساب هذه القوى؟
هذه الاسئلة المهمة تثار حاليا في اوساط هذه القوى لاسيما وان النهج الاخواني انكشف في الحالة المصرية وهو النموذج الذي يعتبره اخوان الاردن مثلا اعلى لهم في المسيرة والنهج .