لندن - بترا - أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني في مقر رئاسة الحكومة البريطانية في لندن امس السبت مباحثات مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تناولت التطورات السياسية في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا جهود تحقيق السلام وفق حل الدولتين، ومستجدات الأوضاع المتفاقمة في سوريا، إضافة إلى علاقات التعاون الثنائي وأفاق تطويرها.
وأكد جلالته خلال المباحثات أهمية دور بريطانيا في العمل على مساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة إلى المفاوضات المباشرة لحل جميع قضايا الوضع النهائي، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وذلك استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وحذر جلالة الملك من الإجراءات والسياسات الإسرائيلية الأحادية في الأراضي الفلسطينية، وفي مقدمتها الاستمرار في بناء المستوطنات، مجددا جلالته التأكيد على أن عدم التوصل إلى انفراج في العملية السلمية سيفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.
وبحث جلالة الملك وكاميرون التطورات المتسارعة على الساحة السورية، حيث عبر جلالته عن قلق الأردن العميق للتصعيد الحاصل وازدياد حدة العنف هناك، وانعكاسات ذلك على جميع دول المنطقة، لاسيما دول الجوار، واحتمال تدفق المزيد من اللاجئين السوريين إلى المملكة.
وأكد جلالته أن الأردن يؤمن بضرورة إيجاد مخرج سياسي للازمة السورية، ويدعم جهود المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان للتوصل إلى حل يوقف سفك دماء الأبرياء، ويحافظ على وحدة سوريا وتماسك شعبها، محذرا جلالته من أن الوضع السوري المتأزم يستدعي تضافر جميع الجهود لدعم خطة عنان.
وتناول جلالته وكاميرون خلال المباحثات مآلات الربيع العربي وتأثيرات ذلك على مستقبل المنطقة، والتحديات الاقتصادية التي تواجه شعوبها وسبل التعامل معها.
وتطرق اللقاء، الذي حضره وزير الخارجية ناصر جودة ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري والسفير الأردني في لندن مازن الحمود، إلى علاقات التعاون بين البلدين وآليات تفعيلها، والارتقاء بها في مختلف المجالات.
وعرض جلالة الملك مع كاميرون الخطوات والإجراءات التي اتخذها الأردن للتسريع في تحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي الشامل الذي يمكن الأردنيين من الانتقال إلى مرحلة جديدة يواصلون من خلالها مسيرة البناء والتحديث والتطوير، بما يعزز النهج الديمقراطي ويسهم في تطوير الحياة السياسية وتوسيع المشاركة الشعبية في عملية صنع القرار.
ولفت جلالته إلى أن الجهود منصبة على إقرار قانون انتخاب جديد، بحيث تجرى بموجبه الانتخابات النيابية قبل نهاية العام الحالي وفق أعلى معايير الشفافية والنزاهة بإشراف وإدارة الهيئة المستقلة للانتخاب.
وأشار جلالته إلى فرص ومجالات تعزيز التعاون والاستفادة من الخبرات والبريطانية لتطوير عمل وبناء المؤسسات المعنية بالبرنامج الإصلاحي الأردني.
من جهته، أعرب رئيس الوزراء البريطاني عن تقديره لجهود جلالة الملك الموصولة لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة ومساندته لمساعي تحقيق السلام، وقيادة جلالته لعملية الإصلاح الشامل في المملكة.
وبعد جلسة المباحثات مع كاميرون، حضر جلالة الملك مراسم الاحتفال الذي نظمته رئاسة الوزراء البريطانية بعيد ميلاد الملكة إليزابيت الثانية، ملكة بريطانيا.
وتضمن الاحتفال، وهو تقليد متبع منذ القرن السابع عشر، والذي كان جلالة الملك ضيف الشرف الرئيسي فيه، عروضا عسكرية وموسيقية متنوعة لمختلف القطاعات العسكرية البريطانية.