سهير بشناق - وسط حيرة وقلق وخوف على الابناء ، نتبادل الادوار حول امكانية ايجاد الحلول المناسبة لاشغال وقت العطلة المدرسية؛ وهي طويلة وفيها من السخونة ما يحرق الراس، سخونة في الجو وفي الحوار وفي فهم النتائج.
..لكنها تبدا ، عطلة صيفية تتزامن مع اجواء مناخية حارة !.
بدات الاسر بالبحث لابنائها عن وسائل ترفيهية، بعد عام دراسي فالابناء تختلف ميولهم تبعا لاعمارهم
ولعل المشكلة الريئسية التي تواجه الاسر هي ايجاد وسائل ترفيهية لابنائهم في مرحلة المراهقة ورفضهم الاشتراك بالنوادي الصيفية المنتشرة والتي تركز اهتماماتها وانشطتها على الفئات العمرية الصغيرة .

ترفيه من نوع اخر
هذه الفئة العمرية من المراهقين يبحثون عن ترفيه من نوع اخر يتجسد في ارتياد المولات والمطاعم ودور السينما في الوقت التي تشكل هذه الامكان بازدحامها الكبير قلقا عند كثير من الاسر التي تحرص على متابعة ابنائها وعدم السماح لهم بارتيادها الا برفقتهم .
تقول ام عمر ؛وهي ام لاربعة ابناء : منذ اليوم الاول للعطلة الصيفية بدا ابنائها وبناتها بمطالبتها بالسماح لهم بالخروج مع اصدقائهم وصديقاتهم الى المولات الامر الذي اثار قلقها وخوفها عليهم .
وتضيف : مرحلة المراهقة من اصعب المراحل العمرية على خلاف الاطفال الصغار الذين يمكن السيطرة عليهم وعلى متطلباتهم لانهم لا يخرجون الا برفقة الاباء والامهات اما المراهقين فهم يبحثون عن الترفيه بعيدا بمفردهم وهو سلوك يحمل بطياته خطورة وخوف دائم عليهم.

عزوف مشروع
واشارت ان الازدحامات التي تشهدها المولات ودور السينما واغلب الامكان ،اصبحت مصدر خوف حقيقي لدى الاسر خاصة للفتيات المراهقات .
وتشهد النوادي الصيفية ارتفاعا ملحوظ برسومها الامر الذي دفع بالكثير من الاسر عن العزوف ،بطريقة مشروعة عن ارسال ابنائها اليها والبحث عن بدائل اخرى .
السيدة ام سارة ، موظفة لفتت الى ان:» ارتفاع رسوم النوادي الصيفية هذا العام يثقل الاسر باعباء مادية جديدة خاصة في محدودية امكان الترفية التي تتطلب هي بدورها توفير ميزانية خاصة في ظل ارتفاع الاسعار بشكل كبير .
وتضيف : ان العطلة الصيفية تشكل مشكلة حقيقية لدى الاسر فمتطلبات الابناء كثيرة وملء اوقات فراغهم يحتاج الى وعي كبير من قبل الاسر خاصة في مرحلة المراهقة».

الثقة عنصر اساسي
ان اعطاء الابناء الحرية الكاملة من امور التي لها عدة سلبيات ، فهم يحتاجون دائما للمراقبة المسؤولة وابقاء مساحة كافية من الحوار بينهم وبين اسرهم كي تبقى الثقة عنصر اساسي لا يضيع امام ما نشهده اليوم من غياب الحدود في كل شيء .
وامام متطلبات الابناء وارتفاع رسوم النوادي الصيفية وخوف الاسر على ابنائها خاصة في مرحلة المراهقة تبقى العطلة الصيفية تشكل هاجسا لدى الكثيرين الذين لا يجدون ما يشغلون ابنائهم به
الاخصائية التربوية منال عواد اشارت الى اهمية استغلال العطلة الصيفية للأبناء بامور مفيدة لا تقتصر فقط على الوسائل الترفيهية .
واضافت : على الاسر ان تميز بين احتياجات ابنائها الصغار والابناء في مرحلة المراهقة وعدم الجمع بينهم كون لكل فئة عمرية متطلبات خاصة يجب ان لا تكون على حساب الفئة الاخرى
واشارت ان العطلة الصيفية يجب ان يتم استغلالها بشكل مفيد بحيث يتم التعرف على ميول ورغبات الابناء فهناك منهم من يميل الى ممارسة الرياضة باختلاف انواعها او الرسم او المطالعة الامر الذي يضع الاسرة امام مسؤولية استغلال العطلة بتنمية هذه الميول كون العام الدراسي واعباء الامتحانات قد لا تساعد الابناء على ممارستها .

خاص للأبناء فقط
ان قضاء العطلة الصيفية بارتياد المولات او دور السينما والمطاعم برفقة الاصدقاء، والبقاء لساعات متاخرة خارج المنزل من السلوكيات غير الايجابية ،والتي تحتاج الى اعادة النظر بها من قبل الاسر، التي تعتقد ان العطلة هي ملك خاص للأبناء فقط .
هنا تكمن اهمية مراقبة الابناء- تقول السيدة ام سارة - خاصة بمرحلة المراهقة وعدم ترك الحرية لهم باختيار وسائل ترفيهيهم وابقاء الاهل على تواصل دائم معهم خاصة عند ارتيادهم المولات او دور السينما والتي قد تجلب لهم مشاكل عديدة وتقودهم الى علاقات غير سوية .
وبين اللهفة الى العطلة الصيفية وقلق الاسر على ابنائها ومتطلباتهم تبقى الاسرة هي المسؤولة بالدرجة الاولى عن اختيار الطريقة التي سيقضي الابناء بها عطلتهم مع الحرص على التشارك فيما بينهم والتعرف على ميولهم ورغبتهم بكييفية قضاءها تجنبا لحرية زائدة وعدم القدرة على ضبط سلوك ابنائهم ان تركت الحرية كاملة لها فيسيئون استخدامها .